3 ملفات مالية وملف سياسي.. خلية عمل للتعامل مع فريق بادين.. المملكة تئن من شظايا سنوات ترامب العجاف.. وفي 2021 لن يكون بمقدور عمان التمترس في المنطقة الرمادية

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/02 الساعة 17:56
مدار الساعة - لقمان إسكندر ثلاثة ملفات مالية وآخر سياسي، على طاولة "خلية العمل" التي تعمل الدولة على تشكيلها لإدارة الملفات السياسية والاقتصادية مع فريق الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن. خلية عمل لن يكون طريقها مفروشا بالورود، ففي طيات العلاقة مع فريق بايدن كثير من التعقيدات، خاصة وأن خلفية علاقة عمّان مع قادة مؤثرين في الحزب الديمقراطي، تجعل المملكة متوجسة من الغد، وما يمكن أن تؤول إليه الأمور؛ برغم أن السرد السياسي لأربع سنوات ماضية، بَعَثر خلالها الرئيس دونالد ترامب كل شيء، يقول العكس. أما الملف السياسي فهو: تخفيف الخسائر الناجمة عن الإدارة السابقة خصوصا في ملف القضية الفلسطينية، وإن كان من غير المرجح أن تتراجع الإدارة الامريكية الجديدة، عما نجح ترامب في اختراقه هنا. فيما الملفات المالية فهي طلب عمان من واشنطن الانخراط بالإعمار في العراق وسوريا، وإعادة النظر بملف المساعدات والمنح الخارجية والخليجية تجاه الأردن، وإعادة فتح ملف المساعدات بملف اللاجئين وخصوصا السوريين التي عانت منها البنية التحتية الأردنية، طيلة ١٠ أعوام. إن حاجة عمان إلى تحقيق اختراقات في الملفات الأربعة مصيرية. هنا، المملكة تريد أن تحيط نفسها بالأمل، لعل الإدارة الأمريكية الجديدة، تبدأ صفحة يقول فيها الطرفان: عفا الله عما سلف. إن التحدي الجوهري، بين يدي الأردن، هو في قدرته على تحديث خطابه الدولي، استجابة إلى المتغيرات الجوهرية التي انتجتها إدارة ترامب في الإقليم. من الخطأ إنكار أن رحم سنوات ترامب الأربع الماضية انتجت متغيرات سياسية حادة في الإقليم، تختلف عما كانت عليه الأمور قبل ترامب، وتحديدا في الساحة الفلسطينية التي تعتبرها عمان الجدار الاستنادي لخطابها السياسي. متغيرات جوهرية أعادت انتشار الأدوار في الإقليم، ما أدى إلى ظهور شروط عمل سياسي خارجي جديدة، وبالطبع إضافة إلى الفوضى الدولية التي انتجتها جائحة كورونا. ربما كثيرة هي المعطيات التي قد تستفيد منها المملكة في هذه اللحظة التاريخية، ومنها أن الانتخابات الأمريكية أسفرت عن شيء ما، يمكن أن يوصف بثلاث كلمات: الولايات المتحدة الجريحة، أما الخشية ففي أن يكون هذا الوصف سيفا ذا مرّين. على أية حال، لن تستطيع المملكة البقاء طويلا في المنطقة الرمادية أو المنزلة بين المنزلتين. في 2021م سيكون على عمان أن تختار، أو بالأحرى، أن تكشف عن اختيارها، وتباشر ترجمته على الأرض.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/02 الساعة 17:56