زكارنة يكتب: لا افراط في التوقعات
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/24 الساعة 02:27
بقلم: كمال زكارنة
لن يفر عقل اي مثقف او مسيّس من رأسه ليتوقع في اية لحظة ان يركل الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن الكيان الصهيوني الغاصب بقدمه ويخرجه من تحت العباءة الامريكية، او يلقي به من الحضن الامريكي ليصبح خارج الغطاء الامريكي، فهناك مسلمات لا يمكن تجاهلها في منطقة الشرق الاوسط ، اولها حرص الادارات الامريكية المتعاقبة ومعها دول اوروبا مجتمعة، على توفير كافة اشكال الدعم المادي والعسكري والمعنوي والسياسي والاقتصادي واللوجستي للكيان الغاصب لفلسطين، والحفاظ على تفوقه الدائم عسكريا وامنيا واقتصاديا، وفي جميع المجالات على جميع دول المنطقة، لانه الشرطي الذي يقوم بالخدمات المطلوبة للحفاظ على مصالح امريكا واوروبا في الشرق الاوسط، الى جانب المهام الامنية الاستخبارية والمخابراتية التي يقوم بها الكيان لصالحهم ومن اجل حمايتهم كما يدعي ويدعون، لذلك الولايات المتحدة واوروبا على استعداد تام وفي اي وقت لاضعاف اية قوة قد تظهر في المنطقة ويمكن ان تؤثر على التوازن العسكري الراجح بقوة كبيرة لصالح الكيان الغاصب حتى تضمن استمرار قيامه بواجباته ومهامه.
الترحيب بفوز بايدن لا يعني التحالف معه او التأييد لسياساته ومواقفه من القضية الفلسطينية والحقوق العربية والفلسطينية، بقدر ما هو انتقام من ترامب وتشف به بسبب عدائه وكراهيته للشعب الفلسطيني وقضيته والقضايا العربية وانحيازه غير المسبوق بهذه الطريقة الفجة للاحتلال الصهيوني والقرارات المدمرة التي اتخذها ضد القضية والحقوق الفلسطينية والعربية والشعب الفلسطيني.
هزيمة ترامب في الانتخابات اشفت صدور قوم مقهورين، بسبب سياسته ومواقفه وقراراته، فلا احد يملك القدرة على التأثير او التأر من ترامب غير التمني بهزيمته والتشفي به بعد الهزيمة، وان تكون ضد ترامب لا يعني بالمطلق ان تكون مؤيدا لبايدن وما يصدر عنه من مواقف وقرارات.
كل المؤشرات التي صدرت عن بايدن ومستشاريه ومعاونيه وموظفي البيت الابيض يخصوص القضية الفلسطينية حتى الان، لا يمكن التعامل معها بالتفاؤل ولا بخيبات الامل، رغم ان وزير خارجيته بلنكين اكد ان بايدن يرى بحل الدولتين الخيار الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لكن هذا الموقف يحتاج الى تفاصيل كثيرة، اهمها اين ستقام الدولة الفلسطينية وما هو مصير القدس، وقضايا اخرى متعددة كاللاجئين والحدود والامن واالمياه والاستيطان وغيرها.
يدرك الجميع ان موقف الادارة الامريكية الجديدة ومن سبقوها، من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وخاصة تقرير المصير، هو الباروميتر الذي يحدد حسن سلوكها فلسطينيا وعربيا واسلاميا.
لا افراط بالتفاؤل والتوقعات، لكن سوف تحصل متغيرات سياسية على مستوى المنطقة والقضية الفلسطينية، وسوف نشهد تغيرات في الخطاب السياسي والاعلامي الامريكي والعربي في المرحلة القادمة، ولن تطول فترة الترقب والانتظار لاختبار سياسة ومواقف الادارة الامريكية الجديدة.
لا افراط بالتفاؤل والتوقعات، لكن سوف تحصل متغيرات سياسية على مستوى المنطقة والقضية الفلسطينية، وسوف نشهد تغيرات في الخطاب السياسي والاعلامي الامريكي والعربي في المرحلة القادمة، ولن تطول فترة الترقب والانتظار لاختبار سياسة ومواقف الادارة الامريكية الجديدة.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/24 الساعة 02:27