رزان العمد تكتب: المصالحة الخليجة.. الأردن يعطي درساً في فنِّ الدبلوماسية
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/07 الساعة 08:37
بقلم د.رزان العمد
سياساتُ الدول تعتمدُ على مصالحها والمصالح متغيره بحسب قواعد اللعبه. في فن السياسة لا يوجد حدًّ فاصلاً بين السوادِ والبياض بل منطقة الوسط بينهما ترجحُ دائماً . لا وجود لأعداءَ دائمين ولا أصدقاء مستمرين ، فعدوُّ اليوم صديق الغد وصديق اليوم عدو الغد.
حسابات المصالح هي المحرك الرئيسي لقواعد اللعب فالدول تسعى دائماً لتحقيق مصالحها و تعقدُ تحالفاتها بما يخدم تلك المصالح ويحققها.
لهذا فقد اتخذَّ الاردن الذي اثبت تميزاً دبلوماسيا ً عربياً واقليمياً وعالمياً موقف الحيادِ وأعتبرَ منذ بداية الأزمة بأنها خلافٌ بين الأشقاء . لم ينحز الأردن لطرفٍ على حساب أخر لانه أدرك تماماً بأن مصالحهُ في خليج واحد قوي متحدٍّ لذلك فقد أبقى الأردن على علاقاتٍ متوازنةٍ مع جميع الاشقاء دونما تحيز يضرُّ بمصالحه ومصالح ابنائه العاملين في تلك الدول . الدبلوماسية الأردنية أيقنت تماماً بأن ما يحدث غيمةً وستزول لأنها تدرك بأن ما يحدد علاقات الدول مصالحها وتدرك بأن مصلحة دول الخليج بالوحده والإتفاق.
وها قد عاد الخليج واحداً متصالحاً متفقاً ولم يخسر الأردن ماء وجهِ ولم تعد عليه هذه المصالحه بالضرر كحالِ بعض الدول التي اختارت الأنحياز لانها لم تدرك بأن السياسة مصالح وموازين متقبله والرابحُ هو من يسعى وراء قرارات عقلانية تضاعف ارباحه وتقلل خسائره أو على أقل تقدير يخرج بدون خسائر او مكاسب مع الابقاء على وضعه الراهن أن كان يحقق له الاستقرار والوجود الثابت على الساحه السياسيه.
و على الرغم من إستفادة الأردن في الأزمة وفتح قطر العديد من فرص العمل للأردنين الى أن الأردن بقي متزناً حكيماً دبلوماسيا متفائلاً بأن الخليج لا بدَّ ان يعود ولأن الأردن يدرك تماماً بأن وحدة دول الخليج واتفاقهم ستدعم الموقف الأردني في قضاياً مختلفه وستدعم موقفه اقليمياً في العديد من القضاياً كان لأخر لحظه دبلوماسيا ً في تصريحاته وعلاقاته مع الاشقاء بما يضمن التوازن في تحقيق مصالحنا العليا.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/07 الساعة 08:37