الخلايلة يكتب: نُريده تعليماً عن بُعد وليسَ بُعداً عن التعليم
بقلم: سلطان عبدالكريم الخلايلة
إن كان طلبتنا يعانون من القريب، فكيف حال التعليم لديهم ومخرجاته من التعليم عن بُعد؟، إنّ أزمة كورونا تُعتبر أزمة متشعّبة كونها لم تقف عند أزمتنا مع الفايروس فقط بل جَعَلتنا أمام أزمات متلاحقة لا تكاد تتوقف.
وما يدعو للقلق ليس في التعليم عن بُعد، بل بفَشَلِنا في هذا الشكل من التعليم الذي يتطلب أدوات مُتقدِّمة تُدرك وزارة التربية والتعليم أن كثير من أُسَرِنَا لا تمتلكها، ليس هذا فحسب؛ بل أننا أمام المسكوت عنهُ في أدوات وزارة التربية والتعليم في التعليم عن بُعد، ونتساءل هُنا: لِمَاذا لا تُفكِّر الوزارة خارج الصندوق وهي تقرر استراتيجيات وآليات تنفيذ عملية التعليم عن بُعد؟
وهنا نُدرِك بأنَّ ما نُريدهُ اليوم تعليماً عن بُعد وليس بُعد عن التعليم؛ حيث أننا نُدرِك بأن مستوى الضغط الذي يتعرض له المُعلم من جهة والأهالي من جهة أُخرى، ونعلم أن طائفة من المُعلِّمين يَعمَلون كل ما يلزم ويبذلون مِنَ الجهد والطاقة من أجل إنجاح التجربة، كما يقوم الأهالي بما يطيقونه كذلك، ولكن لنعترف أن ما يطيقونه قليل - في هذا الصدد-، فالظروف الأكاديمية والاجتماعية التي تعاني منها الأُسَر الأردنية تجعل منها عائقاً مُهماً في دفع عملية التعليم عن بعد لما يُراد منها، وهذا ما يجب أن نضَعَهُ بعين الاعتبار بصورة مُكَثَّفة.
ويأتي تساؤلنا هنا: ما الحل بعد كل هذه المُعطيات؟ فالمسألة ليست توفيراً لتطبيق مجاني يَدْخُل الطالب عليه، ويستمع إلى مُدرّسهِ وكأنه يتحدث لنفسه، فلِمَ لا نعتبر الجائحة فُرصة لتمرين إجباري وننطلق في أساليب تعليمية وتطبيقية تعتمد التعليم عن بُعد بشكلها الحقيقي ولكنها لا تكتفي فقط بمحاكاة التعليم الوجاهي ولكن عن بُعد؟
نعلَم بأنَّ وزارة التربية والتعليم قد فشلت في دعم أدواتها بأدوات أخرى للتعليم عن بُعد كان من الممكن أن تكون كفيلة لنجاح التجربة، ولكن لنعترف هنا بأننا فشلنا، فالتعليم عن بُعد ليس بأن تمتلك الأُسرة ما يكفي من أجهزة الكترونية، بل أيضاً أن تمتلك وزارة التربية والتعليم هي الأخرى ما يكفي من أدوات إبداعية تُمكّن الطالب بأن يغوص عن بُعد في العلم، لا أن ينام وبيده الجهاز اللوحي او هاتف والدته.
وختاماً أقول، إن ما يدعو للأسف أننا لم نستطع أن نُحَوِّل التحديات إلى فُرَص نجاح، وهذا الذي يُشعرنا بالقلق، أمّا كيف يتم كل ذلك؛ فخُبراء التربية والتعليم ومعهم خبراء علوم الانترنت وتطبيقاتها هم الأقدر على الإجابة، وأقول هنا بأننا بحاجة مُلِحّة لعقد مؤتمر وطني جامع لكافة التخصصات وذلك للخروج بتوصيات بل بقرارات فورية تعتمدها الوزارة ليُسجَّل لها بعد ذلك نجاحٍ مُبهر؛ فهل يفعلها هذه المَرَّة وزير التربية والتعليم؟