اخذ المطعوم حماية لصحة الوطن
الكاتب: كمال زكارنة
غياب الثقة والتشكيك مشكلة مزمنة والتغلب عليها يحتاج الى جهود كبيرة في اكثر من مسار واتجاه، ومنذ ان انتشرت جائحة الكورونا في العالم ووصلت الينا،بدأت حملات التشكيك والتحليلات والتأويلات والتفسيرات المخالفة تماما للواقع الصحي والعلمي والطبي تنتشر بين الناس علما بأنها تصدر عن اشخاص غير مختصين، وعندما اتخذت الحكومة قرارات واجراءات وقائية لمكافحة الوباء، شكك كثيرون بتلك الاجراءات وتمردوا عليها ورفضوا ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي حتى اتخذت العقوبات بالغرامات المالية والحبس، وبعد ان حبس العالم انفاسه عاما كاملا وظهر اللقاح، نجد من يعارض تناول المطاعيم ويشكك بصحتها وفوائدها بل ويسرد مضارها ومضاعفاتها الخيالية، والغريب ان البعض يستمع الى مشككين بالمطاعيم لا علاقة لهم بالطب ولا بالعلوم الصحية والدوائية، اؤلئك الذين يقحمون انفسهم في كل شيء ويصدرون الفتاوى جزافا وجهلا، يقومون بدور سلبي في المجتمع دون مبرر ودون حجة مسندة بالحقائق العلمية الضرورية.
كنا نفزع يوميا وما نزال ، من ارتفاع اعداد الاصابات والوفيات قبل تراجعها بشكل ملحوظ في الاسابيع الاخيرة، ونرفع اكفنا ابتهالا وتوسلا لله عز وجل، لرفع هذا الوباء والبلاء، والجميع يعلم ان الخلاص منه لا يمكن ان يتحقق الا بالوقاية والعلاج، والمطاعيم وقاية طبية ومناعة صحية تتصدى للفيروس اذا غزا اجسادنا، فلا بد للجميع من اخذه والاسراع في ذلك والتزاحم من اجل الحصول عليه وليس التردد والانتظار لمعرفة ماذا سيحصل مع الذين اخذوا المطاعيم المختلفة.
قد يعتقد البعض بأن هناك فروقات نوعية من الناحية الصحية بين المطاعيم التي تنتجها شركات دوائية عالمية مختلفة، وان تنويع المطاعيم يعني التمييز بين المواطنين وهذا اعتقاد خاطيء لان المختصين اكدوا عشرات المرات ان لا فروقات بين المطاعيم الا بالاسم، وانها جميعها تنفع ولا تضر.
من حق الحكومة ان تفرض الحماية الصحية والطبية على الجميع لانها هي المسؤولة عن ذلك، خاصة وان في هذه الظروف لا ينعكس الخطر على الرافضين للمطاعيم انفسهم فقط، بل ينقلونه الى غيرهم ويتسببون ربما بموتهم او على الاقل بعذاباتهم.
المسؤولية الشخصية والوطنية تقتضي الاخذ بالاسباب والتصرف بعقلانية وعدم الالتفات الى تسريبات واشاعات من هنا وهناك والثقة بالآراء الطبية والعلمية من اصحاب الاختصاص، وتحصين الاجساد ضد هذا الفيروس الذي فتك بالعالم وحاصره للعام الثاني وما يزال يغزوه ويتجدد ويتحور.