بالفيديو.. اعترافات المتورطين بجريمة اغتيال فقها
مدار الساعة - أظهر مقطع فيديو نشرته وزارة الداخلية في غزة ظهر الثلاثاء اعترافات ثلاثة عملاء متخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي تكشف تفاصيل مشاركتهم بجريمة اغتيال الشهيد مازن فقها قبل شهر ونصف.
واعترف المنفذ المباشر لجريمة الاغتيال، وهو العميل (أ، ل) 38 عاماً، وهو عسكري مفصول من الخدمة، أنه ارتبط بمخابرات الاحتلال منذ عام 2004، حيث تواصلوا معه تحت غطاء أفراد من الجماعات المتشددة تعرف عليه أنه من الناس المحبة لغزة والمقاومة وتُحب فلسطين.
وقال "بدأ هذا الشخص يتكلم معه أنه من أصحاب الفكر المتشدد وأنه من الناس المحبة للجهاد وبدأ يُرسل لي أموال لتكوين مجموعات واحتواء أصحاب الفكر المتشدد وتوجيهي في عمليات قتل وعمليات تفجير".
ولفت العميل (أ.ل) إلى أن شخصا من الخارج تواصل معه قبل الحرب على غزة عام 2014 وربطه بشخص آخر اسمه أبو العبد تبين أنه ضابط مخابرات إسرائيلي.
وتابع " أصبح الضابط أبو العبد يطلب مني معلومات عن مراكز شرطة ومواقع عسكرية ومواقع حكومية ووكلني بآخر مهمة هي اغتيال الشهيد مازن فقهاء".
وأوضح أنه "قبل اغتيال الشهيد مازن فقها بأسبوع تواصل معي الضابط أبو العبد وطلب مني التوجه لمنطقة تل الهوى بجوار منزل الشهيد وطلب مني رصد المنطقة ومسح كامل لها.
ومضى يقول "رن علي الضابط قبل اغتيال الشهيد فقها وذلك يوم الخميس عصراً وطلب مني التوجه للمنطقة وإجراء مسح لها من سيارات حكومية ورجال أمن".
ولفت إلى أن ضابط المخابرات الإسرائيلي قال له بعد انتهاء عملية الرصد "لا تتحرك من منزلك خليك على جاهزية قلت له حاضر".
تفاصيل الجريمة
ووفق الفيديو ففي تمام الساعة الثانية ظهراً من يوم الخميس الموافق 23 مارس 2017 - قبل وقوع الجريمة بيوم واحد فقط - شهدت سماء مدينة غزة تحليقاً مكثفاً لـ 18 طائرة استطلاع مع التركيز على منطقة تل الهوى جنوب المدينة.
وشملت تلك الطائرات "طائرة من طراز كوكيا وهي طائرات مأهولة بأطقم استخبارية" وطائرة أوربيتر 1 وأوربيتر 3 تستخدم في العمليات الخاصة وتُحلق على ارتفاعات منخفضة.
وقال القاتل المباشر المشارك في عملية اغتيال الشهيد فقها (أ ل): "تواصل معي ضابط المخابرات يوم الجمعة مغرباً وطلب مني التوجه لمنطقة تل الهوى بغزة في محيط مستشفى القدس .. كانت سماعة الهاتف في أذني دخلت الشارع عند منزل الشهيد فقها".
وأشار إلى أن ضابط المخابرات قال له "لحظة دخول سيارة الشهيد الكراج اتبعه ونفذ العملية داخل الكراج وأطلق عليه النار على رأسه وصدره بحيث تُجهز عليه".
وتابع "تحركت بسرعة ومعي المسدس ونزلت سيارة الشهيد وتبعته مباشرة فوقفت على الشباك وقمت بالطرق على شباك السيارة ففتح الشهيد نصف الشباك فاعتقد أنني أطلب منه مساعدة وقبل أن يبدأ بأي كلمة أطلقت عليه من خمس لست رصاصات في الصدر وفي الرأس وانسحبت من الطريق التي أرشدني لها ضابط المخابرات".
وأظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة لحظة انسحاب منفذ عملية الاغتيال المتخابر "أ.ل" وانسحاب المتخابر "ع.ن" عنصر رصد وتأمين من الجهة الغربية لمسرح الجريمة.
العملاء المشاركون
وأوضح فيديو الاعترافات أن المتهم الثاني (هـ. ع) من مواليد 1973 ويسكن مدينة غزة، ارتبط مع مخابرات الاحتلال عام 1998، فيما التهم المنسوبة إليه: التخابر مع جهة أجنبية معادية والتدخل في القتل.
وأبرز مهام العميل التي كلف بها من المخابرات الإسرائيلية، التواصل مع أكثر من 10 ضباط مخابرات، ومقابلته لهم عدة مرات، واستلم العديد من الأموال والأجهزة الالكترونية وشرائح الأورانج من خلال المقابلة الشخصية أو النقاط الميتة.
كما انه تلقى العديد من الدورات والتدريبات على مستوى عال من التقنية المتعلقة بالتصوير بكاميرات الجوال والكاميرات الثابتة وزراعة النقاط الميتة وتحديد المنازل عبر الخرائط وغيرها.
وكلف العميل بالعديد من مهمات التصوير وزراعة النقاط الميتة والرصد، وزود المخابرات بالعديد من المعلومات الخاصة بالمقاومة ورجالها وقيادتها.
وكان سببا في اغتيال عدد من القادة الشهداء، وقام بمراقبة ورصد الشيخ أحمد ياسين لحظة توجهه غلى اجتماع القيادة في منزل مروان أبو راس حيث تم استهداف المنزل، بالإضافة إلى تحديد وتصوير مكان سكن الشهيد مازن فقها.
وفي اعترافات العميل (هـ، ع) 44 عاماً، الذي كُلف من قبل ضباط مخابرات الاحتلال بمهام تصوير مسرح الجريمة وتحديد تفاصيله، فقد ارتبط العميل بمخابرات الاحتلال خلال محاولة الحصول على تصريح للعمل داخل الخط الأخضر منذ عام 1998م وحتى اعتقاله من قبل جهاز الأمن الداخلي بتاريخ 254/2017.
وخلال تلك الفترة تعامل العميل (هـ، ع) مع عدد من ضباط مخابرات الاحتلال، من ضمنهم أبو رائد، بلال، زيدان، سليمان، خضر، وآخرهم الضابط سعيد، حيث تم تكليفه بهام عديدة منها تصوير أماكن ومواقع للمقاومة، إلى جانب متابعة قادة وعناصر المقاومة وتحركاتهم، ومنهم الشهيد الشيخ أحمد ياسين، الشهيد خالد الدحدوح، الشهيد مسعود عياد، الشهيد رائد فنونة، والشهيد محمد الهمص.
وحول جريمة اغتيال الشهيد فقها، اعترف العميل (هـ.ع) أنه – وقبل ثمانية أشهر من تنفيذ الجريمة – تم تكليفه بجمع معلومات عن عدد من الأسرى المحررين في صفقة "وفاء الأحرار"، ومن بينهم الشهيد مازن فقها، كما تم تكليفه بتصوير البناية السكنية التي يقطن فيها الشهيد فقها بالقرب مستشفى القدس في منطقة تل الهوا غرب مدينة غزة.
وقال (هـ، ع): "توجهتُ بالدراجة النارية إلى مكان البناية، وأجريت مسحاً لمنطقة العمارة وما حولها عن طريق تصويرها بالهاتف المحمول، والذي يرسل الصور مباشرة إلى ضباط مخابرات الاحتلال"، مضيفاً أنه تم تكليفه بتحديد الأماكن التي يوجد فيها كاميرات مراقبة في محيط المنطقة.
أما العميل الثالث فهو المتهم (ع ن) ويسمى "العميل البنك" وهو عسكري يعمل في السلطة الفلسطينية التابعة لرام الله، ويبلغ من العمر 38 عاما، وارتبط بمخابرات الاحتلال أواخر عام 2010، ووجهت لهم تهم التخابر مع جهة أجنبية معادية والتدخل في القتل.
وعمل العميل كبنك لزراعة النقاط الميتة بمبالغ كبيرة وأجهزة إلكترونية، وتم تكليفه من قبل المخابرات الإسرائيلية بشراء قطعة أرض في المنطقة الوسطى بمبلغ 100 ألف دينار بمساحة 500 متر لإحدى المهمات.
كما أنه بلغ عن العديد من المنازل، وبلغ عن سيارات تتبع للمقاومة وتم استهدافها، وتلقى دورة في فن قيادة السيارات من قبل المخابرات الإسرائيلية في الداخل المحتل، وتواصل مع ثلاثة ضباط مخابرات.
وتم تكليفه بجمع معلومات عن منطقة تل الهوا وعن أماكن الكاميرات الموجودة في المكان وعددها وزاوية تصويرها، وزود المخابرات بمسح أمني لمحيط عمارة الغرابلي التي يقطنها الشهيد فقها، وتم تكليفه بتاريخ 24/3/2017 بالتواجد في مكان اغتيال الأسير المحرر فقها وقت التنفيذ، وكان على تواصل مباشر مع الضابط ويعلمه بطبيعة المكان والتحركات الميدانية.
واستلم العميل مبالغ مالية مقابل ارتباطه مع المخابرات، وقابل ضباطها في الداخل المحتل عدة مرات، وتم إلقاء القبض عليه بعد عملية اغتيال فقها.
كما يؤكد العميل (ع، ن) والذي ارتبط بمخابرات الاحتلال منذ عام 2010 من خلال سفره للضفة الغربية، أنه تم استغلال حاجته للسفر وربطه بمخابرات الاحتلال عن طريق انتحال شخصية موظفي حقوق الإنسان، ما اضطره للموافقة والعمل مع عدد من ضباط الاحتلال، منهم الضابط سعيد والضابط بلال.
وخلال فترة ارتباطه – بحسب اعتراف العميل (ع، ن) – طُلب منه تحديد مواقع ومقرات المقاومة وأماكن إطلاق الصواريخ ومطليقها، إلى جانب مراقبة عناصر المقاومة وتحديد نقاط رباطهم، وهو تم بالفعل وعلى إثره تم استهداف مقاومين ومواقع المقاومة.
وكشف (ع، ن) أنه منذ منتصف عام 2016، طلب ضابط مخابرات الاحتلال (بلال) منه التركيز على منطقة تل الهوا في المراقبة والرصد، وبالتحديد عمارة الغرابلي (التي يقطن فيها الشهيد مازن فقها)، حيث قدّم معلومات مفصلة عن العمارة ومداخلها ومخارجها وطبيعة المنطقة حولها.
وأشار إلى أنه سافر للضفة الغربية المحتلة في بداية عام 2017 حيث أجرى ضابط المخابرات له خلال هذه الفترة "دورة تدريبية لقيادة المركبة للتأكد من قدرته في السيطرة على السيارة" ثم عاد لغزة في شهر يناير.
وأضاف "طلب مني الضابط بلال تحديد الأماكن التي تشتمل على كاميرات للمحلات والشركات في تل الهوى فتحركت بسيارتي في المنطقة لرصد المحلات وحددت له أماكن وجود الكاميرات للمطاعم والمحلات وصورت المنطقة وأرسلت له التصوير".
ندم
وفي ختام الإصدار المرئي، أقر المتخابر "ه.ع" : "أقول في النهاية أنا نادم وقد أخطأت مفروض أسلم نفسي لجهاز الأمن الداخلي قبل هذه الفترة وأنصح كل شخص متعاون مع الاحتلال أن يعود لربه".
أما المتخابر "ع.ن" أحد المشاركين في جريمة الاغتيال فقال "كان ضباط المخابرات يقولون أنت بالنسبة لنا شيء كويس أنت الحاجة الوحيدة الي أنا مستحيل أفرط فيها أمنك أهم شيء سلامتك".
وأشار إلى أن ضباط المخابرات كانوا يشعر المتعاون معه "أنه ولي أمرك يخاف عليك، كل هذا وهم يصورون لك النار ورد لكن تبين أن كل هذا وهم".
في حين، قال القاتل المباشر "أ . ل" : "الضابط أبو العبد والضابط أبو رائد إلي كانوا دائماً يقولون لي احنا حنوفر لك سلامتك وأهم شيء أمنك وسلامتك هذا كله وهم وكذب وين أمني وسلامتي وأنا موجود الآن بوصل لهم رسالة قاعد من جهاز الأمن الداخلي".