الملك والطفل نور
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/09 الساعة 00:22
زار جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا، مؤسسة الحسين لرعاية الأيتام أول أمس في ذكرى البيعة وذكرى رحيل الحسين، في المشاهد التي بثها الديوان, تظهر لقطة للطفل نور وهو يطلب من الملك أن يقرأ القرآن في حضرته.. والغريب في المشهد أن نور حين بدأ بقراءة القرآن, جثا الملك عبدالله على ركبته.. الكل كان واقفا ربما لم يلتقطوا اللحظة, لكن الملك التقط اللحظة بكل تفاصيلها, وجثا بعفوية.. لأنه القرآن أولا ولأنه يخرج من فم طفل يتيم ثانيا...
أطفالنا يعلمونهم الآن لغة (الايباد), يعلمونهم كيفية الرسم على الكمبيوتر.. أطفالنا الان يعلمونهم كيف ينتجون المبادرات المتعلقة بالرياضة والأكل الصحي, يعلمونهم كيف يتفاعلون مع المحيط والصف... لكني للأسف لم أشاهد برنامجا من برامج وزارة التربية يعلمهم التجويد, كما فعل نور.. الذي رتل القرآن بحب واحتراف.. شكرا لمؤسسة الحسين فقد أثبتت أنها ترعى اليتيم.
دعاة حقوق الإنسان وتحرر المرأة والخلاص من المجتمع الأبوي, (وسيداو).. كثر دعاة (الأن جي أوز).. والليبرالية, والمساواة بين المرأة والرجل كثر أيضا.. ودعاة ملكية جسد الأنثى, وتغييب سلطة العائلة, وإلغاء المحاكم الشرعية كثر أيضا.. وحده نور ووحده الملك من انتصرا لنا أول أمس, لأنهما من دعاة القران.. والقيم والرحمة, فقيام الملك بالجثو على ركبته كانت مسألة عفوية حركها الإيمان.. وحركتها القيم والعقيدة، وقراءة الطفل للقرآن، كانت مسألة فيها صورة حقيقية لمؤسسة تحترم موروثها وتحترم دينها وقيمها السمحة.
شكرا سيدنا.. ليس لأنك أرسلت رسالة لنا مفادها، أن العروش تهتز أمام طفل يتيم وتهتز أكثر أمام الحق حين يتلى, شكرا لأنك قابلت ألف رئيس في العالم وألف قائد وتحدثت في ألف محفل.. وتعرضت لكل ضغوط العالم ولم نشاهدك يوما تحني الجبهة ولو قليلا.. إلا أنك انحنيت أمام طفل.. شكرا لأنك خرجت عن العرف والبروتكول وعن المراسم والتقاليد وحكمت القلب، وجعلت من البراءة أعلى قيمة من الموقع والمنصب والمكانة... شكرا لأنك متواضع وطيب وحنون.. وشكرا لأنك القدوة ولأنك تعبيرات المحبة كلها.
أعتقد أن هذه اللقطة, هي التعبير الحقيقي عن الملوك, وهي التعبير الحقيقي عن هوية المجتمع والدولة, وهي الصورة الصادقة لملك أحب هذا الوطن وأحبه الوطن..
شكرا سيدنا..
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/09 الساعة 00:22