البطاينة يحاضر عن الشباب وتطلعات المستقبل (الواقع والطموح والفرص)
مدار الساعة - القى وزير العمل السابق نضال فيصل البطاينة بغرفة تجارة السلط مساء اليوم محاضرة بعنوان الشباب وتطلعات المستقبل (الواقع والطموح والفرص)، وجاء ذلك ضمن فعالية نظمها مركز راسل للدراسات والمشاريع والأبحاث بالتعاون مع غرفة تجارة السلط عنوانها "مئوية الدولة ماضي وحاضر ومستقبل" وذلك بمناسبة احتفالات المملكة بالمئوية الأولى لتأسيس الأردن.
وبدء البطاينة محاضرته بالقول بأن من حسن الطالع أن نحتفل في مناسبتين غاليتين علينا هذا العام، احتفالية الدولة الأردنية بالمئوية الأولى وذكرى ميلاد جلالة القائد التاسع والخمسين، وأضاف بأنه على مدى 100 عام مضت، سطر الأردن قصة النضال والتضحية التي جسدها الأردنيون بقيادتهم الهاشمية لبناء النموذج الوطني الأكثر استقرارا في المنطقة، وان اليوم شكل الأردن المعاصر صورة لدى معظم دول العالم وزعمائه على أنه دولة عربية حديثة متطورة، معتدلة سياسيا، ترتبط مع الجميع بعلاقات الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، وان الأردن يخط الأردن وهو على مشارف المئوية الثانية ملامح المرحلة المقبلة للدولة الأردنية سواء من خلال التوجيهات الملكية المستمرة والأوراق النقاشية والكتب السامية لتكليف الحكومات واستراتيجيات الحكومات المنفذة لهذه التوجيهات والتكليفات.
وبالنسبة لأهمية دور الشباب قال البطاينة ان الشباب هم ركيزة بناء الحضارات وتطور الامم، وهم أساس صناعة المشاريع الصغيرة والمتوسطة والريادية، وان دعم الطاقات الشبابية والبحث المستمر عن الشباب المبدعين وتشجيعهم وتذليل الصعاب امامهم يعد اهم خطوات دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الشاملة، وان اهمال الشباب وطاقاتهم او السهو عنها يجعل انطلاق الامة وبنائها بطيء وهش، لذا يجب اعتبار الشباب مشروعا استثماريا له ارباح مضمونة.
وعن واقع الشباب في الأردن قال المحاضر بأن في الأردن لدينا جيوشا من الشباب الجاهزين والراغبين بأن يكونوا مؤثرين ، وهذا ما يؤكد عليه جلالة الملك دوما عندما يركز على ضرورة اتاحة الفرصة لاطلاق طاقات الشباب وتمكينهم اقتصاديا وسياسيا، وقال البطاينة أن الأردن دولة فتية حيث بلغت نسبة من هم اقل من ثلاثين عاما 63 % وأن نسبة 34.3% من أعمار دون 15 عاماً، و 3.7% تزيد أعمارهم عن 65 عاماً. وبلغ العمر الوسيط للسكان 22.4عاما.
وأضاف البطاينة بأنه يجب التعرف اكثر على الواقع الفتي في الاردن بتحديد (ظاهرة الاحباط، الخطاب التربوي، التعليم التقني والمهني مقابل الاكاديمي) كثلاثية يجب التعامل معها، فظاهرة الاحباط نشأت بسبب الواقع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه وارتفاع لمؤشرات البطالة مما يؤدي الى صعوبة توفير احتياجات الشباب وتلبية تطلعاتهم من دراسة وعمل وتاسيس حياة، فهذا أسس لوجود احباط عند الشباب، ولان الخطاب التربوي الذي كان احادي الاتصال في عدة مراحل ويعتمد على التلقين، فهذا أدى الى خلق خطاب شبابي متشعب أحيانا، مما فرض الابتعاد عن الخطاب التربوي التقليدي بكل اشكاله باستيعاب استيعاب القطب الثالث في واقع حياة الشباب في الاردن وهو التعليم التقني المهني ليكون موازيا للتعليم الاكاديمي.
اما بالنسبة للتحديات فأضاف البطاينة بانها تتمثل بعدم قدرة توفير فرص عمل كافية والتي تشكل تحديا صعبا، وهذا مرتبط بالوضع الحالي لسوق العمل من جهة ومعوقات الاستثمار من جهة أخرى، وكذلك ثقافة شبابية سائدة معادية للعمل في القطاع الخاص من جهة والتعلق بالعمل لدى القطاع العام من جهة أخرى، وضعف مشاركة الاناث في القوة العاملة الاردنية وتهيئة التشريعات والبيئة العملية الفضلى لهن وكذلك ضعف دعم وتهيئة الشباب من ذوي الاعاقة في الاردن واكتشاف طاقاتهم ودفعهم نحو الانتاج لتطوير مهاراتهم والاستفادة منهم
وأضاف وزير العمل السابق نضال البطاينة بانه لابد من معرفة الفرص المتاحة امامنا والتي توجب الاستثمار بالشباب الاردني الطامح وهي:
اولا : تزويد الشباب بالمهارات والخبرات التي يحتاجها السوق المحلي والاقليمي والدولي والتدريب التقني والمهني
ثانيا: العمل على تغيير ثقافة الشباب تجاه العمل في القطاع الخاص.
ثالثا: جذب الاستثمار واستقطابه للاردن وتوفير حزم لدعم المستثمرين الحالين.
رابعا: تعديل التشريعات والانظمة لدعم مشاركة الاناث من جهة وذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في عملية الإنتاج من جهة اخرى .
خامسا: توفير سبل التعليم والمهارات الحياتية لدعم الشباب بشكل فاعل ليصبحوا مستعدين للابداع واكتشاف مواهبهم
سادسا: توفير فرص عمل تطوعية مفيدة لتحقيق المسؤولية الاجتماعية وتنمية الذات من خلالها
سابعا: توسيع الشراكة بين القطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني لتشجيع الشباب على تنويع اختياراتهم التعليمية وتهيئة بيئة عملية افضل في كافة القطاعات الحيوية المنتجة كالزراعة والصناعة والريادة الرقمية.
ثامنا: تفعيل دور النوادي الثقافية والرياضية لاحياء مواهب الشباب وصقلها .
تاسعا: ايجاد حاضنات للشباب المبدع ومتابعتهم وتطوير ابداعاتهم بما يفيد مصلحتهم ومصلحة الوطن ودفعهم نحو هذه الحاضنات وجعلها جزء من المهارات المدرسية التفاعلية .
عاشرا: توفير تمويل لمشاريع الشباب الصغيرة ومتناهية الصغر والحرص على إعطاء وصفات نجاح لتلك المشاريع وذلك عن طريق توفير حاضنات فاعلة وتدريب رشيد.
واختتم البطاينة محاضرته بالقول بأن هذا هو مستقبل الوطن الذي نأمل ان يحركه الشباب لتستمر المسيرة على طريق التطوير الدائم والمستمر، وسيبقى الأردنيون وهم على مشارف الاحتفال بمئوية الدولة شعبا واحدا يحمل هوية عربية إنسانية واحدة، وعلى العهد باقون، يؤمنون ويخلصون للوطن ولقائد المسيرة، ويعملون على تعزيز الثوابت الوطنية والمؤسسات الوطنية.
هذا ويذكر بأن محاضرة البطاينة جاءت ضمن فعالية شارك بها كل من النائب والوزير السابق ايمن المجالي والمحامي وصفي أبو رمان.