اَلْقِيَادَة اَلْهَاشِمِيَة قُدْوَة نَشَامَى وَنَشْمِيَات اَلْوَطَن فِي كُلِ اَلْظُرُوفِ
لقد عاصرنا نمو وتطور وتقدم أردننا العزيز في جميع مجالات الحياة، منذ نشأة دولتنا الأردنية من قَبْلِ مائة عام وشهدنا كيف بدأ الأجداد وتابعهم الآباء والأبناء في بناء الأردن الحديث.
وقد بدأ ذلك منذ أن تولَّى المسؤولية جلالة الشهيد المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين بن علي الذي أستشهد في المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وهذا المسجد الذي وجد في منطقة القدس التي شهدت رفع سيدنا عيسى عليه السلام إلى السماء وشهدت أيضاً معراج سيدنا محمد من المسجد الأقصى إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(الإسراء: 1))، ولماذا لم يعرج سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من مكه؟ وأسري به للأقصى ومن ثم عرج فيه للسماء؟، لأن السماء ليست كما يفكر معظم الناس أنها فضاء مفتوح لأي مخلوق يصعد إليه، هناك أبواب للسماء فوق مناطق معينة فيه والقدس الشريف أحدها فوقها باب للسماء. وتبعه جلالة الملك طلال بن عبد الله الأول ومن ثم جلالة المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال باني أردننا الحديث ورافع راية الأردن عاليةً في جميع المحافل العربية والإقليمية والدولية.
وتولَّى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المسيرة في ظروف قاسية وصعبة جداً إقليمياً وعالمياً، وبخبرته وحنكته السياسية وعلاقاته المتميزة مع ملوك ورؤساء وزعماء جميع دول العالم.. أبحر في سفينة الوطن في بحار لُجِّيَّة عاصفة إلى شواطئ الأمان. واستمرت المسيرة وما زالت في بناء وتطوير الوطن وفق المعايير العالمية للعلوم والتكنولوجيا والإنترنت المختلفة... إلخ.
وقد شهدنا كيف كانت القيادة الهاشمية وكان نشامى ونشميات الوطن في كل المراحل التي مرَّ بها الوطن العزيز على قدر المسؤولية، وجاهزية جميع منتسبي مؤسسات الدولة من قيادة الجيش في جميع مؤسساته (الجيش العربي، مدينة الحسين الطبية وما يتبع لها من مستشفيات عسكرية ومراكز صحية في جميع مناطق المملكة وخارجها من مستشفيات ميدانية)، ووزارة الصحة وما يتبع لها من مستشفيات ومراكز صحية مختلفة، الأمن العام، الدفاع المدني،.. إلخ.
وقد شاهدنا أيضاً تكامل المسؤوليات بين كافة مؤسسات الدولة المختلفة في فصول الشتاء وما واجهه أردننا العزيز من موجات ومنخفضات جوية باردة وثلجية سابقة. وقد شاهدنا كيف تكاتفت جهود الجهات الرسمية مع بعضها البعض في مواجهة جائحة الكورونا وما زالت، وها نحن الآن نشاهد في فصل الشتاء الحالي الإستمرار في التكامل بين مسؤوليات الجهات الرسمية مع إستمرار جائحة الكورونا. فعندما نشاهد رجال الأمن العام (دائرة السير إناثاً وذكوراً) يقفون في الجو البارد جداً وتحت هطول الأمطار وتساقط الثلوج ويقومون بواجباتهم على أكمل وجه لتنظيم السير. وكذلك عندما نشاهد ما يقوم به رجال ونساء الدفاع المدني بتأدية واجباتهم نحو المواطنين بمساعدتهم لإيصالهم للمستشفيات وإعادتهم لمنازلهم، ومساعدة الناس في أي منطقة في أردننا تواجه أي مشكلة خلال فصل الشتاء. وما تقوم به الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بتوزيع المساعدات العينية الممكنة على المواطنين في الأماكن النائية والتي تتعرض لأي ظروف قاسية في فصول الشتاء. نهيب بكل الجهات والمؤسسات الرسمية والخاصة والمواطنين الإقتداء بقيادتنا الأردنية الهاشمية التي عودتنا على مر السنين بالتكاتف معاً لمواجهة الموجة القطبية من الدرجة الثالثة التي يمر بها أردننا الحبيب هذه الأيام ومواجهة أي ظروف صعبة يواجهها أردننا العزيز في المستقبل حتى نتجاوز جميعاً ذلك بأقل خسائر ومعاناة ممكنة لجميع أفراد الشعب الأردني العزيز، ونكون قدوة لكل الدول المجاورة والإقليمية والعالمية كما هو معروف عن قيادتنا وشعبنا الأردني الأبي في العالم أجمع.