العموش يكتب: بايدن ودائرة التغيير

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/23 الساعة 22:38
بقلم: د.سامي علي العموش لا يختلف اثنان بأن السياسة الامريكية ترسمها مؤسسات وان الحزبين يلتقيان عند هدف واحد هو مصلحة امريكيا العظمى الا انهم يختلفات في التكتيك فالهدف الاستراتيجي ثابت ومبين الا ان هناك فروق كثيرة في التكتيك فالأصل بينهما واضح ومحدد وهما حزبان مصلحيان لا يقومان على أسس عقائدية فاميركا فوق كل اعتبار فبايدن سيولي في سياسته الداخلية المواطن الأمريكي والتأمين الصحي والتعليم وتحريك الاقتصاد وضخ المبالغ الضحمة لتعود الحياة في اميركا الا ان المشهد الاكبر المؤثر سيكون لجائحة كورونا وتحدياتها واثارها على الشعب الامريكي والاقتصاد الامريكي وكيفية الخروج من هذه الجائحة حتى يتمكن الاقتصاد الامريكي من التعافي وتحقيق مزيد من النمو بعد الخروج من هذه الجائحة وهذا يتطلب اجراءات سريعة وعاجلة اقتصادياً ومالياً يوازيها التوسع في اعطاء المطعوم لتقليل نسبة الاصابات وعدد الوفيات، أما العنوان الأكبر فسيكون لتحقيق مصالحة ما بين الشعب الأمريكي المنقسم حالياً ووهذا لا يمكن أن يتحقق إلا ببرامج مدروسة تحقق العدالة في التوزيع للجميع وأن يضع نصب عينيه امريكيا وشعبها أولا من هنا فالمهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة ولعل قادم الأيام سنرى من خلاله أن هناك انفراجات كثيرة حال اتخاذ قرارات تعيد اللحمه والبنيه ما بين أبناء الشعب الواحد على تنوعهم واختلافهم فالاختلاف لا يعني الضد وانما لكل وجهة نظر تحترم ولكن الرأي للاغلبية وقد أثبت الشعب الامريكي بأن الديمقراطية هي الفيصل الحقيقي لأبناء أمته. أما على الصعيد الخارجي فاميركا تعمل من خلال نظام مؤسسي يقوم على استقاء المعلومات من مصادرها وفقاً للمصالح إلا إن ما يميز الديمقراطيين وسياسة بايدن الخارجية سيكون بالتركيز على حرية الفرد والشعوب واعطاء المرأه دور أكبر في العمل العام ودور المؤسسات المدنية وحقوق الإنسان هذه بعض العناوين التي ستشكل سياسة بايدن الخارجية إلا أن الملفت للانتباه بأن ثوابت سياسة امريكا الخارجية ستبقى ثابتة مثل المحافظة على مصادر الطاقة (النفط) في الشرق الأوسط، وعمل قواعد عسكرية للمحافظة على تميز القوات الامريكية وانتشارها السريع للمحافظة على الدور الامريكي، ومن جانب آخر ستعمل على السيطرة على البرنامج النووي الإيراني من دون الوصول إلى نزاع مسلح وقد يلحظ البعض بأن هناك اختلاف في السياسة الخارجية من حيث توغل الادارة السابقة في قضايا الصراع ما بين الدول وتعزيز دور بعض القوى بناء على مصالح خاصة ما بين الطرفين وهذا قد يكون الشيء المستغرب في سياسة الدور الامريكي في المرحلة السابقة، إلا أن خلاصة القول بأن الدور الامريكي سيبقى قائماً موجوداً محافظاً عليه فقد نلاحظ بعد انتهاء دور الادارة السابقة بأن هناك كثير من التحالفات قد انفكت وكذلك قيام كثير من الدول بأعمال تعزز الحريات وحقوق الإنسان وانتهاء بعض الصراعات في المنطقة ولن تحتاج الادارة الامريكية الى فترات طويلة لدراسة واقع الدول فلديها دراسات وملفات لكل دولة من الدول وسيكون دورها المتابعة والتوجيه بطريقة مرنه تحقق الأهداف المرادة بعيداً عن لغة التهديد المباشر وإن تكن تحمل في بعض ملفاتها هذه الصفة إلا أنها ستكون الحل الأخير لأن الأصل تحقيق الأهداف لقوة أمريكا بدون أية خسائر ممكنة وسوف تعزز حل الدولتين إلا أنها لا تملك القوة التي كان يملكها الرئيس الأمريكي السابق (ترامب) في فرض الحلول.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/23 الساعة 22:38