ما نتمناه لرئيس الوزراء
تبدو أمنيات وتمنيات التوفيق لكل من يتولى المسؤولية محفوفة بالشكوك، فكيف إذا ما كانت لرئيس وزراء، وفي زمن صار فيه المسؤول منصة للإنتقاد بأسهل الطرق وأبسط الأسلحة.
هذه ليست مرافعة عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، من زملاء له وعاملين ومتقاعدين، يكنّون للرئيس وللحكومة الاحترام والتقدير، سائلين المولى بأن يعينهم ويوفقهم لما فيه خير للوطن والمواطن.
دولة الرئيس، نعم قد لا تكون هذه المرحلة الأفضل لاستلام قيادة السلطة التنفيذية في ظل وجود مشكلات متفاقمة مركبة ومعقدة، تتضاعف يوماً بعد يوم، وعلى رأسها التراجع الاقتصادي المتسارع الذي يمر به وطننا العزيز حيث يشكل الاقتصاد ضغطاً على الدولة، ولم يعد يحتمله المواطن الاردني، وقد أنهكها وأنهكه، فما الحل؟.
إن الأمل بكم أن تستجيب الحكومة لتنفيذ ما كلفكم به جلالة الملك ويطالب به الشعب من تغيير في النهج، وأن تكون التشاركية حقيقية تعيدنا الى المسار الصحيح ليكون هناك ضوء في نهاية النفق.
في عام الدولة المئة تأتي حكومتكم، علّها تدخل التاريخ بافتتاح قوي ومتين لقرنٍ ثانٍ من عمر دولتنا الحبيبة، ونتمنى فيه أن تسجل ذاكرة المواطنين والتاريخ لحكومتكم بأنها الحكومة التي ابتعدت عن التنظير والخطاب الإنشائي وأنجزت ما يمكن انجازه، واحدثت كثيراً من الحلول.
نتمنّى أن نسمع يوماً بحديث الشعب إعجاباً بإحكام السيطرة على الفساد، ونتمنّى أن نسمع اشادة المواطن بإجراءات إقتصادية خففت عن كاهله الكثير من المعضلات في حياته المعيشية والتعليمية والصحية، وأن يلمس شفافية في التعيين، وحرية التعبير، باعتبار هذه الأمور، دون استثناء، قد نص عليها الدستور الاردني، وأكد أن الاردنيين متساوون في الحقوق والواجبات.
نتمنّى والتمني حقّ مشروع لكل إنسان، وكأردنيين يتمنون ان تكون هناك ثورة زراعية وصناعية واقتصادية يسجل التاريخ نشأتها في عهد حكومتكم وبذكرى مئوية الدولة الأردنية.
وأخيراً يا دولة الرئيس، فإننا نتمنّى أن تكون مساعي الحكومة وبالشراكة مع قطاعات مملكتنا العزيزة، مساعي جادة، بإيجاد فرص للشباب، كونهم الشريحة المكونة لمجتمعاتنا، وحفزهم على العمل، وطرد فكرة الهجرة من أذهانهم، اذ نجزم أن الكفاءات الشبابية، اذا ما توافرت لهم الفرص، فإنهم سيحدثون التغيير، بعون الله، فالوطن أحق بهم، دون غيره، وهو بحاجة لهم، أكثر من أي وقت مضى.
دولة الرئيس، أعيدوا الألق لأردننا الحبيب، وأعيدوا لرجال الدولة صيتهم وسمعتهم الطيّبة، بناةً للوطن أنصاراً للمواطن، وافين لوعودهم واعين لمسؤوليتهم، ومن الشعب وإليه.
وفقكم الله ويسّر طريقكم إلى ما فيه الخير لهذا الوطن الغالي.
الرأي