المجالي تكتب: دور المعلم في صياغة وجدان الطالب وسلوكياته وشخصيته لنجاح التعلم الافتراضي

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/29 الساعة 15:08

بقلم: كارول المجالي

تأهيل كل من الطالب والمعلم على التَّعاملِ مع آليةِ التعليم عن بعد ليس بالأمرِ السَّهل، وهنا نتحدث عن ماهو أعمق من مجردِ أساليب تدريس وتقويم واستخدام منصات تعليميةٍ وقنواتٍ تلفزيونيةٍ بجميعِ خياراتها وإمتيازاتها.

قضيةُ تغييرِ المنظومَة التَّعليمية التي أصبحت بين ليلةٍ وضُحاها عن بُعد تحدي وِضَعَ مَدراسَ العالم الثالث الذي قلما يستخدمُ التَّعلم الإلكتروني، أمام الكثيرِ من الصعوباتِ والمعيقاتِ التي وإن لم يتم الاستمرار في تطويرها بشكلٍ جدِّيوالتي من الممكنِ أن تؤدي إلى التأثيرِ على الجيل القادم بشكلٍ سلبي.

في ظِلِّ تَراجُع مستوى التَّعليم، وعدم أَخذِ مَوضوع التَّعلمِ عن بُعْد بجديةٍ من قبل أغلب الطلاب ولجوئهم إلى إهمال العملية التَّعليمية بتفاصِيلها من دروسٍ تقدم في المَنَّصات أو القنوات التِّلفزيونيَّة إلى التقييماتِ الشَّهريَّة والنهائيَّة، وفي ظِّل تزايُدِ مستوى الإحباط لدى أبنائنا من المتعلِّمين وذويهم الذين زاد عليهم حمل متابعة وتدريس أبنائهم؛ يكون من الأَجْدى التفكير وبجدِّيَة في طرُقِ وبدائِلَ لِدَفْعه دفعًا، وتشويقهم للعَضِّ على دروسهِم وبرامجهم الدِّراسية بالنَّواجذ.

في هذا الإطار، تلعب الدَّافعية الدَّاخليَة و توعيَة الطَّالب وتحفيزه على أهميةِ مُتابعته التَّعلم عن بُعد دورًا مُهمًّا وخطيرًا في رفع مُستوى أداء الطُّلاب ، فلتَّحفيز أهمية قُصوى في إثارة الرغبة في القيام بعملٍ جيد، والنجاح في ذلك العمل. وهذه الرغبة – كما يصفها مكليلاند أحد كبار العاملين في هذا الميدان- تتميز بالطُّموح، والاستمتاع في مواقف المُنافسة، والرَّغبةِ الجامحةِ للعملِ بشكل فردي، وفي مواجهة المُشكلات وحلِّها، وتفضيل المَهمات التي تنطوي على مُجازفة متوسطة بدل المهمات التي لا تنطوي إلا على مجازفة قليلة، أو مجازفة كبيرة جداً (قطامي وعدس،2002

هذا فعلياً مايواجهه أبناؤنا في ظِّل الظُّروف الحالية، تغيير ثقافة عملية التعلم بجميع أبعادهِ أدى الى صدمة لن يستطيع طلابنا مواجهتها بدون توعيتهم بأهمية تحقيق أهداف العمليَّة التعليميَّة والرقابة الذاتيَّة التي وجَبَ أن تنغرسَ فيهم دافعيَّة تحقيقها لأنفسهم أولاً.

لكن كيف لمن هو حجر الأساسِ في العمليَّةِ التَّعليميَّةِ (المعلم) أن يثيرَ دافعيَّة طلابه في التَّعلم وهو نفسه يتعرض لضغوطٍ هائلةٍ من تطبيق لإستراتيجيات تعليميَّة شاملة للتَّعلم عن بُعد لم يسبق له أن طَبقها؟

فالمعلم وُضِعَ أمام جبهة كبيرة يتخبط بين تعلمٍ وتصميم وإعداد وتطبيق ومتابعة وتقييم طُلابه مما استهلك طاقاته في دوام تعدى ساعاتٍ عن دوامَه الرَّسمي فعلياً ، وبين إقتناعه ومدى رضاه عن الناتج التَّعليمي وتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة .

من هنا أشير على أهمية تعزيز قدرات المُعلم ومهاراته في التَّدريسِ عن بعد، وترسيخ دافعيتهم للإيمان بأهمية دورهم في المنظومة التَّعليمية والتي إن لم تتحقق، فلن يستطيعوا التأثير على طلابهم ودعمهم للإلتزام
والتَّنظيم والتَّقييم الذاتِي الذي يُعتبر جوهرَ نجاحِهم الأكاديمي وخصوصاً خلال التَّعلم عن بُعد .

ولابد للإشارة هنا إلى أهمية نشرِ الوعي على كادِرِنا التعليميِّ والتربويِّ وتوجييهم لغرسِ دافعيةِ الطُّلاب للتَّعلم عن بُعد من خلال تزويد أعضاء هيئة التدريس بالكفاءات الرئيسية اللاَّزمة لتصميمِ وإعداد وتنسيق وتقييم المقررات الإلكترونية و توعيتِهم بضرورة بث الدَّافع الداخلي لدى الطلبة من خلال الإهتمام بتهيئة دروسهم و إشراك طلبتهم في تفاصيل حصِصِهِم مثل الأنشطة وحريةِ إختيار الطالب للنَّشاط المناسب مع ميوله وتطبيق التقنيات التكنولوجيَّة لدروسهِم، كما أود التأكيد على ضرورة اهتمام التربويون بالقيم الاجتماعيَّة والتركيـز عليهـا أثنـاء عقـد

الدَّورات التدريبية بحيث يتم التوضيح للمعلمين المشاركين بأهم القيم الاجتماعية اللاَّزمـة لطلبتهم وطرق غرسها وتنميتها لديهم لتطبيق هذه القيم بقناعة تامة خلال غياب العلم في ظلِّ التعلم الإفتراضي .

فأساس نجاح كل هذا هو إشعار طلبتهم بأنهم قريبون لقلوبهم ومتفهمين جداً للمعيقات التي يواجهها هؤلاء الطلابة من خلال التعلم عن بُعد.

فالعلاقة تعتبر ديناميكية بين المحتوى والأهداف والنتائج والحافز الداخلي الذي يؤدي الى التطوير الذاتي للمُتعلم و المعلم، تَوَجَبَ منا كشعب أردني واعٍ مثقف التَّعاطُف والدعم لمعلمينا وطلابنا الذين يعتبرون الأولوية الأولى للعملية التعليمية.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/29 الساعة 15:08