تأبين الرئيس وإسقاط الحكومة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/10 الساعة 01:35
بعد حفل تأبين الرئيس دونالد ترمب سياسياً، سيظهر أنه لم يكن رئيسا حقيقيا للولايات المتحدة فهو عنصري انقلابيّ، بل إن كل ما تسبب به من تدمير للصورة التقليدية لبلد الحرية كان يستوجب إخضاعه لتشخيص طبي للتأكد من أهليته التي ظهرت منذ اليوم الأول لتنصيبه، ومعاملته الفظة مع الجميع، ولو يقتنع الكونغرس والمحكمة العليا لحققوا فعلا بقدراته الذهنية، وهذا يستدعي إلغاء كل قراراته الكارثية خلال فترة رئاسته، أكانت داخلية أوخارجية حيث أضرّت بدول عدة على رأسها القضية الفلسطينية والقدس، لأنه كان معطل التفكير ومنزويا في ركن عائ?ته الصهيونية.
المؤشر الجديد الذي اكتشفته القيادات الأميركية، أن ما كانت تقوم به حكوماتهم منذ زمن الحرب الباردة وحتى نهاية الربيع العربي من دعم للمؤامرات ضد دول وقيادات عالمية وعربية والتخطيط للانقلابات على أسس تعاطفية مع الشعوب ونشر قواعد الحرية والديمقراطية، قد ذاقها الأميركان في يوم الأربعاء العصيب، إذ وقع ما لم تتوقعه الدولة العميقة من أن يتحول الرئيس الأميركي وأنصاره الى نسخة عن دول العالم الثالث العسكرتارية التي ذاقت المرّ، فأكل طباخو السم في واشنطن بعض ما صنعوه سابقا، وهذا ما رفضه الكثير من أعضاء المجتمع السياسي ا?أميركي الرفيع، ووزراء الحكومة المستقيلين،حتى وصل الحد بعزل ترمب إعلاميا.
ترمب ليس أكثر من تاجر صفقات فض، وبالفعل قد دمرّ كل الجسور مع العالم وآلب عليه أوروبا الحليفة، ووحدها إسرائيل التي سخّر كل جهود إدارته لخدمة رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو، وقلب كل المسلمات التاريخية للقضية الفلسطينية والوضع القائم في القدس، ماجعل الأردن يتصدى لبناء موقف موحد مع القيادة الفلسطينية من زاوية رأى الأردن أنها جبهة رفض صامت ضد المخطط المزيف لفريقه.
ولكن السياسة الأميركية تجاه العالم العربي لن تتغير كثيرا، فإسرائيل ستبقى في عيون القيادة الجديدة بالتأكيد، ولكن المتغير أن الرئيس بايدن سيكون أكثر تشديدا على مسائل الحريات والحكم الرشيد والديمقراطية ومراقبة التجاوزات التي قد تتكرر في العالم العربي،وهذا من شأنه أن يجعل الحكومات العربية أكثر تصالحا مع الشارع الذي عانى لسنوات من تكميم الأفواه ومواجهة القمع والتنكيل والحروب المدمرة، وسيكون التعاطي مع واشنطن الديمقراطية مجددا أكثر حساسية من عهد ترمب الذي استنسخ تجارب العالم الثالث في الاستيلاء على السلطة.
قبل تسع سنوات كنت وزملاء عرباً قد دعُينا الى زيارة الكونغرس الأميركي وجلسنا في القاعة الرئيسة للكابيتول، وقدم لنا مقرر لجنة العلاقات الخارجية إيجازا عن دور اللجنة خارجيا ودور الغرفتين في التعاطي مع القرارات التي يستند إليها الرئيس الأميركي، كانت النظرة من الداخل جميلة بجمال قاعات وأروقة الكابيتول العتيق،ولم يخيّل لنا يوما أن نرى أن رمز الديمقراطية الأميركية يمكن أن يداس بالأحذية الهمجية في يوم ما،ولكن هذا حدث في زمن دونالد ترمب، فقد قاد بلطجيته لإسقاط الحكومة الأقوى وتهديد المجلس الذي يحكم العالم،تحت إصرار? لمناطحة الحقيقة بقرون من طين،كما يحدث في غير مكان من عالمنا المعاند.
Royal430@hotmail.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/10 الساعة 01:35