الخوالدة يكتب: بناء الشخصية الوطنية متطلب للأمن الوطني و استقراره!
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/29 الساعة 11:41
إن المفسدين وأصحاب الأجندات والمجرمين -خاب شأنهم- لا يطيب لهم أن نكون نحن معشر الشباب في حالة انتماء وقرب وولاء الى قيادتا الهاشمية ووطنا العزيز القوي ويضعون كل شرهم وعيونهم ليتربصوا بأبناء الوطن..
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) رواه البخاري.
إن تحقيق حاجات الفرد النفسية والاجتماعية والثقافية وبناء الأسرة المستقرة في مجتمع الأمن والأمان بالمفهوم الشمولي وحماية حقوق الأفراد في المجتمع واحترام السياق الثقافي والتركيز على الثوابت الوطنية هو قائم على فلسفة الدولة ضمن الاستراتيجية طويلة الأمد بعد مرور مئوية الدولة الأردنية مرتكزة على تحقيق الكرامة والرفاه والاستثمار الإيجابي بقدرات الإنسان الاردني ، ويعتز الاردني بالجيش والقيادة الهاشمية ومواقف الدولة الثابتة تجاه قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. إن تعزيز المنظومة القيمية المجتمعية من خلال تمكين الشباب الأردني والاستمرار على نهج الآباء والأجداد ..
نحن جيل تعلمنا السياسة من نعومة اظفارنا من حوارات المتقاعدين العسكريين الشرفاء وكانت القضية الفلسطينية هي محور الاهتمام وتارة نتعلمها من أصحاب الدكاكين اللطفاء حيث تجتمع جلسات الوحدة الوطنية بالكوفية العربية ونحن نبتاع منها رطل الرز والسكر وكوبونات الحليب، وكان الباقي من هذه المشتريات بضعة قروش هي بقشيش المشوار الإضافي... إلا إذا كان القول الفصل (سجل على الدفتر).. هذا غير المصروف المدرسي الذي كنا نشتري فيه رغيف الزعتر أو ساندويشة الفلافل ، وأكبر انجاز استثماري كنا نحصل عليه من مقصف المدرسة نهاية العام لنشتري بعض ما يلزم العطلة الصيفية. وأكثر ما يسعدنا طائرة عسكرية تحلق في سماء الزرقاء لنتسائل بطفولة بريئة ونقول ..الملك حسين يقود الطائرة ..رحمك الله يا ابو عبد الله ..
هكذا تربينا على محبة الوطن وقيم الشهامة ونجدة المظلوم وحتى لباس العيد تشتريه بالطراز العسكري .. كل واحد فينا يرى الحسين يشبه والده !. وكل واحد فينا يتغاوى بلباس والده العسكري .. واجمل شيء كنا نحصل عليه هو العلم الأردني!.
وتستمر المسيرة... كان ذلك اليوم الذي أعلن فيه وفاة الحسين بمثابة فاجعة... الحسين عمود البيت!. فارس الأمة ورمز عزتها.. والحمد لله استقرت البلاد في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وتستمر المسيرة... وتحقق مزيد من الإنجازات لمواكبة روح العصر فهناك مبادرات تنموية تشغيلية تساهم في مختلف مؤسسات الدولة وايضا الجيش هو مصدر فخر فقد توسعت الخدمات الطبية الملكية ليستفيد منها شريحة أكبر من المواطنين والتحديات الراهنة مثل توسيع دور القوات المسلحة الأردنية في مكافحة الإرهاب وانشاء المحكمة الدستورية والاستمرار بالخيار والنهج الديموقراطي. توسعت الجامعات . وكان الاردني ولا زال في مقدمة الخبرات التي تستعين بها دول الجوار وهذا بفضل وعي قيادتنا الحكيمة التي تجاوزت المرحلة الحرجة فيما أطلق عليه الربيع العربي وهو خريف مشؤوم .. . الشعب هو الشعب صاحب الانتماء والولاء لقيادته ولارضه وتاريخه المشترك واردنيته وفلسطينيته!.
بحكم التطور التكنولوجي أنتقل الصالون السياسي إلى شاشات الفضائيات ومن ثم شاشات الكمبيوتر .. بدأ الملك عبد الله الثاني مشوراه معلنا مزيدا من التغيير الإيجابي .. ويسجل لسيدنا فتح باب التعبير عن الرأي حيث بدأت المواقع الإلكترونية بقوة ومع الإنتشار الواسع للاجهزة الذكية التي تحمل تطبيقات برامج التواصل أصبح لكل مواطن صفحة فيسبوك ومن ثم بدأ الخريف العربي الذي دمر دول عديدة من حولنا .. أنتقل الحديث السياسي كليا الى مواقع التواصل الاجتماعي .. التي أصبحت وسيلة لنقل الاخبار والأفكار والشائعات .. فطالت الطالح والفاسد وطالت الصالح والوطني ...
لكن الشخصية الوطنية وجدت نفسها في تحدي حقيقي حيث أن قوى الشد العكسي التي تعمل بعكس توجيهات الملك تجيد اللعب على وتر السياسة والاقتصاد ومعهم الفاسدين أما الطرف الآخر في المعادلة فوجد نفسه في الشارع وصفحات التواصل الاجتماعي وسيلة للتعبير وتخلل ذلك رفع مستوى التعبير مما يفهمه البعض أنه إساءة .وقد يكون هناك إساءة من فئة قليلة . انتشرت الاعتصامات (وغالبيتها مطالب اقتصادية) كل مناحي الحياة و تنظيمات الوظيفة. والسبب الرئيسي هو عملية التقليد وضعف عدد من المسؤولين وعدم تطوير الأنظمة وسوء الخدمات في بعض الأحيان.. وأحيانا ما يراه البعض أنه فساد !.
اذا كان مطلوباً من الشخصية الوطنية أن تكون فاعلة وقوية حيث يتم استبعادها من بعض صناع القرار لاسترضاء من لا تروق لهم آراءههم من أصحاب الأجندات ويتم الإساءة لروح القانون عبر تجريد القانون والمواطنة الحقة لاستمرار نهج الواسطة والمحسوبية وتغول أصحاب النفوذ على مصالح الشعب وفرص الشباب..فالمسؤولين وأصحاب الجاه يريدون لابنائهم أن يكونوا مثلهم بدون تعب كافي وبدون حق في بعض الأحيان.. مما يستدعي من القوى الفاعلة في الدولة الأردنية رجال ابو الحسين الشرفاء إعادة الاعتبار للشخصية الوطنية فقد أصبح صغار المسؤولين أشبه ما تكون لهم دوواين مصغرة وعمليات نفوذ واسعة تستهدف موارد الدولة واستبعاد أبناء الوطن من أهل الوطنية والمعرفة والخبرة والولاء للوطن..
علينا أن نعيد زخم القوة نحو المواطنة الصالحة ..
فإن ذخيرة الوطن هم شخصياته ومثقفيه ومفكريه .. فقد انتشر وباء طاعون الهجمة على أبناء الوطن الشرفاء فيخططون بالليل لابادتهم وفي النهار يتم تجريدهم من فرصهم والسخرية من أفكارهم الوطنية في غيابت الجب..
وستبقى يا وطني هاشميا حرا منيعا وسيبقى جيشك حارسا أمينا وسيبقى شبابك على عهد الاباء والأجداد .. والخزي والعار لكم أيها الفاسدون وسوف تتبدد سطوتكم و تذوب اقنعتكم عن وجهكم الحقيقي ..
وستبقى يا وطني هاشميا حرا منيعا وسيبقى جيشك حارسا أمينا وسيبقى شبابك على عهد الاباء والأجداد .. والخزي والعار لكم أيها الفاسدون وسوف تتبدد سطوتكم و تذوب اقنعتكم عن وجهكم الحقيقي ..
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/29 الساعة 11:41