أسيل الحنيطي تكتب: فرصه لتصويب اوضاعكم

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/28 الساعة 10:03
كتبت: أسيل الحنيطي لا ادري لما في هذا المقال اشعر بانني امتهن السرقة او سرقة المشاعر على وجه الخصوص والسبب يعود الى الايمان الشديد بان وقع كلماتي اليوم ستتداعب اطراف مشاعركم (جميعا بلا استثناء) انا حقاً لم اعتاد على رسم درب لأحد قد يقرأ مقالاتي ك ان أقول بكل ثقة "سيداعب مشاعركم ، رح يعجبكم .. الخ " لكن هذا المقال مختلف (على الأقل من وجهه نظري)، ويستحق ان اغير احدى الخطط المدروسة جداً في فن كتابة المقال. دوما ما كان ابي وامي يوصياني بان لا اجهد عيناي كثيراً تحديداً وانا استخدم أجهزة الحاسب او الهواتف النقالة او حتى في حال مطالعتي لكتاب عن قرب ، وكالعادة كنتُ انا الطفلة المطيعة والتي لا تستطيع ان تتخد امراً ما في حياتها الا بالوسطية والاعتدال ويشمل ذلك الهاتف والحاسب والكتاب، لماذا ؟؟ كي لا اجهد عيناي (ببساطة) أتسائل في كل لحظة ، ان كان الاهل يحدوثننا وينصحوننا بحقائق مبتورة عن سبق إصرار وترصد، ام ان الكَبر قد لعب دوره واغفلهم عن ذكر كل ما يلزم حول اجهاد العيون مثلا (انها الحيرة يا أصدقائي) اعلم ان الجميع يتعجب كيف لي ان احكم على اقوالهم بأنها لم تكن سوا انصاف حقائق ، نعم يا سادة انها انصاف الانصاف فهم لم يخبرونني ان العيون قد تجهد بكاءاً على سبيل المثال .. (تالله ما اجهدت عيناي قط الا بكاءاً.. بكاءا ً) " ليس بكاءاً " كونوا على يقين وعن تجربتكم قبل تجربتي الخاصة ان البكاء لا يسمى( بكاءاً)، ان لم يكن مصحوبا بكأس يعد لك خصيصاً ، كأس سيمد جسدك المتهالك وشرايينك الخامله واوردتك الذابلة وما تبقى من قلبك بمذاق لعين فهو كعلقم الحنظل لا مهرب منه الا اليه... (انه كأس الفراق يا هذا ).. "لا تمنح الاذن لذهنك بالذهاب بعيدا " فالفراق ليس " البعد الدنيوي "انهم كاذبون فكل من ينعت البعد الدنيوي بانه فراق (كاذب.. كاذب ) ، فلا فراق الا بالقاهر الذي مهما بلغت من جاه ومال ومنصب سيطالك ، سيمزق بقاياك ، ويفجر روحك ارباً ، وسيستحلي من دماءك ما يشاء ليحولها لدموع فهو لا يكتفي، وسيجعل من انفاسك نار ملتهبه تحرق كل ما تمر به شهيقاً و زفيراً ( واكثر). " واجا الخبر... يا ريته ما اجا " سيمر بك خبر لا يشبه الاخبارمطلقا فهو ليس سياسياً ولا اقتصادياً ولا فنياً حتى ، انه خبر تعجز الحروف عن وصفه او التعبير عنه خوفا ورهبة منه ، فلا احد يتمناه لكنه اكبر من ان يستأذن منك ليحتل قلبك فهو حتمي و لا بد ان يمر بديارك ، خبر سيأخدك لعالم لا تعرفه ، وسيجعلك تعيش مجموعه احداث لن تدركها الا بعد حين، سيكون موقعك بين صدق الواقع وكذب المشاعر، بين دمعك وصدمتك وانفعالك . "مجموعه انسان .. مجموعه شعور " شعور بالعجز سيغمرك فانت لن تستطيع العودة في الة الزمن المزعومه بالافلام ، وشعور اخر بالندم على كل لحظه لم تكن جنب الى جنب لفقيدك ، وشعور بالتمني ان يكون الامر كابوس لن تذكره لاحد ستنساه فور اسيقاظك ، وسيتولد في قلبك الحاجة مع انك لم تحتاج شيء قط في حياتك من قبل، الا انك ستحتاج الى صوت الفقيد كي يمدك بالراحة كما كان ، وستحتاج لوقفه منه في فرح او ترح مثلا فانت لا تكتمل الا به بالرغم من ان الجميع حولك وبجانبك لكن بلا فائدة اتفيد النجوم بعد غياب القمر ؟ ، وقد تحتاج عناق ، رأي ، نصيحه ، ضحكه ، ودمعه تتشتركان بها ، ولا شك انه سيسيطر عليك شعور الاكتفاء والرضا ، ستهمس لنفسك دوما " يرجع وبس .. وما بدي شي" ، أحيانا قد تعاقب نفسك وتعاتبها على تقصيرك اتجاه الفقيد والعضيد الا ان الامر لن يجدي نفعا فقد ذهب وبلا عودة مطلقا ، وأخيرا وليس اخرا ستستنتج انك لم تدرك قيمة الأشخاص الا متأخراً وسيتلخص حزنك بجملتين ما بين " يا ريتني انا ولا هو " و " يا ريت لو ساعه يقوم من قبره" "وخلصت الحكاية " فانت لن تشعر بلذه الأشياء او الاحداث او الأشخاص من بعده ستكون الحياه بلا لون او طعم او رائحه ، ستعيش فقط لان عمرك لم ينتهي بعد ففقدان الموت لا يعوضه اشخاص جدد ، سيحتلك الهم والحزن وربما الدموع بين الحين والأخر، سيمضي الوقت وسيعتقد الجميع انك نسيت الا ان الله بصير في الجروح التي لن تبرأ فهي جروح الفراق الابدي حيث اللا عودة ، فيا هذا تذكر انها دنيا التعاسة والعذاب فلا تتمسك بها كثيرا وكن على يقين ان الموت اتٍ بلا محاله لك ولغيرك ، ادعو ربك واعمل لنفسك .. وجازي من غاب عنك بالدعاء والصدقة، وتذكر انك من المحظوظين جدا فلا زال هناك فرصة امامك لتصويب اوضاعك وفي الختام ربي ارحم موتانا وموتى المسلمين في شتى بقاع الارض.
  • مقالات
  • لحظة
  • منح
  • مال
  • اخبار
  • اقتصاد
  • الصدقة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/28 الساعة 10:03