ابن وطن

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/31 الساعة 01:19

أراحني السيد جمال الصرايرة بحديثه الدافئ عن المهندس شحادة أبو هديب, الذي خلف الصرايرة في رئاسة مجلس إدارة شركة البوتاس العربية, فهذه من الحالات النادرة التي يمدح فيها السلف من يخلفه في الموقع, ويؤكد ثقته بقدرته على النجاح بقيادة المؤسسة.

يزيد من قيمة شهادة الصرايرة بخليفته, أنها جرت في جلسة مغلقة, من فيها أقرب للصرايرة منهم للمهندس شحادة, لكن ذلك غير مستغرب من شخصية كالصرايرة, ففوق أنه برلماني متميز, ورجل دولة من طراز رفيع, نظيف اليد والفرج, فإنه رجل صوفي أخذ من الصوفية أجمل مافيها.

أما سر ثقة الصرايرة بخليفته فإنها تعود الى طبيعة المهندس شحادة الشخصية, فأول مزايا الرجل الهدوء والاتزان, وهذه صفة تمنع صاحبها من اتخاذ القرارات النزقة والمتسرعة, مثلما تمنعه من الاجراءات التي تأخذ طابع المناكفة والاساءة للآخر, وفوق ذلك فهو صاحب خبرة متنوعة, ارتقى فيها من ادنى درجات السلم الوظيفي الى ان صار وزيراً وعيناً, مثلما خدم في مختلف مناطق الاردن من عمان الى البترا الى البادية, مما زاد من عمق معرفته بالمجتمع الاردني, الذي هو واحد من نتاجه الذي تطور معه تطوراً طبيعياً, لذلك لم يسع من خلال كل المواقع التي شغلها الى خلع مجتمعه من سياقه التاريخي والثقافي, بل آمن بالتطور الطبيعي والتدريجي للمجتمع, وقبل ذلك بخدمة هذا المجتمع.

معرفة ابو هديب بالمجتمع الاردني واحتياجاته, هي ضمانة اساسية للحفاظ على روح المسؤولية الاجتماعية التي تميزت بها شركة البوتاس العربية في السنوات الاخيرة, فصار لها بصمة في كل محافظة من محافظات الوطن, مثلما صار لها أثر في كل قطاع من قطاعات المجتمع, فبنت مستشفيات ومراكز صحية, واشترت لاخرى اجهزة طبية, وبنت مدارس وجهزت اخرى, وبنت ملاعب وحدائق, ووزعت مساعدات مجزية لآلاف الاسر الفقيرة والمعوزة والعفيفة, فساهمت بذلك بالتخفيف من الاعباء عن كاهل الدولة, بالاضافة الى ما رفدت به خزينة الدولة الاردنية من اموال على شكل ضرائب ورسوم مباشرة وغير مباشرة.

عنصر آخر من عناصر الثقة, هي ان شركة البوتاس تعمل بروح مؤسسية راسخة ومتينة, وتضم خبرات متميزة كل في مجاله, سيكونون جميعاً في عون رئيس مجلس إدارتهم الجديد.

اردت من هذا التعليق على حديث الصرايرة وشهادته بخليفته, ان اقول اننا بحاجة الى هذه الروح من المسؤولية, فآفة الادارة العامة في بلدنا, أن الكثيرين ممن يتولون قيادة مؤسساتها, يعتقدون ان الدنيا تبدأ بهم وتنتهي بهم, لذلك يتنكرون لانجاز كل من سبقهم, فتفقد الدولة تراكم الانجاز, مثلما يضعون في طريق من يخلفهم الكثير من العثرات, على امل فشلهم, لعل هذا الفشل يعيدهم الى مواقعهم, وفي كلا الحالتين يكون الوطن هو الخاسر, وهي خسارة لا يسعى اليها ابناء الوطن, ومنهم جمال الصرايرة وشحادة ابو هديب.

Bilal.tall@yahoo.com

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/31 الساعة 01:19