اَلإِسْلاَمُ هواَلأَحْدَثُ واَلْبَاقِي وَاَلْمُسْتَمِرُ حَتَى قِيَام اَلْسَاعَة
لا يستطيع أي إنسان من أصحاب الرسالات السماوية السابقة أن يُنْكِرَ أن أول رسالة سماوية أنزلها الله من السماء كانت على نبيه موسى عليه السلام وهي الرسالة اليهودية وكان لها اتباعها وما زالوا ولكن هم أقل أتباع رسالة سماوية في وقتنا الحاضر.
وبعد ذلك لأسباب يعلمها الله سبحانه وتعالى ويعلمها المتفقهون في الدين أنزل الله رسالة سماوية مُحَدِّثةَ للرسالة السابقة على نبيه عيسى عليه السلام وهي الرسالة المسيحية وأصبح لها أتباعها في جميع بقاع الأرض.
وبعد ذلك أرسل الله جبريل عليه السلام بالديانة الإسلامية على محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام للناس كافة ولهداية المشركين من أهل قريش خاصة. وقد ذكرنا سابقاً أنه تم بعض التحريفات والتعديلات على كتب الرسالتين السابقتين التوراة والإنجيل بسبب الترجمات المختلفة التي تمت من لغتهما إلى لغات أخرى ولأكثر من مرة وما حدث عليهما من تغيير لإشباع رغبات بعض ملوك أوروبا وغيرهم والله أعلم.
فكانت وما زالت الديانة الإسلامية هي خاتمة الرسالات السماوية والأحدث على الإطلاق لأن الله أخذ على نفسه حفظها من أي تغيير أو تحريف حين قال ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9))، ولأن الله لم ينزل سيدنا جبريل على أي إنسان برسالة أو ديانه غيرها حتى وقتنا الحاضر وتصلح لكل زمان ومكان وفي القرآن الكريم إجابة لكل سؤال يخطر عل بال بشر. ومنذ أن علَّم الله آدم الأسماء كلها وعلَّم الإنسان ما لم يعلم والناس يأخذون بإستمرار بأحدث الأشياء ونضرب بعض الأمثال: كيف كان الهاتف سابقاً؟ وكيف تطور إلى ما هو عليه الآن؟ فهل من المعقول نعود إلى الهواتف السلكية ونترك الهواتف الخلوية المحمولة واللاسلكية؟!. وكذلك وسائل النقل البرية والبحرية والجوية، كيف كانت؟ وكيف هي الآن؟ وكذلك طرق التعليم والتعلم وإستخدام الحاسوب وتطبيقاته المختلفة، فمن المستحيل أن نعود لإستخدام القديم منها ونترك الحديث لأن في الحديث كل أسباب الراحة للإنسان وقس على ذلك لا أريد أن أطيل.
فنتساءل: ألم يأن؟ ويحن؟ لبني البشر في جميع أنحاء المعمورة أن يدركوا ويفهموا كما أدرك العلماء والعباقرة من كل شعوب الأرض الحقيقة الدامغة والواقعية بأن الديانة الإسلامية هي أحدث الرسالات السماوية التي أنزلها الله على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام؟. وأن يأخذوا بها كما يتابع أي باحث بحثه في أي موضوع علمي ويستمر في بحثه حتى يصل إلى أحدث ما توصل إليه زملاؤه الباحثون ويأخذ بذلك، ويحاول تطبيق أحدث ما توصل إليه هو ومن قبله من الباحثين والعلماء؟!. نحن نقول: على كل إنسان أن يطَّلِع على الرسالات السماوية السابقة والديانة الإسلامية ويُحَكِّم العقل والمنطق ويأخذ بما هو حقيقي وواقعي في جميع أمور الحياة. وإن فعل ذلك فنحن على يقين بأنه سيأخذ بالديانة الإسلامية وكتابها القرآن الكريم، لماذا؟ لأن القرآن الكريم جاء قبل ألف وأربعمائة وإثنين وأربعين عاماً بجميع الحقائق العلمية التي أثبتها العلماء خلال عدد من السنين الماضية وحاضراً وسوف يكتشفونها في المستقبل. علماً بأن كثيراً من الباحثين والعلماء عندما عرفوا أن القرآن ذكر ما توصلوا إليه في وقتنا الحاضر من حقائق علمية أسلموا على الفور، لأنهم تيقنوا أن هذه الحقائق لا يستطيع أن يأتي بها أي إنسان في زمان بعثة محمد عليه الصلاة والسلام. فنقول لكل إخواننا وأخواتنا في الإنسانية من غير المسلمين: لماذا تأخذكم العِزَّة في الإثم وترفضون الإسلام والدخول فيه وانتم على يقين بصدقه وصحته؟. ونسأل الله لكم جميعاً أن لا تكونوا كالذين ذكرهم الله في هذه الآية (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (الحديد: 16)). علماً بأن إنتشار جائحة فايروس الكورونا كوفيد-19 بين جميع أفراد شعوب العالم وفتكه بهم وما أُصْدِرَ من نشرات صحية وتعليمات وقائية عن طريق منظمة الصحة العالمية وغيرها لمنع الإصابة به وإنتقاله، هي نفسها التي أمر بها الدين الإسلامي أتباعه بإتباعها وتتمثل بالوضوء والطهارة والنظافة بكل أنواعها، ألم يكن هذا أكبر دليل على صحة هذا الدين؟ وأنه يصلح لكل زمان ومكان؟ كما ذكرنا سابقاً؟.