48% من مستخدمي الإنترنت في الأردن هم من النساء
مدار الساعة - إحتفل العالم يوم أمس الأربعاء 17/5/2017 باليوم العالمي للإتصالات ومجتمع المعلومات، والذي يصادف ذكرى تأسيس الإتحاد الدولي للإتصالات منذ أكثر من 150 عاماً، تحت شعار "البيانات الضخمة من أجل إحداث تغيير ضخم"، حيث سيجري في إطاره إستكشاف قدرة البيانات الضخمة لأغراض التنمية، وبحث سبل تحويل الكميات الهائلة من البيانات الى معلومات يمكنها دفع عجلة التنمية.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أهمية تمكين النساء والفتيات في مجال التكنولوجيا كونهن جزء لا يتجزأ من التنمية المستدامة تأثراً وتأثيراً، حيث أن الإنتشار الواسع والسريع لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات في مختلف دول العالم ، أفرزت العديد من التحديات الهامة والمعيقات الجدية والتي يجب تذليلها والحد من آثارها إذا ما أردنا مشاركة الفتيات بشكل خاص والنساء بشكل عام في إبتكار وصناعة وإنتاج وتطوير البرمجيات من جهة ، وفي إستخدامها لتعزيز مهاراتهن ومعارفهن وإتاحة المزيد من فرص المشاركة في مختلف المجالات خاصة الإقتصادية منها لتحسين ظروفهن المعيشية من جهة أخرى.
وتشدد "تضامن" على أن الوضع الحالي والذي يشير الى هيمنة ذكورية واضحة على قطاع التكنولوجيا والإتصالات ، سينتج عنه برمجيات وأدوات لا تراعى فيها الإحتياجات الخاصة بالنساء ، وستكون مشاركتهن في صناعة المستقبل وفي المساهمة الفعلية في التنمية المستدامة وتحسين أوضاعهن من خلال أكثر القطاعات نمواً ، كأنه درب من الخيال ما لم يتم إتخاذ التدابير والخطوات اللازمة لإدماجهن في مختلف المراحل التي تمر بها إبتداءاً من الإبتكار وإنتهاءاً بالإستخدام.
وفي الأردن أشار آخر مسح أجرته جمعية شركات تقنية المعلومات والإتصالات "إنتاج" الى أن النساء يشكلن حوالي 28% (4702 موظفة) من العاملين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات البالغ عددهم 16793 موظفة وموظف ، في حين كانت نسبة العاملات في قطاع التكنولوجيا مقارنه بالعاملين من الرجال (15% ، 85% على التوالي) عام 2011 حسب مسح إستخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصالات داخل المنازل لعام 2011 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.
وإرتفعت نسبة مستخدمي الحاسوب من النساء عام 2015 وفق مسح إستخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصالات داخل المنازل لعام 2015 لتصل الى (45.1%) من مجموع المستخدمين.
أما الفئات الأكثر إستخداماً للحاسوب من النساء فتركزت بالفئات العمرية الصغيرة ، وكانت أعلى نسبة إستخدام بين النساء في الفئة العمرية (15-19) عاماً بنسبة (68.6%) ، وأقلها إستخداماً الفئة العمرية ما فوق (65) عاماً بنسبة وصلت الى (1.8%). ومن حيث التعليم فشكلت الحاصلات على بكالوريس فأعلى النسبة الأكثر إستخداماً للحاسوب من بين النساء (63.4%).
وشكل الأفراد ومن بينهم النساء المستخدمات للحاسوب لأغراض شخصية النسبة الأعلى (86.9%)، و (52%) يستخدمونه لإغراض التعليم والتدريب، في حين كان الإستخدام لأغرض العمل الأقل.
وتشير "تضامن" الى أن نسبة الإناث المستخدمات للإنترنت ممن تزيد أعمارهن عن (5) سنوات شكلت (48.4%) في مقابل الذكور (51.6%). وتشكل الفئة العمرية (20-24) عاماً لكل من الذكور والإناث الفئة الأكثر إستخداماً للإنترنت (81.9% للذكور، 78.1% للإناث). وتتركز أماكن إستخدام الإناث للإنترنت في المنزل والعمل والمدارس والجامعات ، في حين تقل نسبة إستخدامهن في المقاهي لتصل الى (2.5%).
وتضيف "تضامن" الى أنها أدركت مبكراً أهمية تكنولوجيا المعلومات والإتصالات للنساء والفتيات ، وعملت ضمن برنامجها "شراكة المعلومات والإتصال بين النساء" على تنفيذ عشرات الدورات التدريبية المبتدئة والمتقدمة حول مهارات إستخدام الحاسوب إستفادت منها مئات النساء والقياديات والناشطات ، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني ومحطات المعرفة في مختلف محافظات المملكة ، كما نفذت عدد من هذه الدورات للنساء داخل مراكز الإصلاح والتأهيل بهدف تمكين السجينات وإعادة تأهيلهن وإدماجهن في المجتمع.
ونظراً لأهمية إستخدام الإنترنت في نشر المعرفة والتمكين ، فقد كانت "تضامن" أول من بادرت الى إنشاء موقع الكتروني باللغة العربية على شبكة الإنترنت بإسم "أمان – المركز العربي للمصادر والمعلومات حول العنف ضد المرأة"، والذي نافس حينها مواقع عالمية كموقع منظمة العفو الدولية وموقع هيومن رايتس ووتش من حيث المحتوى العربي وعدد الزوار وحصل على العديد من الجوائز العربية والدولية.
وإذا كان مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات يوفر للفتيات فرص عمل ممتازة وأجور جيدة ، فإن تمكينهن من الإستخدام الأمثل لهذه التكنولوجيا سيزيد من فرص حصولهن على عمل ومن تمكينهن إقتصادياً ، ويزيد من مهاراتهن ومعارفهن. وقد دأبت "تضامن" ومنذ عام (2009) على عقد "مؤتمر الشباب والتكنولوجيا" بشكل سنوي بمشاركة شبان وشابات من جميع المناطق في الأردن ومن بعض الدول العربية والأجنبية ، بهدف تمكين النساء إقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً وثقافياً ، والتوعية بحقوقهن والدفاع عنها بإستخدام مختلف وسائل التكنولوجيا الحديثة ، وشهد عام (2017) المؤتمر التاسع تحت عنوان "مشاركة الشابات في الحياة العامة - بناء القيادات الشبابية للمشاركة في إنتخابات مجالس البلديات والمحافظات".