سكنتُ عينيك يا عمان

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/03 الساعة 00:10
الكاتبة :د. آمال جبور "سكنت عينيك يا عمان" كلمات مغناه تستدعيها ذاكرة كل من وطأت قدماه ازقة عمان القديمة، وبوح ياسمينها المتعلق بشوارعها وارصفتها ودكاكينها المرصوفة بين أحياء أدراجها العتيقة وجبالها المكسوة ببيوت عائلاتها الذين افضوا عليها جمالاً وتنوعا ودفئا. عمان العالقة في المنتصف وهو المكان الأسوأ على الاطلاق بين ذاكرة الأجيال وتعاقبها، تحاول منذ سنوات ترميم بنيتها وعتادها لتبقى المدينة الحاضنة لصورة ماض عريق ومستقبل أجيال يستهويهم عالم الحداثة والتغيير والتجديد المستمر ومع ذلك، تستوقفنا جميعأ حال عمان في الآونة الاخيرة فباتت مزدحمة المكان والإنسان، واضفت الظلمة على شوارعها وزقاقها، واعتلت الحجارة مبانيها المكدسة، واستبدلت رائحة الدخان والاراجيل ياسمينها، وأكمل الوباء شره على ساكنيها فالتمس العمانيون سكونهم سكوناً. ورغم حالة التذمر للكثيرين حول ما تشهده عمان من تعزيل ونفض لغبارها، الا انها عاصمتنا التي احتضنت آمالنا وطموحنا، وأضفت كرماً على ضيوفها الباحثين عن دفء الأمان، فكانت وما زالت الوعاء الممتلئ، الذي يفيض خيراً وتجديداً رغماً عن النظرات الشاردة والمتأففة من كل صوب. ستبقى عمان في عيون من أحبها المسكن والمغطس والحصن والملاذ، وهي عتادنا المحمول بالأمل والفخر الذي نخترق به صعابنا، وهي في أرقى مراتبها الممر والممشى لأحبة عانقوها بوشاح العز والكرم، فهذه عمان المتنوعة والملونة بنسيجها، والتي تشرف على مئويتها التاريخية ترخي جدائلها فوق الكتفين، فيهتز المجد ويقبلها بين العينين، بارك يا مجد منازلها والاحبابا، وازرع بالورد مداخلها بابا بابا.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/03 الساعة 00:10