الاستقواء الإلكتروني المزعج!

مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/02 الساعة 00:57
اعتبر مصطلح «الاستقواء» ذا دلالة مباشرة وواضحة، على ما درج حديثا على استخدامه، ألا وهو مصطلح «التنمر»، الذي يدل على التصرف اللفظي أو الجسمي نحو الآخرين الذين نتعامل معهم بصورة مباشرة، بقصد ايقاع الأذى أو الأهانة، تبعا لخلاف سابق أو ضغينة مبيتة أو حقد دفين، كما أن هذا الأستقواء أو التنمر، يأتي من باب استعراض العضلات واظهار القوة، حتى تجاه الأقربين، ولو على سبيل المزاح أو الدعابة أو ما شابه، ذلك مما ينطوي على حسن النية أو سلامة الشعور وإيجابيته. ولكن هذا الاستقواء والتنمر، يعكس بالحقيقة مشاعر سلبية ونقمة خفية، من قبل الطرف المقابل الذي يمارس التنمر أو الأستقواء عليه، حتى ولم تم ذلك بصفاء نية وعلى سبيل الدعابة، لذا فأن لغة الاستقواء أو التنمر لغة مرفوضة اجتماعياً وغير مريحة نفسياً، وخاصة اذا ما جرى التركيز فيها على أحد الزملاء أو الأصدقاء أو الأقارب أو حتى الأخوة داخل الأسرة الواحدة. لقد أصبح التنمر والاستقواء متاحاً بكثرة وبسهولة، في زمننا الحاضر وباللغة الألكترونية الدارجة والمنتشرة والمحبذة للأستخدام، وبخاصة بين الشباب والصبية، وعند ممارسته يزول فيه الحرج، الذي يمكن أن يبدو عند البعض إذا ما تمت المواجهة والعلاقة وجها لوجه، إلا أن هذه اللغة التهجمية المؤذية ذات الأثر السلبي على العلاقة بين الناس، أصبحت مكروهة أو ممجوجة عند العقلاء، أو ذوي النوايا الطيبة والأتجاهات الحسنة تجاه الأخرين و تجاه المجتمع عموماً. أتمنى أن لا تدرج مثل هذه العادة بين الشباب، ولا تعم بين أبناء المجتمع الأردني، وأن لا تكون وسائط التواصل الأجتماعي وسيلة سهلة ميسورة للجميع، لايصال هذا الايذاء اللفظي الكتابي أوالصوتي للآخرين، سواء كانوا من الذين نكرههم أو نحبهم، وسواء كان أمراً جاداً أو أمراً هزلياً أو فيه شيء من الدعابة. خصوصاً أن في لغتنا الجميلة وتواصلنا المألوف الكثير من الكلمات المعبرة عن الود والحب والتفاهم، والكثير من العبارات الدالة على حسن النية والتمنيات القلبية، التي تخلو من الكلمات النابية والألفاظ غير المستساغة والمشاعر السلبية الكامنة، التي نستسهل اظهارها والتعبير عنها عبر الوسائط الإلكترونية، ولندرك ان وقعها سوف يكون سيئاً أو مؤلماً، لدى الأصدقاء والزملاء والرفاق والأقارب، حتى ولو كان تصدر عن حسن نية، وعلى شكل نكتة أو دعابة، وحتى لو لم يظهر الطرف الآخر استياءه وغيظه. وعلينا في نفس الوقت أن نراعي مشاعر الآخرين ونتجنب مزالق تدمير علاقاتنا معهم، لأتفه الأسباب وبأسهل الطرق. dfaisal77@hotmail.com الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/02 الساعة 00:57