في حُب السياسة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/08 الساعة 18:05
بقلم: عمار محمد
عندما يكون الحبُ صادقاً لا عيبَ فيه، فإن المحب يكونُ حريصاً على سمعةِ محبوبه وسلامته ولا يبخل عليه بالنُصح الجَميل وتنبيههِ لأخطائه التي قد تُجرِ عليه الأخطار، يخيلُ للبعض أن الحب هوَ مصدر إلهام الشعراء وكتاب القصة والروائيين فقط في حين أنَ الحب هو النقطة التي يتركز فيها تفكيرُ الإنسان، وتتوزع منها كل الأنواع الأخرى من المشاعر.
الحب وهو أساس الحياة وتقوم عليه الخليقة وهو الذي يدفع بالحياة للاستمرار، فكما الحال بالنسبة لدنيا الأدب، دنيا السياسة مليئةٌ بالحب حيث تكون البداية من الحب، لكن حب من نوعٍ آخر، غالباً ما يكون الحب الذي يحاول إلغاء الآخر وتأسيسِ نفسهُ على حسابِ الآخر من النضالِ السياسي وحتى الصراعات الحزبية والعرقية والدينية يكون أساسها الحُب.
مخطئٌ مَن يقول : "الحب" كلمة ليس لها مكانٌ في السياسة،
نعم في الحب والسياسة وجهة نظر وفلسفة ومن يخشى الانخراط في السياسية تماما كمن يخاف البوح بعشقه لا فرقَ بينَ الموقفين، هُنا نقف أمامَ حقيبةِ الجُبناء في عَصرٍ حُرِّمتْ فيهِ العلاقات العاطفية السياسية.
الحبُ بالسّرِ.. ومُمارسةِ التعبيرِ السياسي أيضا بالسر، ونعلن عِشقَنا للأوثانِ كي نَتَجنبُ محاسبةً مِن الجلاد وصَوتِ السِياطِ يعيشُ داخِلنا في أهازيجَ وعِباراتٍ كُلُنا كَبِرنا عَلى سَماعِها.
إياك أن تقول «لا».. كَلِمةٌ حساسةٌ حَدَ الموت، وما قُصت الألسنةُ ولا بُتِرت الأصابع ولا جُلِدت الظُهور إلا بسببها أبدلها بنعم، أكثرَ مِن نعم.
إحذَر حُب الوَطن سَتحاسبُ عَليه ،إكتم مشاعِرك لا تتفوه بكلامِ العُشاق فهذا حرام ،إختَصر قولَ الحقيقة فهذا دربُ الهلاك ،أَكثِر من صيغ المبالغة على وزن: فَعال وتَفْعيل، طَبْال وَ تَطبيل، زَمار وتزمير.
السياسةْ..طريقٌ كُلها اشواك فلا تُدمي يَداك، عَلمونا الخوف من الفلسفة لان فيها فهم لِمُفرداتِ الحياة، وأبعدوا عنا الترجمةَ لِمعاني الفداء لأنَ فيها هلاك،
عِند تحليل كلام الرؤساء في الخِطابات السياسة يأتي رجل دين ويقولو "أشققهُ عن قلبه" أو انهُ لَك بظاهر ما تكلم بِه.
لكن العاشقَ الحقيقي يُدرِك أن الأشواك تَعلوها وردة رَحيقُها حُبٌ، وَ لَونها أحمر، العاشقون إذا اتحدوا طَوقت قُلوبَهم كُلَ الحاقدين.
لا تتنازل عن شعورٍ أنتَ تَملِكُهُ، دافع وقاوم من أجل مَحبوبتِك ..مِن أجل حُريتِك، في عصرنا لا يوجد شيءٌ إسمه بعيداً عن السياسة، بل كل القضايا هي قضية سياسية.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/08 الساعة 18:05