جمانه الجلاد تكتب: نعم.. هي الموسيقى

كتبت: جمانه الجلاد في يوم شتاءٍ باردٍ و غائم مع رذاذ المطر الناعم ، قررت أن استمتع بسحر هذه الأجواء وانتقل بروحي إلى عالمٍ ثانٍ.. عالمٌ أجد فيه راحتي وأجمل ذكرياتي.. وبكل حبي لعمّاني الغربية لكنني اعتذر منكِ فأنا مسحورة بعراقة و عبق قاع المدينة.. ذهبت يومها مع إحدى صديقاتي إلى وسط البلد.. حيث الموسيقى في كل مكان موسيقى حياة الناس موسيقى الشوارع .. هذا يبيع الذرة المشوية و ذاك يحمص الفستق لتفوح رائحته الحنونه في المكان .. و آخرُ على بسطته ينادي ؛ فرّح ابنك بلعبة بدينار .. والثاني يقول؛ عندنا سحلب و شوربة عدس ساخنة ... و الآخر يبتسم و يقول ؛ لدينا أجمل العطور للجميلات.. وآخرٌ لديه أجمل الأثواب المطرزه التراثية .. و ذاك يقول ؛ تذوقي هذه الكلمنتينا عسل .. طيور في أقفاص .. ذهبٌ يلمع في ڤاترينات محلات الذهب .. ألوان الخضار على البسطة هي أجمل لوحة فنية تراها الأعين .. روائح المأكولات الشهية بكل أنواعها تناديك كأروع معزوفة موسيقيه ، من مطعم القدس و كنافة حبيبة وفلافل فؤاد وحمص هاشم .. كشك الثقافه الغني بكتب العالم تاريخه و حاضره ..دخلنا أحد المحلات و المكان يعبق بأجمل عطر في الوجود .. رائحة خبز محمص على صوبة كاز و طبق فيه زيتون بلادنا الأخضر، و كأنما حبات الزيتون كانت تنظر إلينا و لسان حالها يقول، من في جمالي في هذا الكون .. وكان صاحب المحل من الأصاله و طيبة أبناء البلد بحيث قدم لنا خبزة محمصة قائلاً ؛ تفضلوا من خبز بلادنا وزيتوننا.. ما أجمله و ما أطيب أكله.. نعم إنها وسط البلد بموسيقاها الرائعه .. موسيقى الشوارع هي أجمل معزوفة في الدنيا .. الموسيقى ليست آلات فقط .. إنها في كل مكان .. لكل شيء لحنه الخاص به.. كل ما حولنا تحكمه الموسيقى .. تجتمع كل المشاهد مع بعضها لتشكل تلك الاوركسترا الرائعه .. بقيادة المايسترو البارع .. " المحبة و التآلف " .. هذا النسيج المتناغم الذي يخيط أجمل ثوب مطرز بالطيبة و الناس الحلوة .. الموسيقى في كل زاوية حولنا .. و هي في عقولنا و قلوبنا .. أطلق لنفسك العنان و اتبع نغمات موسيقاك .. فهي صادقة و لن تخدعك أبداً ...