ارتفاع خطير في عدد الاسرى المصابين بكورونا

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/31 الساعة 21:33
مدار الساعة - تتواصل مأساة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، جراء الإهمال الطبي المتعمد، والذي أدى إلى تزايد عدد المصابين منهم بفيروس “كورونا”، ما استدعى نقل عدد من الأسرى إلى المشافي، بسبب وضعهم الصحي الخطير. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن 200 أسير في سجون الاحتلال قد أصيبوا بفيروس “كورونا” منذ مطلع العام الجاري، ما يرفع عدد الإصابات الإجمالي إلى حوالي 340 إصابة، تركزت معظمهما في سجني “ريمون” و”النقب”. وقال مستشار الهيئة حسن عبد ربه، إن خمسة أسرى تم نقلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية وعيادة سجن “الرملة”، بسبب تدهور حالتهم الصحية من مضاعفات الإصابة بالفيروس، وهم: باسل عجاج المحكوم بالسجن المؤبد، وعبد المعز الجعبة، إضافة إلى نافذ الحاج، وأيمن سدر، ومؤخرا الحالة الأبرز للأسير خالد غيظان. وأشار إلى أن حالة من القلق تسود بين صفوف الأسرى وذويهم، بسبب انقطاع الزيارات، في ظل تدهور الحالة الصحية لعدد من الأسرى، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال. ومن بين الأسرى المصابين بالفيروس، يواجه الأسير خالد غيظان (59 عامًا) من بلدة قبيا شمال غرب محافظة رام الله والبيرة، وضعًا صحيًا صعبًا نتيجة معاناته من مضاعفات الإصابة، والتي ترافقها ظروف اعتقالية قاسية، حيث يقبع في سجن “ريمون”. وقال نادي الأسير، إن إدارة سجون الاحتلال نقلت الأسير غيظان قبل عدة أيام إلى مستشفى “سوروكا”، وأبقته لعدة ساعات ثم أعادته إلى السجن، رغم معاناته من انخفاض في نسبة الأكسجين في الدم، حيث يتنفس بالاستعانة بأسطوانة الأكسجين داخل السجن. وأكد النادي أن الأسرى المصابين بالفيروس، بحاجة إلى رعاية صحية، فيما تكتفي إدارة السجن في حال انخفاض نسبة الأكسجين في الدم، بنقلهم إلى المستشفى لساعات ثم تعيدهم إلى السجن الذي يفتقر لأدنى شروط الرعاية الصحية اللازمة للمصابين، ولفت إلى أنه لا تتوفر معلومات طبية دقيقة حول أوضاعهم الصحية، مع استمرار إدارة السجون في احتكار رواية الوباء، وتحويله إلى أداة قمع وتنكيل، وعرقلة متابعة وعمل المؤسسات التي تُعنى بشؤون الأسرى حيث تواجه تحديات كبيرة في متابعة أوضاعهم في ظل استمرار انتشار الوباء. وحمّل نادي الأسير إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة كافة الأسرى، وجدد مطالبته لجهات الاختصاص، وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي، بالقيام بدور حقيقي في متابعة أوضاع الأسرى المصابين، والسماح لهم بالاتصال مع عائلاتهم التي تعيش حالة من القلق الشديد. وذكّر نادي الأسير أن إدارة سجون الاحتلال ماطلت منذ بداية انتشار الوباء في توفير الإجراءات الوقائية اللازمة في أقسام الأسرى كمواد التنظيف والتعقيم، واحتجزت عشرات من المعتقلين الجدد في مراكز توقيف لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، كما استمرت بممارسة سياسة الإهمال الطبي، وعزل الأسرى بشكلٍ مضاعف، وحرمتهم من التواصل مع عائلاتهم بعد أن أوقفت زياراتهم لفترة، وكذلك من لقاء المحامين، واحتكرت رواية الوباء، واستمرت حتى بعد استئناف الزيارات بعرقلة التواصل بين الأسرى وعائلاتهم ومحاميهم من جهة أخرى. وفي سياق الحديث عن مأساة الأسرى، لا تزال سلطات الاحتلال تعزل انفراديا أربعة أسرى، وهم: وائل الجاغوب في عزل سجن “مجدو” منذ 210 أيام، وفدوى حمادة منذ 82 يوما في عزل معتقل الدامون، والأسير عمر خرواط منذ أكثر من 47 يوما، والأسيرة نوال الفتيحة في معتقل الدامون منذ أسبوع. وتمنع الأسرى المعزولين انفراديا من التواصل مع العالم الخارجي أو لقاء محاميهم، وكذلك تمنع اختلاطهم بباقي الأسرى، كأسلوب عقابي مخالف للقوانين الدولية. إلى ذلك فلا يزال الأسيران الشقيقان بلال وبسام ذياب من كفر راعي في جنين يواصلان إضرابهما المفتوح عن الطعام لليوم الـ13 على التوالي، احتجاجا على ظروف اعتقالهما السيئة. ويقبع الأسيران منذ اعتقالهما في 19 يناير الجاري في زنازين معتقل “الجلمة”، حيث مددت المحكمة العسكرية للاحتلال في “سالم” اعتقالهما قبل يومين. وذكر نادي الأسير أن الأسير بلال (36 عاما)، تعرض للاعتقال مرات عديدة، حيث اعتقل أول مرة عام 2003، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن لمدة 7 سنوات، ثم أُعيد اعتقاله في أعوام 2011 و2012 إداريًا، حيث خاض إضرابًا عن الطعام إلى جانب رفيقه الأسير ثائر حلاحلة، واستمر لمدة (78) يومًا، وأُعيد اعتقاله مجددًا عام 2017. وقد خاض إضرابا آخر استمر لمدة شهر، وفي عام 2019 اعتقل قبل يوم من عقد قرانه، فيما شقيقه بسام (37 عامًا)، اعتقل أول مرة عام 2003، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن لمدة خمس سنوات ونصف، وأعاد الاحتلال اعتقاله لاحقًا عدة مرات. يشار إلى أن للأسيرين بلال وبسام شقيقا ثالثا في الأسر، وهو عزام ذياب المحكوم بالسّجن مدى الحياة، والمعتقل منذ عام 2001، علمًا أن غالبية أفراد العائلة تعرضت للاعتقال على مدار السنوات الماضية. ويواصل الاحتلال اعتقال نحو 4300 أسير فلسطيني، منهم 700 مريض، منهم 40 يعانون أمراضا مستعصية، ومن بين العدد الإجمالي هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ويشكو جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/31 الساعة 21:33