للرئيس الأميركي شريك عربي للسلام فهل يجده في إسرائيل ؟!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/16 الساعة 00:59

الاشتباك الدبلوماسي العربي المبكر مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، اظهر له ولادارته ان الدول العربية لديها مشروع سلام واضح ومتكامل، لحل الصراع في المنطقة بشكل عادل وشامل تشكل القضية الفلسطينية مركزه وبالتالي فان تحقيق هذا الحل يشكل مدخلا لحل بقية الصراعات والازمات التي تلقي بثقلها على دول المنطقة ومنها الى العالم كله.

قادة الدول العربية الذين التقوا الرئيس ترامب في البيت الابيض، جلالة الملك عبدالله الثاني رئيس القمة العربية والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس وولي ولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان، حملوا معهم رؤية عربية واحدة بالنسبة للصراع العربي الاسرائيلي مدعمة بمشروع سلام هي مبادرة السلام العربية والتي اعادت قمة عمان العربية في نهاية اذار اطلاقها والتاكيد عليها وهي الاطار الاشمل لحل الصراع في المنطقة.

ايضا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو زار الولايات المتحدة والتقى الرئيس الاميركي، ولم يكن يحمل خطة او مشروعا للسلام، واليوم وقبل ايام قليلة من وصول الرئيس ترامب الى المنطقة وعلى اجندته ارساء السلام فيها، فان نتنياهو ليس لديه اي مشروع او خطة للسلام فيما الدول العربية ومعها اجماع اسلامي ودولي ايضا لديها (مبادرة السلام العربية ) والايمان والثقة بانها قادرة على تجسيد حل الدولتين وضمان الامن والسلام لكل دول وشعوب المنطقة بما فيها اسرائيل.

وخلال الفترة الماضية اظهر الطرف العربي، الدعم الكامل لما اعلنه الرئيس الاميركي بعزمه على احلال السلام في المنطقة، وانه يريد ان يحقق الاختراق الذي عجز عنه الرؤساء والادارات الاميركية السابقة كلها، وحقيقة فان الموقف العربي الموحد في هذا الشان ودرجة التنسيق الرفيعة والمتواصلة، شكلت حالة عملية وحكيمة وذكية تصب في صالح الرؤية العربية وخدمة قضايا العرب وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

فبالاضافة الى انه لا يمكن للرئيس الاميركي ان يشكك بايمان الطرف العربي بالسلام فانه لديهم مشروعهم ايضا الذي تم طرحه بوضوح وبالتالي فان اسئلة الرئيس الاميركي عن مشاريع السلام وبحثه عن الشريك يجب ان يتركز في الجانب الاسرائيلي خصوصا لدى رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ان كان لديه خطه تحقق السلام او يقبل بمبادرة السلام العربية او حتى برؤية اميركية في هذا الشان تلقى مصيرا افضل لديه من مصير جهود وزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري التي ضرب بها نتنياهو عرض الحائط.

الطرف العربي اوضح للرئيس الاميركي في البيت الابيض وسيجدد له خلال زيارته القريبة، بان تعدد الصراعات في المنطقة وتوالي الازمات والحروب، يقع في مركزها الفشل المزمن في حل القضية الفلسطينية، وحالة الاحباط الدائمة جراء ذلك وخلق الصراعات والازمات، وتذرع الاجندات الظلامية بذلك واستشراء الارهاب الذي يضرب دول وشعوب المنطقة والعالم، وان المدخل الكبير لانهاء هذه الحالة هو انهاء الصراع في المنطقة بحل القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين ومبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.

سيحاول نتنياهو، خلال زيارة الرئيس الاميركي خلط الاوراق والاولويات في اطار شراء الوقت وهروبه من سؤال الشراكة بجهود السلام ؟ بالقفز الى محاولة نقل تركيز الرئيس الاميركي وادارته الى صراعات اخرى في المنطقة كاولوية مثل ايران ومكافحة الارهاب، لكن ذلك ايضا من المفترض ان لا يجدي لان الدول العربية تقف على راس الجبهات مع الولايات المتحدة الاميركية والمجتمع الدولي في دحر الارهاب وايضا وقف ايران عند حدودها بالكف عن التدخل في الشؤون الداخلية ومعظمها في دول عربية والتوقف عن اشاعة وتاجيج الصراع المذهبي وخلق المشاكل والقلاقل على الساحة الدولية ايضا.

وبانتظار زيارة الرئيس الاميركي الى المنطقة والتي ستتضح فيها رؤيته لقضاياها، فان الرئيس الاميركي سيجد اجابات عربية متماسكة لكل هذه القضايا، وروحا غاية في الايجابية والدعم لجهوده في احلال السلام العادل والشامل في المنطقة، وليس باحاجة لاختبار الصبر في البحث عن شريك في الجانب العربي، ومن عليه ان يحذر من مثل هذا الاختبار لرئيس اميركي استثنائي يقال انه قليل الصبر وغير متوقع هو رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو، الا اذا تخلى الرئيس ترامب عن استثنائيته عند لحظة الحقيقة.

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/16 الساعة 00:59