اختبارات البصر تتنبأ بالخرف لدى مرضى باركنسون
مدار الساعة - يمكن استخدام اختبارات البصر لتحديد الأشخاص المصابين بمرض باركنسون الذين من المحتمل أن يعانوا من ضعف الإدراك والخرف بعد 18 شهر.
ووجد باحثون بريطانيون أن الأشخاص المصابين بمرض باركنسون والذين كانت نتائج اختبارت النظر لديهم منخفضة أظهروا أداءً إدراكيًا أسوأ بعد عام ونصف.
الدراسة هي واحدة من دراستين أجرتهما جامعة كوليدج لندن نُشرت هذا الشهر تبحث في الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، وهو اضطراب في الجهاز العصبي يسبب رعشة للمرضى.
ووجدت الدراسة الثانية أن الروابط الهيكلية والوظيفية لمناطق الدماغ أصبحت منفصلة في جميع أنحاء الدماغ لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، وخاصة بين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرؤية.
وتدعم النتائج الأدلة السابقة على أن تغيرات الرؤية تسبق التدهور المعرفي الذي يحدث لدى العديد من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، ولكن ليس جميعهم. والخرف هو جانب شائع لمرض باركنسون، ويقدر أنه يؤثر على حوالي 50% من المرضى في غضون 10 سنوات من التشخيص.
وتشير الدراستان إلى أن الخسائر والتغيرات التي تطرأ على أسلاك الدماغ تكمن وراء ضعف الإدراك الذي يعاني منه العديد من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور أنجيليكي زركلي "تساعدنا الورقتان البحثيتان معًا على فهم ما يحدث في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون والذين يعانون من التدهور المعرفي، حيث يبدو أنه ناتج عن انهيار في الأسلاك التي تربط مناطق الدماغ المختلفة.
وأضاف زركلي "لقد وجدنا أن الأشخاص المصابين بمرض باركنسون والذين يعانون من مشاكل بصرية هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف، ويبدو أن ذلك يمكن تفسيره من خلال التغييرات الأساسية في توصيلات الدماغ. وقد توفر لنا اختبارات الرؤية فرصة للتنبؤ بخرف باركنسون قبل أن يبدأ، مما قد يساعدنا في إيجاد طرق لوقف التدهور المعرفي قبل فوات الأوان".
ووجدت الدراسة الأولى أيضًا أن الذين أصيبوا بخرف باركنسون تعرضوا لخسائر في توصيلات الدماغ، بما في ذلك المناطق المتعلقة بالرؤية والذاكرة، وحددوا أضرار المادة البيضاء التي لحقت ببعض الأسلاك بعيدة المدى التي تربط الجزء الأمامي والخلفي من الدماغ، مما يساعد الدماغ على العمل كشبكة كاملة متماسكة.
كما أظهرت الدراسة الثانية أن الأشخاص المصابين بمرض باركنسون أظهروا درجة أعلى من الانفصال عبر الدماغ كله، وكانت المناطق الموجودة في الجزء الخلفي من الدماغ، والمناطق الأقل تخصصًا، هي الأكثر انفصالات لدى مرضى باركنسون. وكان لدى مرضى باركنسون الذين يعانون من ضعف البصر انفصال أكثر في بعض مناطق الدماغ وليس كلها، لا سيما في المناطق المتعلقة بالذاكرة في الفص الصدغي.
ووجد فريق البحث أيضًا تغييرات في مستويات بعض النواقل العصبية (الرسل الكيميائية) لدى الأشخاص المعرضين لخطر التدهور المعرفي، ويشير هذا إلى أن المستقبلات الخاصة بأجهزة الإرسال هذه قد تكون أهدافًا محتملة للعلاجات الدوائية الجديدة لخرف باركنسون، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.