القلاب: من يتوارثون الدوائر المغلقة من الآباء وآباء الآباء إلى الأبناء

مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/15 الساعة 00:59
صالح القلاب

عندنا، في الريف والبادية، مثلٌ طالما رُدد وتردد كثيرا يقول: «كبير الحجر ذلاّل» أي أنَّ من يكبِّر حجره أكثر من اللزوم لا يضرب وحقيقة أن هذا ينطبق ليس في معظم الأحيان بل في كل الأحيان على مواصلة التهديد وأكثر من اللزوم بقطع دابر الفساد والضرب على أيدي الذين «يثْبُت» أنهم اعتدوا على الأموال العامة وهنا فإن المفترض أن الاعتداء على الأموال العامة لا ينحصر في مد البعض أيديهم إلى «خابية» الدولة و»لهْف» ما يمكن لهفه بل أيضاً وضع القريب أو النسيب أو الصديق في الموضع الذي لا يستحقه وعلى حساب مئات وربما ألوف المؤهلين الذي بقوا أعواماً طويلة وهم ينتظرون الفرج من ديوان الخدمة المدنية .

لا ضرورة لمواصلة هزِّ القبضات في الهواء وإنزالها بدون توجيه ولو لكلمة ناعمة إلى «صدغ» أحد الذين تطاولوا على أموال الدولة وأموال عباد الله الصالحين فهناك حالات يتحدث بها الناس توجع القلوب وهناك من لا يستطيع أيٌّ كان أن يقول له :»يا مايله إعدلي نفسك».. وأعتقد أن هناك أسماءً مَلَّ شارعنا الأردني وهو يتحدث عنها إن بهمسٍ وإن بأصوات عالية ومرتفعة.

أنا أعرف أن الشرفاء والمخلصون في بلدنا كثر، والحمدلله، وأن هناك من ينطبق عليهم ذلك المثل الذي يقول:»تجوع الحرة ولا تأكل بشرفها» لكنني أعرف والله سبحانه وتعالى قبل الجميع يعرف أن هناك حالات لا يجوز السكوت عليها وذلك لأن السكوت على حالة من هذه الحالات يشجع الآخرين وبخاصة «المترددين» على مدِّ أيديهم إلى المال العام .. والخاص وإلى الرشوة والإختلاس والسرقة أيضاً وإلى وضع الإنسان غير المناسب في المكان غير المناسب .

هناك في بلدنا، الذي يجب وضعه في هذه الظروف الصعبة التي تحيط به وبالطبع بنا في حدقات العيون، العشرات بل المئات من الذين أنفق عليهم ذووهم كل ما يملكونه لإلحاقهم بأهم وأرقى المعاهد والجامعات العالمية لكن ما يفتت الأكباد حقاً أن هؤلاء بقوا ينتظرون على الأرصفة ولسنوات طويلة بينما احتل مواقعهم المفترضة الذين ورثوا عن آبائهم وأجدادهم أيضاً تبوؤ مواقع الدوائر المغلقة.

لقد بقي الحريصون على هذا البلد وعلى أمنه وإستقراره يكظمون الغيض وبقوا ينتظرون أن تنظر العدالة، التي من المفترض أنها للجميع، إلى الأردنيين بدون أي تمييز وبدون أن يكون هناك إبن غالية وهناك إبن جارية لكن ولأن الإنتظار طال ولأن الدوائر المغلقة بقيت مغلقة فإنه لا بد من قرع أجراس الإنذار بقوة ولا بد، من أجل هذا الوطن وصموده واستقراره، من القول وبأعلى الصوت: لقد طفح الكيل ..وكفى.. كفى.. واللهم اشهد .

إنه لا يمكن إنكار أن أوضاعنا مقارنة بأوضاع بعض الأشقاء حولنا بألف خير وأنه علينا أن نشكر العلي القدير مع طلوع كل شمس وغروبها بأنه حبانا قيادة متميزة لا تكل ولا تمل في العمل من أجل رفعة هذا الوطن واستقراره وهذا هو المهم لكن ونحن نحمد الله على هذا فإنه لا بد من «دبِّ الصوت» عالياً والقول إن هناك من يشدون العربة إلى الوراء وأنَّ هناك من يحتلون مواقع لا يستحقونها وأن هناك من يتوارثون الداوئر المغلقة من الآباء وآباء الآباء إلى الأبناء الذين يورثونها لأبنائهم .. ومرة أخرى اللهم اشهد .. وأسأل الله أن يحفظ الأردن ..المملكة الأردنية الهاشمية وأن يكلأ بعين رعايته قيادته الهاشمية. المصدر؛ الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/15 الساعة 00:59