تجاعيدُ آباءنا وأكثر (فيديو)
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/03 الساعة 22:17
مدار الساعة - كتب: رأفت قبيلات
هو لم يلتقط ما تيسر من فتات، هو تناول كرامتنا، هو تناول ما تبقى لنا من إنسانية نتغنى بها عبر مواقع التواصل الإجتماعي فقط، نتراقص ونتباكى عليها عند كل فيديو تلتقطه عدسات هواتفنا التي باتت تمتلئ بكهولٍ أصابهم اليباس!
هذا المسنُ الذي مالَ إلى عربةِ القمامة بعد أن هزّ جسده الجوعُ والتعب، في احد شوارع عمان التي تعجُ بالعدم.
في الحقيقة هو نزع قلوبنا من صدورنا، هو هزَّ شيبَ الأب وتجاعيدِ وجهه في دواخلنا، هو سَفكَ أرواحنا دون دماء.. نحن الذين لم نعد نخشى الموت، نحن الذين نقاتِل علّنا نحيا يوماً آخر.
إنتشر هذا الفيديو،..
فيديو شاهدناه جميعاً، فيديو أثبتَ لنا بأننا مسكونون بالخرافة، وأننا سنبقى نتسائل ونبحث ونلهث أيضاً علّنا نداوي إنسانيتنا التي فقدنا بوصلتها منذ زمن.
هذا ( الكهل)، هذا ( الأب) ملك قلوبنا، ملك شئً ما في دواخلنا تنهمر منه الدموع، إن شاء تحزّمَ بنا متظاهرين متباكين عبر منشورات الفيسبوك... وإن شاء أعادنا نحو لافتاتٍ وراياتٍ كانت تُعانِقُ سماء ( الرابع، و الحسيني، و الكالوتي).
هل إنتبهتم لهزيمته؟! هل إنتبهتم لدموعه التي تساقطت مِن مُقلنا؟! .. وكأنه لا يريد أن يكسر نفسه أكثر مما ينبغي..أو لا يريد أن يكسرنا حد التشظي..هو يريد أن يوقظ إنسانيتنا وكفى، يريد أن يوقظ ما تبقى لدينا من حقوق أكل عليها الدهر.
أعيدوا "الفيديو" مرة وأخرى أرجوكم..ففيه الكثير مما غاب عنا..دققوا في خلايا الوجع أكثر علكم تضعون أيديكم على شيء أخطر من كورونا المتحوره، شئ يلامِسُ قوة رد الحكومة عند جوابها على سؤال راتب الأربعة آلاف دينار..
نعم، نحن نسينا آبائنا ردحاً من هجر؛ فجاء من يذكرنا بهم وبمعاناتهم، و معاناتنا غداً، جاء ليذكرنا بطعم تجاعيد يد الأب، ورائحة هرمٍ يرتسمُ في وجهه كل مساء، جاء ليقتلَ الجفاءَ، والبعد الذي ترسمهُ قراءتنا الخاطئة لما يفعله الآباء لنكونَ عكازهم ذات تعب.
هؤلاء الآباء الذين يذودون عن الحما، الذين يحمون حدود مستقبلنا، وما يلزمنا، الجنود الذين يحاربون ليلاً ونهاراً المتماسكون الجامدون العصبيون، الذين ينهارون دون سابق إنذار عند جرح الأبناء وحرقة قلوبهم.
إليكم أنتم، أنتم فقط تحية حب، تحية إعتزاز بكم جميعاً، تحيةٌ بحجم حرقة قلوب آباءنا وأكثر.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/03 الساعة 22:17