اَلْمَالُ هُوَ اَلْشَيْطَانُ الأَكْبَرُ اَلْذَي يُدِيْر أُمُوْرَ اَلْعَالَمُ
خلق الله آدم في الجنة ومن ثم خلق له زوجه من ضِلْعِهِ الأيسر لتكون سكناً وطمأنينه له وجعل لهما عدواً وهو الشيطان (إبليس) ليمتحن إيمانهما. وعندما عصيا ربهما، أهبطهما اللهَ ّوأهبط معهما إبليس إلى الأرض. وإستمر العداء بين إبليس وذريته وذرية آدم وزوجه بعد أن سَنَّ بينهما وبين ذراريهما الزواج للتكاثر وليخلفوا الله في أرضه وليمتحن الله أيضاً إيمان ذراريهما من بعدهما إلى يوم القيامة.
وبدأ الصراع بين ذرية آدم وزوجه عندما إختلف هابيل وقابيل وكان الطمع والشجع وحب المال في نفس قابيل وقد حرك الشيطان كل ذلك في نفس وعقل قابيل. فعَزِّ علي قابيل أن يُقَدِمَ قرباناً لله من أفضل ما جنى من محصول قمحه (آثر حبه للمال ولمحصول القمح عن رضى الله الذي رزقه كل ذلك) ليفوز بالأخت الأجمل وطَوَّع له الشيطان قتل أخيه هابيل فقتله كما ذكرنا بشكل مفصل في مقالات لنا سابقه. وبعد ذلك طغى حب المال بشكل كبير على نفوس البشر وعقولهم (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (الفجر: 20)) لدرجة أنهم اصبحوا عبيداً للمال وبعد ذلك أصبح المال والبنون معاً أهم شيء في حياة الإنسان (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (الكهف: 46)). ولم يشعر الإنسان أن المال والبنون أصبحا فتنه له في الحياة الدنيا عن عبادة الله الذي رزقهم هذا المال والبنون (إنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (التغابن: 15))، وقد إلتهى الناس في الحصول على المال والتكاثر عن ذكر الله وشُكْرِهِ وعِبَاَدتِهِ وحَذَّرَهم الله بأن من يفعل ذلك سيخسر الدنيا والآخرة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (المنافقون: 9)). فأصبح كثيراً من بني آدم وبالخصوص هذه الأيام من أتباع الرسالات السماوية السابقة اليهودية والمسيحية ومن أتباع الديانة الإسلامية (وفق ترتيب النزول) يلهثون خلف جمع الأموال ويلتهون بل ويتناسون الصلاة وعبادة الرزَّاق وشكره. وقد هُجِرَت أماكن العبادة السيناجوجز والكنائس وحتى المساجد من المصلين، فأصبح الهم الوحيد لكثيراً جداً من الناس هو جمع الأموال بغض النظر عن الوسيلة المستخدمه في ذلك.
فمثلاً بعض أصحاب مصانع الأدوية لا يمنعهم أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني من الإتفاق مع أصحاب المختبرات البيولوجية (الجرثومية و/أو الفايروسية و/أو البكتيرية) على تصنيع بعض الجراثيم أو الفيروسات أو البكتيريا ونشرها بين الناس في العالم لنشر مرض معين أو أمراض معينه ليتاجروا فيما بعد في الأدوية المصنعة في مصانعهم لعلاج تلك الأمراض ويكسبون الأموال الطائلة.
وقد تمادى بعض أصحاب مصانع الأدوية في الإستمرار في نشر بعض الأمراض الجديدة بين الناس بين الفينة والأخرى ليستمروا في تصنيع الأدوية وبيعها في الأسعار التي يفرضونها على بلدان العالم عن طريق منظمة الصحة العالمية والتابعة للأمم المتحدة. وهكذا أصبح المال هو إله وهوى أولئك الناس (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (الجاثية: 23)). وكما تحدثت وتتحدث بعض التقارير على أن مرض الإيدز تم تصنيع الفيروس الخاص به ونشره بين شعوب العالم وكذلك فايروس أنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير، وكذلك السرطان بمختلف أنواعه، وغيرها من الأمراض، ويمنعون إعلان أي علاجات شافية منها لتستمر مصانعهم في البيع والمتاجرة في الأدوية. وقد تم تصنيع فايروس الكورونا كوفيد-19 ونشره بين شعوب الأرض في وقتنا الحاضر والمستقبل لأسباب عديدة وأهمها جَنْي الأموال من بيع كتَّات الفحص بالملايين ومن ثم جني الأموال من اللقاحات المختلفة التي صُنَّعت للوقاية من هذا الفايروس ولغايات أخرى. غير مكترثين هؤلاء الناس المتنفذين بعدد الوفيات وبعدد المصابين من الملايين من البشر والعدادات شَغَّالة لا تتوقف (الوفيات والإصابات ثم الوفاة بعد الإصابة إحدى الأهداف المخطط لها) وكم جنى الأطباء والمستشفيات من تقديم الخدمات للمصابين؟، وكم جنى مصنعين أجهزة التنفس الإصطناعي من أثمان الأجهزة؟ وكم جنى مصنعين مواد التنظيف والتعقيم والكمامات والقفازات من الملايين ... إلخ؟. فالمال هو المحرك أو بالأحرى هو إله الكثير من الناس في وقتنا الحاضر وسيكون في المستقبل كما أسلفنا. فهل سيصلح الله أصحاب القرار والمتنفذين في هذا العالم ليعودوا إلى الصراط المستقيم وسواء السبيل؟!.