التوتر الأمريكي الصيني أخطر أزمات 2020
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/29 الساعة 10:59
مدار الساعة - هيمن التوتر بين الولايات المتحدة والصين على أكبر الملفات العالمية الأخطر في العام 2020، وامتد تأثير هذا التوتر على كافة أنحاء العالم، وأثّر بشكل أو بآخر، على كل دولة في قارات العالم، من بحر الصين الجنوبي وهونغ كونغ إلى جنوب ووسط آسيا، مروراً بأفريقيا والبحر المتوسط والمحيط الأطلسي، وصولاً إلى قارة أمريكا اللاتينية.
أحرج التوتر الثنائي الأمريكي الصيني العديد من الدول، فأي بلد وقع عقوداً كبيرة مع بكين وجد نفسه تحت ضغوط من واشنطن. وانفجرت هذه الضغوط بشكل متزامن في كل الملفات، من الحرب التجارية إلى ملف شركة هواوي، ثم فيروس كورونا الذي أدخل العلاقات بين البلدين في طريق مواجهة محتملة عسكرياً طيلة العام الماضي. لكن الأمور باتت تتجه نحو التهدئة الإعلامية منذ هزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وفوز جو بايدن.
وشيئاً فشيئاً، توسّع واشنطن نظرتها الاستراتيجية لمحور الأمن العالمي، بعد أن كانت القارة الأوروبية محور هذه الاستراتيجية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، وباتت الآن تتطلع لتوسيع القيود على قوة جديدة، هي الصين، عبر ضمها للمعاهدات الاستراتيجية الثنائية بين واشنطن وموسكو.
هونغ كونغ
لم تنجح الضغوط الغربية على الصين في إثنائها عن المضي قدماً في خططها بشأن هونغ كونغ، وإنهاء مظاهر العنف في المستعمرة البريطانية السابقة التي كانت جزءاً من العالم الليبرالي في الشرق الأقصى حتى شهور قليلة ماضية.
لم تسفر الضغوط الأمريكية عن تراجع الصين أي خطوة نحو الوراء، كما لم تشهد التحركات الأمريكية خلال عام من التوتر في هونغ كونغ، مساندة أوروبية جادة. فقد نأت أوروبا بنفسها عن الموقف الأمريكي، واتخذت مساراً معتدلاً.
فيروس كورونا
منذ بداية تفشي الوباء، اتهم ترامب الصين بإخفاء حقائق أساسية عن الفيروس ساهم في تفشي الوباء في العالم. لكن الدعوة الأمريكية لحشد الدول ضد الصين بخصوص ملف كورونا لم يسفر عن ظهور أي تأييد لدعوة ترامب إلى محاسبة بكين.
بالنسبة إلى روري ميدكاف، رئيس كلية الأمن القومي بالجامعة الوطنية الأسترالية، فإن التنافس الاستراتيجي في المنطقة، يتمثل فيما إذا كان «اللاعبون الأوسط» بما في ذلك الهند، واستراليا، واليابان وأوروبا، على استعداد للمجازفة بالدفاع عن النظام الدولي - والتعاون معاً للقيام بذلك.
خطوات متضاربة
في المحصلة، أدت السياسات المترددة والخطوات المتضاربة للبيت الأبيض تجاه إعادة تموضع القوة العالمية العظمى، إلى افتقاد الولايات المتحدة سياسات هجومية ودفاعية معاً، وقامت بإخلاء ساحات للصين بنفسها، بدون حسابات استراتيجية، ذلك أن أمريكا أيضاً قد وقعت في المطب الذي شخّصه وزير العدل، وليام بار: «تفكر الصين لعقود وقرون، بينما نميل نحن للتركيز على تقرير أرباح الربع التالي».
لا فرصة
يرى العديد من المراقبين أن محاولات واشنطن إيقاف الصين، قد فاته الأوان، وفي هذه الحالة لا يبقى أمام واشنطن سوى ما اقترحه شين شيشون، وهو أحد كبار الباحثين بمعهد الصين للدراسات الدولية التابع لوزارة الخارجية الصينية: أن تعد الولايات المتحدة نفسها عقلياً لصعود نجم الصين.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/29 الساعة 10:59