الطلبة والأطفال يدفعون الثمن
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/05 الساعة 01:11
في معرض خطبة الثقة أمام مجلس النواب، استعرض الرئيس الخصاونة قضية عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة بداية الفصل الثاني خصوصا لبعض الصفوف الأولى، موضحا أن الأمر سيبقى تحت المراقبة لتقييم الوضع الوبائي، مستندا إلى عودة الكثير من الدول لإجراءات الإغلاق مجددا، وهذا الشرح المقتضب يترك الباب مفتوحا أمام خيارات عدم العودة أو العودة التدريجية للتعليم المباشر إذا انخفضت الإصابات للحد الأدنى، ولكن الأمر لا يحتاج إلى عرّافة، بل يجب أن تكون هناك قراءات مستقبلية دقيقة حتى الربيع القادم.
طلبتنا في المدارس من أطفال وصبية وفي الجامعات سيمضي عليهم قرابة العام عند الموعد المتوقع للعودة القادمة دون تعليم مباشر، وإذا تجاوزنا الدور الثقيل جدا الذي تتحمله الأمهات تحديدا في متابعة دروس أبنائهن عبر منصات التعليم الإلكتروني،وما يرزحن تحته من ضغط نفسي وذهني وملاحقة الأولاد من غرفة لأخرى، سنواجه مشاكل أسرية أخرى أقلها أوقات الراحة وتدبير شؤون المنزل، وهو ما تشكو منه جميع العائلات.
من المعلوم للجميع أن التعليم المباشر في الصفوف المدرسية يعطي الطلبة مساحة أوسع للتعاطي مع المنهاج والدروس واستيعاب الشرح وتداول الأسئلة عما لا يفهمونه مع المعلمين والمعلمات،وهذا يشكل في عقل الأطفال بعدا راسخا في أذهانهم أكثر من تلقيه عبر اللوح الالكتروني الذي لا يعطي المساحة للتعاطي كما هو في الغرفة الصفية، ناهيك عن الأثر السلبي لصحة العيون الصغيرة التي تتسمر لساعات منذ الصباح أمام شاشات مشعة.
قد لا يدرك بعض المسؤولين مدى الأثر النفسي الذي يجتاح الأسر، بل مما سمعنا فإن الخلافات التي وقعت في بيوت كانت مطمئنة قد أودت بعرى الزواج، وهناك من العائلات من تخلت عن تدريس أبنائها،والأكثر خطرا أن الكثير من الآباء والأمهات ليس لديهم القدرة التعليمية التي تدعم تدريس الأبناء بشكل صحيح، خصوصا مع مناهج وأساليب تعليمية جديدة تحتاج لأخذ دورات طويلة لفهمها وتطوير قدرات الأبوين لمواكبة هذه المتغيرات.
الأمر الآخر أن هناك الكثير من العائلات التي يعمل بها الزوجان كموظفين، وهذا يأخذ منحى أكثر بؤسا، ففي المدارس هناك بيئة وحاضنة تعليمية وتربوية تضطلع بها الهيئات التدريسية وتتحمل جزءا كبيرا من الوقت الذي توفره ساعات التعليم المدرسي،ناهيك عن الفوضى التي تصيب الأطفال خصوصا والتسرب من قبل الصبية نحو الشوارع والفراغ القاتل.
هنا تتضح الصورة الأكبر وهي أهمية استدامة التعليم المدرسي والجامعي، وأهمية المعلم الكفؤ والأمين بالدرجة الأولى الذي يحمل على عاتقه تنفيذ الرسالة السامية للتعليم ومواكبة نهوض الطلبة واستمرار الحياة الدراسية التي لا يجب أن تتعطل بأي حال إلا إذا ساءت الأحوال الصحية لأكثر سوءا، فضلا عن دور المدارس عالية الكفاءة وهي قلة، ومنها من تحملت مع المواطنين تكلفة إغلاقها وتأخر الرسوم الدراسية التي تدعم رواتب المعلمين خصوصاً القطاع الخاص.
مع هذا كله، فإن هناك محاذير خطيرة إذا ما عادت الحياة الدراسية مجدداً وتسربت للمدارس العدوى وهدد انتشار الفيروس بين الطلبة المجتمع مجدداً، حينها سيكون كلامنا عن ضرورة عودة المدارس ضربا من الأحلام، ولكن مع كل هذا فإن الطلبة هم من يدفعون ثمن وباء كورونا بتراجع سوية تعليمهم،في غياب أي خطط لاحتواء الفيروس غير الإغلاقات التي أهلكت الأسرّ مالياً وعدم المساواة لصالح طبقة واحدة.
Royal430@hotmail.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/05 الساعة 01:11