إبسوس: البطالة تتصدر قائمة أبرز هموم الأردنيين
مدار الساعة - أصدرت شركة "إبسوس" للأبحاث التسويقية تقريرا حول مؤشر ثقة المستهلك الأردني عن الربع الأخير من العام 2020.
وقالت "إبسوس" إنه مع انتهاء العام 2020، شهد مؤشر ثقة المستهلك الأردني ارتفاعا بنحو 5 نقاط، ليقترب بذلك من مستواه في الربع الأول من ذات العام عند بداية الجائحة.
وشكلت آمال الأردنيين بتحسن اقتصادي قريب خلال العام الجديد الدافع الرئيسي لتحسن المؤشر، حيث ارتفع مؤشر التوقعات الاقتصادية المستقبلية بما مقداره 7.5 نقطة عما كان عليه في الربع الثالث من العام.
وبحسب "إبسوس" جاء هذا الانحسار الطفيف في تشاؤم الأردنيين تجاه المستقبل الاقتصادي للبلاد متأثرا بشكل جزئي بما أعلنته الحكومة من إجراءات الإغاثة السريعة الساعية لدعم الفئات الأكثر تضرراً من إجراءات الإغلاق كزيادة الحد الأدنى للرواتب، وتمديد برنامج الدعم التكميلي الذي يقدمه صندوق المعونة الوطنية، ودعم وتمديد مدد الحزم المساندة المقدمة من مؤسسة الضمان الإجتماعي، بالإضافة الى التعديلات التي أدرجت على أمر الدفاع رقم (6) والمتعلقة بنسب تخفيض الرواتب المسموح بها. وهي الأمور التي ساهمت جميعها في طمأنة الأردنيين بمؤشراتٍ لإنفراجٍ وتحسن بسيط القدرة الشرائية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الآمال ظهرت بنسبٍ أفضل لدى القطاع العام مما هي عليه لدى موظفي القطاع الخاص وأصحاب الأعمال الخاصة.
ومع ذلك، فبينما يواصل الأردنييون مواجهة تبعات الجائحة على سبل عيشهم ومصارعة تعثر سوق العمل، استمرت البطالة باحتلال المرتبة الأولى في قائمة هموم أغلبية الأردنيين.
وبالمقارنة مع المؤشرات الأخرى، بقي مؤشر الثقة في الأمان الوظيفي راكداً عند مستوياته المتدنية، مما أبقى الأردن في المرتبة 22 من أصل 24 دولة عالمياً قبل تركيا وجنوب أفريقيا.
ولم يكن ارتفاع نسبة التفاؤل الذي شهده هذا الربع من العام فريدا من نوعه للأردن فقط، حيث انعكست مشاعر مماثلة على مستوى العالم.
وأشارت "إبسوس" إلى أن الربع الرابع من العام 2020 اتسم بتفاؤل متزايد عبر 14 بلدا من أصل 24 ممن شملهم الاستبيان العالمي الذي قامت به إبسوس. فقد عمل طرح لقاحات كورونا عالمياً خلال الفترة ذاتها على تغذية هذا التفاؤل إلى حد كبير، وبعث الأمل في كسر التزايد الكبير في الإصابات وما يصحب ذلك من قيودٍ وضغوطات على الاقتصاد العالمي. وفي حين يرى الأردنيون أن تهديد الفيروس لا يزال في أعلى مستوياته، إلا أن درجات التفاؤل تجاه اقتراب انتهاء هذه الجائحة قد شهد تزايداً كبيراً، حيث يعتقد ما نسبته 72 بالمئة من الأردنيين أن التهديد الذي يشكله الفيروس سينتهي قريباً.
إلا أنه وعلى الرغم من قناعة الأردنيين بأن نهاية الفيروس أصبحت وشيكة، فإن التهديد الذي يفرضه الفيروس لم ينته بعد، حيث أن المخاطر المتزايدة المرتبطة بانتشار السلالة الجديدة من الفيروس إلى جانب إعادة فتح بعض القطاعات مؤخراً، يترك الأردن في موقفٍ حرج. وفيما تواصل الحكومات في كافة أنحاء العالم صراعها لتحقيق التوازن المطلوب، أصبحت الحاجة إلى مراقبةٍ لصيقةٍ لثقة المستهلك بالاقتصاد ومقارنته بأداء الاقتصاد الفعلي أمراً ملحَاً.
وعلق المدير العام لشركة "إبسوس" في الأردن والعراق سيف النمري، على نتائج المؤشر، "أن العام الجديد يدفع إلى الأمل عالميا وفي مختلف الثقافات. وفي الأردن تحديداً حمل العام الجديد أخبارا باقتراب حملات التطعيم، مصحوبةً بتخفيف إجراءات الحجر والمزيد من الدعم للأسر الأكثر تضرراً، دفعت كلها ببصيص أملٍ لدى المستهلك الأردني المُثقل بالأعباء".
وأضاف النمري: "بينما بدت هذه الإيجابية بشكل أكبر لدى الفئات الأقل تأثراً، لا بد للحكومة أن تبدي اهتماماً خاصاً بتأثر العاملين في القطاع الخاص وأصحاب الأعمال بالجائحة، وبحث سبل أنجع لدعمهم والحفاظ على قدرتهم على التوظيف، بصفته القطاع الأكبر والأكثر تأثيراً على مستويات البطالة".
وتستند نتائج المؤشر الفصلية على مؤشرات فرعية تتعلق بالظروف المالية الشخصية الحالية، والتوقعات الاقتصادية، ومناخ الاستثمار، وثقة التوظيف التي تساهم جميعها بجعل مؤشر إبسوس مؤشرًا رئيسيًا لاتجاهات الاستهلاك والاستثمار العامة في السوق الأردني.