بلدان عربيان ضمن قائمة الدول الأسرع في توزيع لقاح كورونا، وهذا ما سيحدث إذا تم استخدام مزيج من الأمصال

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/20 الساعة 08:36
مدار الساعة - بينما استغرق العالم وقتاً قياسياً لابتكار لقاحات كورونا، فإن عملية توزيع اللقاحات وتطعيم العالم بأكمله يبدو أنها ستطول، وسط مخاوف من التأثير السلبي لتلقي الأفراد أكثر من نوع من اللقاح، فيما يعرف باسم مزج اللقاحات. يعتقد أن أوروبا والولايات المتحدة ستتمكنان من تجاوز صعوبات طرح لقاح "كوفيد" وبطء وتيرته، لكن المخاوف المتعلقة بالسلالات الجديدة المتحورة من الفيروس قد تدفع الحكومات إلى تعديل بروتوكولات التطعيم من أجل تسريع توزيع اللقاح، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية نشر بإذن من موقع Stratfor Worldview. مزج اللقاحات مشكلة
يشكل تغيير مواعيد الجرعات، وتخطي جرعة أو مزج اللقاحات جميعاً مساعي عالية الخطورة؛ لأنها ستعرقل جمع البيانات وتحليل فعالية اللقاح في الدراسات الجارية ذات الصلة. ومع ذلك، يعد التغيير في بروتوكولات التطعيم هذه ضرورياً لزيادة معدلات التحصين، في الوقت الذي يسارع فيه صانعو السياسات لتحقيق مناعة القطيع وإنهاء الوباء. كما يُرجَّح أنَّ معدلات التطعيم ستواجه حائط صد بمجرد بدء المتشككين من القطاعات الأوسع من السكان في تأجيل تلقي الحصول على اللقاح في موجات التطعيم التالية. وتشير مراجعة لحملة التلقيح العالمية ضد فيروس "إتش 1 إن 1" (إنفلونزا الخنازير) في عام 2009 إلى أنَّ المشكلات اللوجستية، إلى جانب التواصل مع العاملين في مجال الرعاية الصحية وتعبئتهم، ستكون أساسية في تحديد وتيرة إطلاق لقاح فيروس كورونا المستجد. وعلى غرار حملة "كوفيد-19" الحالية، بدأت حملة التطعيم باللقاح المضاد لإنفلونزا الخنازير أيضاً في العالم المتقدم نتيجة لجهود التنمية المتسارعة التي حفَّزها إعلان منظمة الصحة العالمية أنها جائحة. واستغرقت حملة التحصين ضد "إتش 1 إن 1" شهوراً للتغلب على التأخيرات الأولية في الإمداد والارتباك حول من كان مؤهلاً لتلقي اللقاح أولاً. وشددت المراجعة التالية لتنفيذ حملة التطعيم في الولايات المتحدة على الحاجة في الحملات المستقبلية إلى "التقليل من الوعود، وبذل المزيد" في تقديم جرعات اللقاح، إلى جانب تحسين التواصل في المجال. لكن حتى هذه الدروس المستفادة، والتدريبات على حملات التطعيم، لا تساعد إلا بدرجة محدودة. وفي الواقع، تسببت المبادئ التوجيهية الإقليمية والفيدرالية المُفكَّكة، ونقص الموظفين، والصعوبات اللوجستية، وعملية الإدارة المرحلية بالفعل في طرح لقاحي فايزر وموديرنا في الولايات المتحدة وأوروبا بوتيرة أبطأ بكثير مما وُعِد به في البداية. الفيروس المتحور قد يدفع الحكومات إلى طرق غير تقليدية لتسريع التطعيم
وقد تغري الشكوك الحالية المحيطة بالتحورات الجديدة سريعة الانتشار لفيروس كورونا المستجد صانعي السياسات لإيجاد طرق غير تقليدية لتسريع التطعيم مثل مزج اللقاحات، حتى لو كان ذلك يخاطر بتقليل فاعلية اللقاح وتقويض ثقة الجمهور. ووفقاً للنماذج السابقة، لن يكون تغيير بروتوكول توصيل اللقاح خطوة مجدية. ومع ذلك، فإنَّ الظهور الأخير لتحورين جديدين من فيروس "سارس-كوف-2" في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا أدى إلى زيادة الدعوات للإسراع بطرح اللقاح من أجل الحماية من الانتشار المستمر للمرض، وبالتالي احتمالية انتشار مزيد من السلالات المتحورة منه. ولتحصين قطاعات أوسع من سكانها وبسرعة، قد يأذن المسؤولون الحكوميون بإطالة الوقت بين كل جرعة والتالية أو السماح بخلط لقاحات "كوفيد-19" من مطورين مختلفين (مزج اللقاحات). ويمكن حتى للحكومات التخلي بالكامل عن إعطاء الجرعة الثانية. بيد أنَّ مثل هذه التحركات يُحتمَل أن تأتي بنتائج سلبية، خاصة مزج اللقاحات. أعلنت المملكة المتحدة بالفعل اعتزامها إطالة الفترة الزمنية بين الجرعات الأولية. وصرح المسؤولون الحكوميون أيضاً أنهم قد يخلطون اللقاحات (أي إعطاء شخص ما جرعة من لقاح موديرنا، حتى لو كانت جرعته الأولى هي لقاح فايزر) إذا كانت الجرعة الثانية الصحيحة غير متوفرة. نظراً لأنَّ اللقاحات الحالية صدر بحقها تصريحات استخدام طارئة، لا تزال الاختبارات والتجارب الكاملة جارية. ومن ثم لا يمكن معرفة مدى التأثير الذي سيخلفه تغيير البروتوكولات هذه في منتصف الدراسة، وفي ظل الظروف النموذجية، سيحتاج ذلك لأشهر من الدراسة الإضافية، إن لم يكن سنوات. لكن هناك مخاطر عالية بتقليل فعالية اللقاح من تغيير تركيز الجرعة أو توقيتها.
لكن حتى إذا وُجِدَت حلول للمشكلات اللوجستية، ستظل مقاومة السكان العامل الأساسي الذي يحِد من معدلات التطعيم؛ مما يطيل من الوقت اللازم للوصول إلى مناعة القطيع. ويمكن أن يوفر هذا بدوره للفيروس مزيداً من الوقت لتعطيل الاقتصاد العالمي، فضلاً عن احتمال حدوث تحور آخر في الفيروس قد يجعل العلاجات واللقاحات الحالية غير فعّالة؛ وبالتالي يجبرنا على البدء بالعملية من جديد. تشير العديد من استطلاعات الرأي في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا إلى أنَّ هناك مستوى عالياً من الشك تجاه لقاحات "كوفيد-19". ويعتقد الخبراء أنَّ ما بين 50 إلى 85% من السكان يحتاجون إلى التطعيم أو المناعة ضد "كوفيد-19" حتى يحقق العالم مناعة القطيع. وقد تؤدي العواقب غير المُتوقَعة لتغيير البروتوكولات إلى مزيد من التقويض في ثقة الجمهور المنخفضة بالفعل في لقاحات "كوفيد-19". وحتى عندما تنجح الحكومات في التغلب على العقبات الأولية أمام التوزيع، فمن المرجح أنَّ معدلات التطعيم لن تشهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأشهر الستة المقبلة في دول العالم المتقدم؛ مما يعيق الجهود المبذولة للقضاء على الوباء. وقد يجبر هذا الحكومات على النظر في شروط التطعيم الإجباري، التي ستكون خطوة سياسية محفوفة بالمخاطر وصعبة في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة. أشار استطلاع أجرته شركة YouGov البريطانية في نوفمبر/تشرين الثاني إلى
أنَّ 41% من مواطني فرنسا غير راغبين في الحصول على لقاح "كوفيد-19″، كما شهدت إسبانيا والسويد معدلات تقبل منخفضة للقاح. في حين ارتفعت الثقة في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة، لكن لا يزال 40% من الأمريكيين إما غير راغبين أو مترددين في الحصول على اللقاح، وفقاً لاستطلاعات مركز بيو للأبحاث.
متى نصل إلى مناعة القطيع العالمية؟
منذ بداية الوباء، قالت منظمة الصحة العالمية إن البلدان ذات الدخل المنخفض يمكن أن تتخلف عن الركب في السباق لتطعيم العالم، وقد جددت هذا التحذير مؤخراً مع تأخير توزيع اللقاحات على العالم الثالث. وهي رسالة تردد صداها في تحذيرات علماء الفيروسات بضرورة تحصين مساحات شاسعة من العالم لبناء شكل من أشكال التطعيم. مناعة القطيع العالمية. وفقًا للدكتور بيني وارد، أستاذ الطب الصيدلاني الزائر في كينجز كوليدج لندن، حتى إذا تم تطعيم الدول الأكثر ثراءً، فهناك فرصة "إذا ظهرت طفرة جديدة في السلالات المنتشرة في مكان آخر والتي لا تتطابق مع اللقاح، فستكون هناك فرصة يمكن أن تحدث الفاشية في السكان الذين تم تلقيحهم". حتى الآن تم توزيع 40 مليون لقاح ودولتان عربيتان في المقدمة
حتى الآن تم إعطاء 40 مليون جرعة من لقاحات COVID-19 منها 12 مليوناً في الولايات المتحدة، تليها 10 ملايين في الصين، و4 ملايين في المملكة المتحدة و2 مليون في إسرائيل، وفقًا لـ Our World in Data، وهي مؤسسة مقرها المملكة المتحدة منظمة غير ربحية تتعقب إحصاءات اللقاح. هذه الأرقام تعادل فقط 3% و0.6% من سكان الولايات المتحدة والصين، على التوالي. البلدان التي تصدر قائمة أعلى نصيب لقاحات للفرد هي إسرائيل (24%) والبحرين (16.8%) والإمارات العربية المتحدة (8.3%) والمملكة المتحدة (5.3%). في غضون ذلك يحاول الاتحاد الأوروبي لعب دور في اللحاق بالركب، بعد أن بدأ طرحه في 27 ديسمبر/كانون الأول، حيث أثبتت بعض الدول داخل الاتحاد نجاحها أكثر من غيرها. ويتطلع أولئك الموجودون على أطراف القارة للغيرة إلى طرح اللقاح، حيث يشعر الكثيرون في البلقان بتخلي جيرانهم الأوروبيين الشماليين عنهم. وقال البروفيسور دراغان دانيلوفسكي، عالم الأوبئة المتقاعد من مقدونيا الشمالية، لشبكة ABC News: "تماماً كما حدث في غرق تيتانيك، استولى الأثرياء على جميع قوارب النجاة المتاحة تاركين خلفهم الأقل حظاً". "لقد تخلفنا في السباق، لكن هل كانت لدينا فرصة عادلة؟ إنها عدم مساواة عالمية مزمنة"، حسبما نقل عنه تقرير لموقع ABC News. وتعد إسرائيل رائدة في العالم في التطعيمات، لكن برنامجها لا يخلو من الجدل، خاصة رفضها تقديم اللقاح للأسرى والشعب الفلسطيني الخاضع لاحتلالها. ومن أحدث المتنافسين للانضمام إلى هذا السباق إندونيسيا والهند، حيث سيكون برنامج التطعيم الشامل في الهند هو الأكبر في العالم مع سعيه للوصول إلى أكثر من 1.3 مليار شخص، منذ أن بدأت حملتها في نهاية هذا الأسبوع ، تم إعطاء جرعة لـ244 ألف شخص وفقًا لـ Our World. رصد
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/20 الساعة 08:36