2021 لنكن أكثر حذرا..!

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/04 الساعة 00:30
مع نهاية كل عام وبداية عام جديد يتمنى الناس أن يكون أكثر فرحا ويتفاءلون بالقادم رغم ما تخبئه الأيام وما لا يعرفه الناس في القدر، لكن هناك مؤشرات قوية وكثيرة تجعلنا أكثر حذرا من التفاؤل بالعام الجديد، ومؤشرات لا تسر الخاطر، لكن يجب التنبيه لها حتى يكون المواطن أكثر حذرا. من يعتقد أن مشكلاتنا الاقتصادية والمالية والسياسية والاجتماعية والصحية ستكون أفضل من العام المنصرم فهو مخطئ بشكل كبير حيث لا يلوح في الأفق أي تباشير تبشّرنا بزوال هذه المشكلات. فعلى الصعيد السياسي، ورغم أن بلدنا الأردن الحبيب ينعم بالأمن والأمان والاستقرار النسبي حيث أجرينا انتخابات نيابية في أوضاع صعبة من تفشي فيروس كورونا ولدينا حكومة جديدة تعمل على أن يكون هنالك تعاون وثيق بينها والمجلس النيابي لحل المشكلات الاقتصادية المؤرقة، وبخاصة ارتفاع المديونية إلى أرقام مخيفة وفق ما يقول الاقتصاديون، وحيث عجز الموازنة وصل لهذا العام حسب المعلومات إلى رقم كبير. وهذا يلقي بظلال كبيرة على أداء الحكومة والمجلس، وما لم يتم اجتراح مقترحات حقيقية تخرجنا من أزمتنا الاقتصادية فستكون السنة الحالية مثل سابقتها. ويسجل لجلالة الملك عبدالله الثاني حركته السياسية الدؤوبة خارجيا على مستوى الإقليم والعالم لتوفير الدعم الاقتصادي للمملكة من الأشقاء والأصدقاء، لكن العالم تغير وأصبح الاعتماد على الذات سمة رئيسة في اقتصادات العالم وتراجع دور المنح الخارجية، وهذا ما يجب على الحكومة أن تعمل بمنهجه. وعلى الصعيد الصحي فإن وباء كورونا سيلازمنا ويعبر معنا إلى عام قادم نظرا لظهور سلالات جديدة وتخفيف القيود المفروضة ومحدودية الأرقام التي تعلن عنها وزارة الصحة بالنسبة للمطعوم. فالتصريحات الرسمية تتحدث عن 500 ألف جرعة من لقاح فايزر وهذا لا يكفي سوى 5 بالمئة من السكان وعلى فرض الأرقام الرسمية مضروبة بضعفها من الحالات التي لم تكتشف فهناك 10 بالمئة من المصابين الآخرين من السكان مما يعني بقاء اكثر من 85 بالمئة دون تطعيم أو توفير اللقاح لهم هذا السنة. والغريب ان تصريحات مسؤولي الصحة والأوبئة كانت تتحدث عن أرقام أكبر من المطاعيم ولا نعرف لماذا لا تلجأ الوزارة إلى الشركات الأخرى التي أعلنت نجاح لقاحاتها مثل اللقاح الصيني ولقاح استرازينيكا أوكسفورد. كل هذا يعني أن على المواطنين أن يعتادوا على لبس الكمامة للوقاية من المرض وعلى التباعد الجسدي وعلى تغيير العادات الاجتماعية وعدم التجمع في الأفراح والأتراح حتى يأتي اليوم الموعود وينالهم نصيب من اللقاح، والمراهنة هنا على وعي المواطن. الحياة الاجتماعية يجب أن تتغير مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة للناس ومع انتشار وباء كورونا، فلا مجال للإسراف ولا مجال سوى تحصين النفس وأن يتحمل كل شخص مسؤوليته الشخصية والعائلية إلى أن تتوافر الوسائل التي تحمي الناس من الوباء وهو وقت ليس قريبا جدا؛ لذا فإن الحذر واجب وحماية النفس أولوية قصوى. awsnasam@yahoo.com الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/04 الساعة 00:30