مساعدة يكتب: عبقرية ملك فَذّ

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/08 الساعة 19:40
بقلم: جهاد أحمد مساعده حقٌّ علينَا تقديم ذكر الملك الهاشمي عبد الله الثاني ابن الحسين -حفظَه الله وأعلاه وأعزَّ سلطانَه وأبقاه-، ومنْ حقّه أنْ يغدوَ القلم مسطرًا لمناقبِه الحميدة وسيرته المشرفة النبيلة. واعترافًا بجميل صنيعِه الذي تعجز العبارات عن وصفِه، وأنْ تقومَ بشكرهِ. كيف لا وقدْ أرسى دولةَ القانون وشيد لها قواعدها المتينة، في منطقة تعصف بها الصراعات والحروب، فكان لعبقرية جلالته أثر واضح وجلي نسلط في هذا المقال على بعض منها: (1) عبقريته في حماية الوطن: حمت عبقرية جلالته الأردن، وأرست قواعد الأمن والاستقرار فيه، في زمن زادت به الخطوب وعلت به الأمواج الهائجة، واشتدت الرياح العاتية من الفتن والحروب، فعزز الأمن والاستقرار ليكون هذا الوطن بيئة آمنة. (2) عبقريته في إرساء قواعد دولة السيادة والقانون: أكدت عبقريته على أولوية حماية التعددية الفكرية والسياسية، وتشجيع الأحزاب البرامجية، واحترام كرامة الإنسان وحرياته في التفكير والتعبير، كما أرست عبقرية جلالته رؤية واضحة للإصلاح الشامل ومستقبل للديمقراطية، ووضعت المسار لعملية البناء والتطوير، وتحديد الأدوار التي تنتظر نجاحها للوصول إلى تمكين ديمقراطي لخلق مواطنة فاعلة، تحقق الأهداف، والمنجزات، وترسخ القيم والأعراف السياسية، وتطبيق سيادة القانون الذي هو أساس الدولة المدنية. (3) عبقريته في الالتحام بالشعب: تجسدت عبقرية الملك بالتواصل مع أبناء شعبه، وخاصة في المناطق النائية فهو لا يضع المسافات بينه وبينهم، بل أطلق المبادرات الملكية التي جاءت نتيجة لاطلاعه المباشر من خلال زياراته السرية التي كشفت المعاناة لدى كثير من المواطنين بسبب تقصير بعض المسؤولين في تلبية احتياجات المواطنين وحل مشكلاتهم، فتعددت مبادراته لتشمل جميع المناطق بهدف بناء الإنسان الأردني، ولتجسيد أبهى صور الالتحام. بين القيادة والشعب.
(4) عبقريته في محاربة الفساد: ارتكزت عبقرية جلالته على بناء الدولة القوية، ولا يمكن بناء الدولة إلا بإرساء العدالة ومكافحة الفساد، فأسس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، وأصبح المواطن يشعر أنه في بلد تحكمه القوانين، وأن عبقرية الملك تؤكد أنه لا حصانة لفاسد. وأنه لا تهاون في تطبيق القانون والعدالة، فالفساد يضعف الثقة في أجهزة الدولة ومؤسساتها، وعلى الهيئة ضرورة العمل لتطوير التشريعات المتعلقة بتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، وضرورة محاربة الواسطة والمحسوبية وصولا لتحقيق العدالة وترسيخ النزاهة لتكون سلوك مؤسسي ومجتمعي. (5) عبقريته في الأداء المقترن بالإنجاز: تتضح عبقريته في التأكيد على الإنجاز ، فيحرص جلالته في متابعة المسؤولين وتقييم أدائهم وإنجازاتهم، ومعرفة المقصر منهم، فالحد الفاصل في العمل ضمن عبقرية جلالته كما صرح بها "ما حدا أحسن من حدا إلا بالإنجاز". (6) عبقريته في الدفاع عن القدس: عبقرية جلالته نحو القضية الفلسطينية شكلت مبدأ أساسي وثابت في السياسة الأردنية، فلا مساومة على حقوق الشعب الفلسطيني، وأن القدس الشريف هي عاصمة الدولة الفلسطينية، وبالرغم من التحديات الإقليمية والدولية التي واجهها الأردن إلا أن عبقرية جلالته تجلت في كتابه الذي أبرز رؤيته لحل الصراع العربي-الإسرائيلي، ووضع فيه الأسس القائمة على العدالة، ونشر السلام المبني على احترام الحقوق، وتنفيذ القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة. (7) عبقريته في عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول: اتضحت عبقرية جلالته من خلال احترام سيادة الدول وعدم التدخل بالشؤون الداخلية لها، فعبقريته تنهج سياسة الوحدة والحكمة والمسؤولية ولا تنهج سياسة التفرقة. (8) عبقريته في نشر الإسلام العادل ومحاربة الإرهاب والتطرف: ترتكز عبقرية جلالته على إبراز صورة "الإسلام العادل"، فالعدل بنظره هو أساس الملك الذي آل إليه، بحكم نسبة وسلالته الطاهرة الممتدة إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتبرز عبقريته في جميع المحافل الدولية من خلال التزامه بالدفاع عن الإسلام الحقيقي الذي دعا إليه رسولنا الكريم، وهو الإسلام الذي يسعى الإرهابيون إلى تدميره، فكشف زيف الإرهاب الذي لا دين له، وأن هذا الإرهاب يستهدف الإسلام والمسلمين وإلحاق الضرر بهم, فجاءت رسالة عمان والإعلان عنها لبيان الدين الإسلامي، وإرساء الوسطية والاعتدال. (9) عبقريته في استثمار الإنسان الأردني: بينت عبقريته أن ثروة الأردن الحقيقية هي الإنسان، وأن الاستثمار فيهم هو أفضل استثمار في بلد يعاني من شحّ الموارد والمصادر الطبيعية، فأكدت عبقريته على ضرورة تمكين الإنسان الأردني في المجالات كافة، وإعادة النظر في البرامج والمناهج، ووضع برامج التأهيل والتدريب التي تعتمد على ثورة المعلومات والتكنولوجيا الرقمية، التي تؤهلهم للدخول إلى سوق العمل والمنافسة فيه، والنهوض بتنمية المجتمعات المحلية. (10) عبقريته في تعزيز دور الشباب والتواصل معهم: أكدت عبقرية جلالته على دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة فارتكزت عبقريته على العدالة والتخطيط والتنفيذ لتمكين الشباب الأردني لأجل مستقبل أفضل في المجالات السياسية والمعرفية والاقتصادية والتوازن بين الأصالة والحداثة، وبما أن واقع الحال يدعو إلى النهوض بقطاع الشباب بكافة السبل وبأقصى سرعة لتحديد احتياجاتهم الحقيقة وإشراكهم في صناعة القرار، وتبني أفكارهم للحد من البطالة التي تتفشى بين صفوفهم مما ستشكل البطالة خطرًا له نتائجه الوخيمة على المجتمع، ومن هنا علينا الاستفادة من عبقرية الملك للنهوض بكافة القطاعات بشكل عام وقطاع الشباب بشكل خاص، ووضع الحلول لمشكلاتهم. (11) الخلاصة: عبقرية جلالته تستفيد منها الدول الخارجية فتقوم بتطبيق أفكاره للنهوض بمجتمعاتهم، في حين نحن أولى بتطبيقها للنهوض بالإنسان الأردني وتمكينه، فالمطلوب ترجمة عبقرية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وتحويلها إلى مبادرات وبرامج للنهوض بالمجتمع الأردني بشكل عام والشباب بشكل خاص حيث تكون منهج عمل للحكومات، فتضع الخطط الاستراتيجية لفتح باب الاستثمار للشباب من خلال مبادرات ريادية تتسم بالأصالة والإبداع والاستمرارية يُعكس أثرها على تنمية المجتمعات المحلية، وتخفف من نسبة ارتفاع البطالة بين الشباب، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بينهم التي تُعد أول قواعد العدالة، يكون المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات والفرص، وأن تكون الكفاءة والتفوق أساسًا للارتقاء والنهوض بالوطن.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/08 الساعة 19:40