هدى زعاترة تكتب: احرق العلم وخذ خمسين ديناراً

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/02 الساعة 13:57

كتبت: هدى زعاترة

نعم بهذه الكلمات يوقف شخص المارة من الناس وهو يمسك بعلم احدى الدول العربية ويطلب منهم كنوع من التحدي ان يقوموا بإحراقه مقابل مبلغ من المال.

بعض الاشخاص يغضب لا يقبل بحرق العلم ويقوم بمحاولة ضرب المقدم، اما البعض الاخر فيقبلون التحدي" هم قلة لم يقبلوا، ولكن ممكن شخص واحد من جنسية ما مقابل مئة شخص رفضوا التحدي يقبل بحرق علم احدى الدول تشب حرب كاملة بين دولتين عربيتين"، لا اعلم كيفية تفكيرهم ولكن ممكن ان يقبل التحدي من باب انه فقير وبحاجة الى المبلغ المقدم مقابل احراقه العلم دون ان يكترث الى حجم المصيبة التي ستنتج عن قبوله هذا التحدي الذي لا يمت للدين ولا للعادات والتقاليد ولا للوحدة العربية والإسلامية بأي صلة، الا انه يعكس كمية جهل ورجعية مقدم المحتوى وعبوديته للمشاهدات وارباح اليوتيوب والشهرة.

في مثل هذا التحدي اود ان اوجه لصاحب الفكرة بعضاً من الاسئلة، ما المتعة من مشاهدتي لك تضرب من قبل شخص غضب من التحدي؟ او ما هي الفائدة التي سأكتسبها كمشاهد؟ انت كمقدم محتوى كهذا ماذا تستفيد؟ الشهرة والمشاهدات مقابل نشر الفتن والعنصرية؟ كم تبلغ نسبة مشاهداتك على اليوتيوب لتدفعك لهذا التحدي المشين؟

تحدٍ آخر يوقف المقدم المارة من الناس يوجه لهم اسئلة دون ان يأبه او يكترث الى كمية الفتنة والعنصرية التي ستعقب سؤاله، يكون السؤال، ما رأيك في اخراج اللاجئين السوريين من الاردن؟ أو ما رأيك في طرد العمال المصريين من عملهم وتوظيف الاردنيين بدلاً منهم؟

اسئلة توجه الى الناس تدس السم والكراهية بين الدول العربية، كل هذا بهدف جمع المشاهدات على اليوتيوب والبحث عن الشهرة، ام ان هؤلاء الاشخاص مرتزقة يأخذون المال مقابل نشر الفتن والكراهية والعنصرية بين الدول العربية؟

يجب استغلال هذه المواقع بأشياء افضل من كل هذا الهراء واستخدامها للاعلام افضل من نشر محتوى لا قيمة له، وعدم استغلال الوضع المادي الحرج للناس لنشر العنصرية والفتن، كلنا من آدم وآدم من تراب وكلنا اخوة مهما كان ديننا او من اي بلد كنا كلنا عرب، وعلم كل دولة عربية غالي بقيمته المعنوية لا المادية ولا لاستخدامه للتحديات واللعب، حفظ الله الأردن وكل الدول العربية من شر هذه الفتن ومن شر كل جاهل أكبر طموحاته حصد المشاهدات والشهرة.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/01/02 الساعة 13:57