مقام التعايش والتمرير

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/13 الساعة 01:19
المقام، له تعريفات متعددة حسب الموقع والمكانة، فهو في الموسيقى تسلسل النغمة وفي التعريف المجرد، موقع القدمين، وفي ( الفلسفة والتصوُّف ) حالات ثابتة ينالها السّالكُ بجهده الخاصّ أهمها التَّوبة والورع والزُّهد والفقر والصَّبر والتَّوكّل والرِّضا، وهكذا دواليك، ولان كثيرا منّا يطالب الآخر بمعرفة مقامه، ولأن الناس مقامات، فنحن الآن على موعد مع تفصيل جديد لمقامات الحياة على غرار المقام في الموسيقى، فهناك مقام التعايش وهناك مقام المقاومة ومقام الممانعة ومقام الرضى بالقليل وباقي اشكال المقامات التي يمكن ان نفتح قوسا ويضع الجميع مقامات حياته، لكن اكثر المقامات انتشارا وانتعاشا في تلك اللحظة، مقام التعايش والرضى وتمرير كل الاشياء، دون ضغينة ودون محاولة الخروج من المقام وعنه حتى لا يحدث النشاز في الحياة. في مقام التعايش بند علم الاجتماع ، تنفعل زوجتك وتغضب فتقوم انت بالاعتذار منها، لانك كنت سبب غضبها، لافعال حمقاء او شبه حمقاء ارتكبتها في لحظة احساس بالقوة او بعدم وصول اخبار هذه الافعال الى الزوجة، وذلك نصف الالتزام بهذا المقام، لان الالتزام الكامل هو ان تقوم انت بالاعتذار من زوجتك الغاضبة، حتى وإن كان غضبها ناجما عن خطأ ارتكبته هي بحقك، فاستدركت نفسها بالغضب لتمرير الخطأ، اعتذر فقط، حتى تستقيم الحياة وتمر الايام بما يشبه التواطؤ بين المكونات الاجتماعية لتمرير الحياة بدون انفعال يجلب الضغط والسكري وكل الامراض الدائمة العضوية في الجسد الآدمي، فمقام التعايش يتطلب عدم الالحاح في التفسير بل الانصياع للتبرير والعقل يا رعاك الله اداة طيّعة للتبرير. اما في مقام التعايش بند علم السياسة، فمن احكام هذا المقام ان تقبل كل قرارات الحكومة، دون مراجعة ودون مماحكة واسئلة من طراز لماذا ذلك، ولو فعلنا كذا لكان كذا، والاهم ان لا تعود بذاكرتك الى الوراء وتحاول ان تفسر اسباب الخلل السياسي، فليس غريبا ان نرى هنري كيسنجر وزير الخارجية في عهد نيكسون بجانب الرئيس ترامب، فنحن اسبق من ترامب في ذلك، بدليل ان مسؤولينا شهدوا الحرب العالمية الثانية وزاملوا رومل في معركة الصحراء، وليس من الحصافة ان تسأل عن اسباب تقاسم المواقع بين اعضاء الفريق الواحد وتداورهم علينا، فالظرف صعب ونريد ان نعيش بسلام فقط، ومتطلبات المقام اليوم قلة الاسئلة والرضى بالقليل والقناعة باليسير من مقومات الحياة، فنحن في عين العاصفة التي لم تهدأ منذ زمن التكوين. كذلك الامر في مقام التعايش بند علم الاقتصاد، فلا يجوز الاسئلة الحرجة، فالاسعار ترتفع عندنا رغم انخفاضها عالميا، والضرائب تتساقط مثل حبات البرد، والاموال القادمة تذهب في مصارفها التي لا نعلمها، ولكنهم قالوا كذلك وهم صادقون، نحن ندفع برضى الصابرين وبيقين المؤمنين، وذلك دورنا الذي نقبله دون اعتراض، لن نسأل عن الموارد والمنح والقروض، فتلك اسئلة ليس هذا مقامها، ولن نسأل عن التهرب الضريبي والرواتب العالية لهم والمتدنية لنا فالمهم ان يعيشوا هم براحة حتى يفكراو لنا جيدا، حتى لو كانت مخرجات التفكير مزيدا من الضرائب وزيادة في الاسعار، هم يعرفون المدعو برنت الذي لا نعرف لماذا هو بالتحديد، وهم يعرفون مؤشر نيكاي وجونز وباقي الاسماء الاعجمية ونحن بالكاد نعرف المدعو خلف وعقلة وغليص وهؤلاء للاسف غير مدرجين على القوائم العالمية. مقام التعايش الاجتماعي قادر على حل الازمات وتخفيف التوتر ودفن الاحتقان، فالمطلوب ان يلبس المواطن الاردني الطربوش الاحمر إياه ويسير في الشوارع مرددا ( آمان يا ربي آمان ) فيتراجع منسوب الغضب وتنزل مؤشرات الحرارة في جسده. الدستور
  • لب
  • لحظة
  • اخبار
  • تقبل
  • وزير
  • رئيس
  • نعي
  • اقتصاد
  • المنح
  • القروض
  • عالية
  • خرجا
  • اسماء
  • قوائم
  • الاردن
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/13 الساعة 01:19