أصعب الأعوام

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/31 الساعة 19:10

بقلم حسان عمر ملكاوي

ساعات قليلة ونودع بها عامًا استثنائيًا بكل المقاييس عاماً من أصعب الأعوام وأكثرها ألآم ومن أكبر الألم أننا ودعنا في هذا العام الراحلان الكبيران المغفور لهما بإذنه تعالى السلطان قابوس بن سعيد وأخاه صاحب السمو صباح الأحمد الصباح والله نسأل أن يجمعهما في عليين مع النبين والشهداء والصالحين لقد شكل رحيلهم خسارة للأمة والإنسانية وأوجع قلوب الملايين التي تألمت وأوجعها الفقدان فصدرت الآهات وذرفت الدموع

ولسان الحال يقول

أبكيك ما بكت الحمام هديلها

وأحن ما حنت إلى الأوكار

لما سكنت من التراب حديقة

فاضت عليك بالأنهار

نعم عام صعب جدًا وعن نفسي وأنا أبلغ من العمر ٤٤ عام مرت علي ثلاثة أعوام لا أنسى صعوبتها

منها عام قريب عانيت به من تعثر وأخفاق لا زلت أعيش آثاره

وعام ١٩٩٩ عندما رحل أغلى الرجال وحبيب الشعب والملايين الملك حسين بن طلال طيب الله ثراه وأسكنه فسيح الجنان

وهذا العام ٢٠٢٠ الذي قد يشاركني الكثير أنه الأكثر صعوبة منذ عشرات السنوات على المستوى العالمي نتيجة ما شهده من أحداث وآثار وكورونا سريع الإنتشار حيث تصدر الموقف والمشهد وأحدث الضجيج وأضعف الاقتصاديات سواء على مستوى الدول أو الأشخاص و فرض تحديات جسام وآثار أكثر إيلام

نعم كورونا انتشر كالصاروخ الذي لم تنفع معه كل المضادات ولا الردارات وتصدر المواقع والشاشات وعمل لمحاربته وتقليل آثاره الكثير من الخطط والسياسات وعانت الشعوب من آثار الوباء الصحية والاقتصادية حيث اضطرت العديد من الحكومات إلى فرض ضرائب أو تقليل امتيازات

ورغم انتهاء العام فالتقارير والدراسات لم تبشر بقرب انتهاء الوباء لا بل أنباء عن تمحوره وتطويره لنفسه ليعاود الهجوم بشكل أكثر شراشة وكأنه لم يكتفي ولم يقنع بما أحدث من أثار صحيه وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات إضافة إلى أنه غير في كثير من السلوكيات وعطل وألغىء بعض المظاهر الاجتماعية والأهم أنه أوقف طرق تأدية بعض الشعائر الدينية ومن الناحية الاقتصادية فقد ساهم بتراجع وأزمة اقتصادية سواء على مستوى الأفراد أو الدول ......الخ رغم كل ما سبق
فإننا نستقبل عامًا جديدًا أعتقد كما ذكرت في مقالات سابقة أن السباق الصحي والبيولوجي والأمن الغذائي وحماية المستهلك والبحث العلمي ستكون أهم عناصر السباق في قادم الأيام.

نعم ساعات وينقضي العام فهذا حال الأيام والأعوام تمضي بكل ما فيها من مشاعر الفرح والحزن والنجاح والإخفاق واللقاء والاشتياق

ولا أحد يعلم إن كان بالعمر بقية أم سيرحل مع العام سوية ولكننا مطالبين أن نعمل للآخرة كأننا نموت غدًا ونعمل للدنيا كأننا نعيش دهر ومن هنا يأتي الحث على الأمل والعمل والبعد عن التكاسل والإحباط وأن نستقبل العام الجديد متوكلين على الله أولًا ثم متفائلين ومحاولين تلافي سلبيات ما مضى عاملين على تعظيم الإيجابيات عازمين على تحقيق النجاحات متصالحين مع أنفسنا نابذين كل أسباب الفرقة والاختلاف متعاهدين على محاربة الإرهاب الفكري والمال السياسي والفساد والمفسدين رافعين شعار العمل لأنه ليس المهم للنفس البشرية الأماني أو التهاني فالأهم الاتعاظ والعمل والمصالحة مع النفس والمجتمع والأهم من ذلك الثقة أن الأمل بالله بأن القادم أفضل والله نسأل أن يرفع الوباء والبلاء وأن نرى عاماً قادماً مليء بالفرح والإنجاز خاليا من الحزن و الأوجاع والألم وأن تكون الأيام القادمة أيام النصر والفخار وتحرير الأراضي المقدسة وكل ما هو خير لوطني الأردن الحبيب ومعشوقتي سلطنة عمان الغالية وسائر الأمة العربية والإسلامية والبشرية .

وإن كان في العمر بقية يكن لحديثنا بقية

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/31 الساعة 19:10