لوزير الصحة.. ماذا تعرف عن المعسل الجديد؟
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/07 الساعة 00:10
دعيت قبل ايام لمنزل صديق، وبحضور مجموعة اصدقاء. جلسنا، وجاءت عاملة اسيوية لخدمتنا، ومنا من طلب شرابا ساخنا وباردا، وسالت : هل كنا نرغب في تدخين الارجيلة ؟ شخصيا انا لا ادخن ارجيلة ولاغيرها، ومن اشد كارهيها وخصومها ومحاربيها، ولو ان اطيق المكان الذي تشتعل به نار وروائح معسل الارجيلة.
ومن بين الاصدقاء الحاضرين من طلب ارجيلة، وسالته زغلول ام تفاحتين ام ليمون ونعنع ؟ فاجابها على الفور تفاحتين. فذهبت العاملة الاسيوية، واحضرت راس الارجيلة والبربيش، واشعلت النار بالفحم، وبعدما ركبت في راس الارجيلة قطعا من «الجيل الملون « فسالها صديقي اين المعسل ؟ فقالت : هذا هو المعسل الجديد.
وسرعان ما وضعت الفحم فوق القصدير، واشتعلت النار بالفحم، وركبت البربيش، وتقدمت بالارجيلة جاهزة بمعسلها ونارها المتوقدة بالفحم للصديقي الذي بدا ينفث من دخانها، ونشتم من احتراق المادة الغريبة التي وضعتها في راس الارجيلة روائح دخان متصاعد محروق بمذاق التفاح.
ولاول مرة ارى هذا المعسل الكيماوي، وهذه مادة التدخين الغريبة. طلبت من العاملة الاسيوية احضار عينة من المعسل الجديد. وفعلا جلبت علبة بلاستيكية تحتوي على مادة ملونة غريبة، ملمسها يشبه «الجيل والكريم « ولا رائحة ولون لها، وموضوعة في علبة دون اسم وعلامة تجارية وتعريف علمي وصناعي بالمادة، وتاريخ انتاج وصلاحية وغير ذلك من تفاصيل اي منتج تجاري استهلاكي.
سالت المعزب من اين اشتريت المعسل ؟ فاجاب، بانه من خلال اعلانات» الفيسبوك «، وصفحات لمحال لبيع المعسل ومستلزمات الدخان، وتقوم باحضاره من خلال خدمة التوصيل الى المنزل.
عرجت على صفحات» الفيسبوك « التجارية، وعثرت فعلا على اعلانات تروج لهذا النوع من المعسل. وسالت مسؤولا سابقا في مؤسسة الغداء والدواء عن هذا النوع من المعسل، فرد على وجه السرعة قائلا انه ممنوع من دخول المملكة، وتساءل باستغراب، هل هو موجود ومتوفر حاليا في الاسواق الاردنية ؟
شخصيا، لا افهم كثيرا في انواع المعسل. ولكن ما اثار فضولي صحفيا نوع مادة المعسل الجديد، جيل وكريم كيماوي. المعزب مدخن نهم للارجيلة، قال لي ان المعسل الجديد يغرق الاسواق، وانه يتحول لبديل للمعسل التقليدي القديم، المعسل المبشور. واظن ان المدخنين يذكرون شكله ولونه وتركيبته، وكيف يصنع علب كرتونية صغيرة وصناديق بلاستيكية كبيرة.
مدخنو الارجيلة ملؤوا الصالون بروايح المعسل الجديد، تفاح وليمون وفخفاخين ونعنع وكرز والخ. وكل ما ارمى بصري اراهم ممكسين لبربيش الشيشة بيده وفمه وفتحتي انفه يخرج دخان رمادي يقتحم الرئة من حولنا دون استئذان.
روايح غريبة وخطيرة، وتستهوي من يدخنها، وقد اصابت الحضور مدخنين وغير مدخنين، ولا احد يعرف ما هو المعسل الجديد، وما هي مكوناته ؟ وهل هو مجاز من مؤسستي الغداء والدواء والمواصفات والمقاييس ؟
وكما يبدو اخطار وامراض كثيرة يحملها المعسل القديم والجديد. وحتما كما تعلمون التدخين بكل انواعه واشكاله مضر بالصحة. ولكن هذا المعسل عجيب وغريب، وكما هو واضح وظاهر فانه مكون من مواد كيماوية تنحرق تحت ضغط الاشتعال ونيران الفحم للتحول لمواد مسرطنة ومدمرة لصحة الانسان.
دعوني لا اطيل عليكم. ولكن في منع المقاهي والكوفي شوبات من تقديم الارجيلة انتشر سلوك تقديم الارجيلة في المنازل، وهبطت على اسواق انواع غريبة من المعسل، وهذا من احد انواعها، وكما يبدو فان الرقابة شحيحة وضعيفة ومعدومة على تجارة المعسل.
ولا اريد الخوض موسعا في هذا الموضوع من جوانب صحية واقتصادية وغير ذلك. وانا اتحدث هنا من زواية من رايت بام عيني، وما قد استقصيت من معلومات وملاحظات حول المعسل الجديد. وكيف يتناوله الناس دون احساس بالمخاطر والاضرار الصحية.
واعذروني قولا ان رفع منع المقاهي والكافي شوبات عن تقديم الارجيلة ارحم واضمن لسلامة وصحة المتورطين في تناول الارجيلة. وعلى الاقل فان المقاهي والكافي شوب تحت اعين الرقابة والمتابعة الصحة من امانة عمان وغيرها من جهات رقابية بلدية وصحية. واتمنى لو ان وزير الصحة يقرا هذه السطور، ويبدي اهتماما في ملاحظة صحية اخطر من كورونا وبنات عمها.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/07 الساعة 00:10