لقب الدوري ليس للوحدات!

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/26 الساعة 16:23
/>كتب: عبدالحافظ الهروط
بداية، سأتقبل أي هجوم من أي شخص، مهما كانت قسوة الهجوم، لقناعتي الراسخة بأن من يكتب، عليه أن يتحمل الانتقاد، وردة الفعل.
إذ يبدو العنوان مستفزاً لنادي وأسرة وأنصار الوحدات، وغيرهم، وهذا ليس الهدف، مع أني مقلّ في الكتابة عن الرياضة الاردنية برمتها، منذ صارت رياضاتنا على الورق والردح على صفحات الفيسبوك!.
لتغضب ادارات أندية كرة القدم وادارة الاتحاد، ولتغضب الجماهير ويغضب الاعلام، وقد أنزلنا، كل لاعب منازل نجوم العالم، في الوقت الذي غاب الأداء عن الأرض الخضراء، وكأننا عدنا الى ساحات جرداء، المرمى حجار متقابلة على خط مائل، هنا، والمرمى المقابل هناك.
غاب الاداء كما غابت الجماهيرعن المدرجات والشوارع العامة، كما فعل وباء "كورونا" وفعل الحظر الشامل، فأي دوري، وأي بطولة، وأي بطل ووصيف؟!
منذ سنوات، والمستوى الفني للفرق في تدحرج الى أن صارهابطاً، وبكل ما تعنيه الكلمة من معنى، والبطولة يتناوب عليها الفيصلي والوحدات، والدوري بين فريقين، لا ثالث لهما، الا في عهد كورونا.
قد يقول قائل: هذا حال الدوريات في العالم، ولكن هذا لا يعني أن المستوى الفني لجميع الفرق، حال الفريق البطل والفريق الهابط كما هو عندنا، وعلى العكس بما هو عليه من قوة وتنافس في دوريات الدول الكبرى، وهنا لا اقصد المقارنة، فهي ظالمة، ولكن لماذا لا يكون الدوري الاردني قوياً، حتى وإن احتكر الوحدات او الفيصلي البطولات؟.
عودة الى العقود الماضية، وتحديداً عند صعود الوحدات والرمثا الى الدرجة الأولى (الممتازة)..فقد قلب فريق الأهلي الموازين رأساً على عقب، وهو الذي نجا من الهبوط، ففاز ببطولتي الدوري 77 و78، والغريب أن نظيره الرمثا الصاعد الجديد كان الطرف المقابل في النهائي للعام 78
وفي مطلع الثمانينيات حرّك الوحدات المياه الراكدة، وفاز بالدوري بعد أن قابل فريق الحسين بالنهائي، ولعل المشهد الذي ظهر به الكابتن جلال قنديل – رحمه الله – وهو "ينتع" الكاس من يدي الراحل الحسين –طيب الله ثراه- في لحظة تشوّق ولهفة لهذا اللقب، وهوالأول للنادي، هذا المشهد لم يغب عن ذاكرة الحضور المهيب رسمياً وجماهيرياً.
ظل الدوري الاردني يغلي على مرجل، طوال العقد، كان في بداياته الرمثا يصب الزيت على النار، ففاز مرتين، بفضل نجوم، لا تفرق بين حارس مرمى ومدافع وصانع ألعاب وهداف، قبل أن يغيب النادي غياباً لا يصدّق، يحفّه الهبوط بدل الصعود الى منصة التتويج.
عاد الفيصلي من جديد، و"أكل الأخضر واليابس"، بطلاً للدوري، ولبطولات استحدثها الإتحاد، وإن استعصى عليه "الدرع" قبل أن يتدرّع به بعد مواسم.
عقد لا يُنسى للفرق، وتبعه عقد التسعينيات، دوري وبطولات ملتهبة، فنياً وجماهيرياً .. نجوم نعرفهم بالإسم ومراكز العابهم ..عرفتهم الجماهيرفي الملاعب رغم التنافس الاعلامي الشديد بين الزملاء في نشر الأخبارالمثيرة الهادفة، وجمال الاسلوب والتعبير.
جل اللاعبين والمدربين من "أبناء البلد"، فلم تكن هناك استعانة بلاعب او مدرب، إن لم يصنع الفارق، وكان الانتماء للنادي أكثر من انتمائه للبيت، والمكافأة من النادي للفوز باللقب لم تتجاوز 125 ديناراً، على ذمة كابتن الوحدات خالد سليم، وهو حي يُرزق.
لا نلوم الاحتراف، بل نلوم أنفسنا، لأننا لم نتعامل به بما يناسب واقعنا المادي، وصرنا نطلق الألقاب على عواهنها.. كل اللاعبين نجوم، فاين هم في الفرق والدوريات العربية الكبيرة، وكم عددهم؟!
بطل الدوري لفريق لم يحصل على اللقب مرة واحدة او عاد من جديد، يبدو مهماً، ولكنه ليس جديداً على الوحدات الذي يدرك في قرارة نفسه، أنه ليس هذا الدوري الذي يعيد له نكهة الماضي وتشوّق المرحوم جلال قنديل ومن تبعه من رؤساء الفريق، إلا اذا كان "لقب كورونا" مجرد اضافة لقب الى سجل بطولاته، كانت فيها المباراة بـ"وزن بطولة".
  • تقبل
  • رياضة
  • الاردن
  • كورونا
  • الشامل
  • يعني
  • الرمثا
  • لب
  • لحظة
  • أخبار
  • مال
  • عبين
  • عربية
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/26 الساعة 16:23