هدى زعاترة تكتب: يوم طالب جامعي بل يوم من الحياة

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/25 الساعة 22:27
كتبت: هدى زعاترة نعم يوم من الحياة، ان كل يوم يمر على الطالب الجامعي هو يوم من العمر الجميل، يوم يملاءه الطالب بالمعرفة الى جانب تعلمه كل يوم درس للحياة يستطيع بعد تخرجه من الجامعة ان يكون مؤهل ليس فقط لسوق العمل بل مؤهل لمواجهة صعوبات الحياة، حديثي في هذا المقال سيكون فقط عن طالب الجامعة الذي يذهب الى الجامعة طالبا للعلم، اما هؤلاء المستهترين الذين يذهبون الى الجامعة للتسلية فقط فلا علاقة لنا بهم والافضل ان لا يهتم بهم احد فأذا ما الشخص صنع لنفسه القيمة بعلمه واخلاقه لا يجدر بنا ان نصنع لهم قيمة ونتحدث عنهم. فطالب الجامعة هو طالب علم ومعرفة فأذا مات لا قدر الله وهو طالبا للعلم يعتبر شهيد ويؤجر في كل خطوة يخطوها نحو مستقبله لمنفعه نفسه واهله ووطنه وامته، مثله مثل الذاهب الى المسجد سيرا لما للتعليم من عظمة عند الله تعالى.فكما قال تعالى في سورة المجادلة " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " صدق الله العظيم. يستيقظ طالب الجامعة مع نسمات الفجر بعد ان يصلي الفجر يذهب ويصنع فنجان قهوته بحب التي كلما استنشق رائحتها الزكية زادته نشاط وتفائل، يمسك القرآن ليبدأ بترتيل آياته العطرة ثم يقرأ اذكار الصباح التي ستحصنه طيلة النهار بعد رعاية الله الى جانب دعوات امه التي تلتف حوله طوال اليوم لتحميه. يبدأ بتجهيز نفسه وارتداء ملابسه وكأنه ذاهب الى موعد غرامي مع فتاة احلامه ولكنه في الحقيقة ذاهب الى السير نحو مستقبل لطالما حلم ان يصل اليه فلن يصل لو ضل نائم في فراشه، يخرج من المنزل بعد طبع قبلة على جبين امه ويد ابيه. يستقل حافلة الجامعة او سيارته الخاصة وهو يستمع الى الاذاعة ليعرف ما يدور حوله من اخبار تارة، والى انغام المطربة فيروز التي لا يكتمل الصباح الا بسماع صوتها تارة أخرى، اما عن الطالب الذي يستقل المواصلات العامة فلن يختار ما يسمعه لان الشوفير يفرض على الركاب ما يستمعون فممكن ان يسمع الاغاني الوطنية وممكن ان يسمع (المجوز) اي اغاني الدبكات، وسينتظر الطالب الكثير من الوقت حتى يمتلئ الباص سيصل الى باب الجامعة ( ممردغ) اي تمرمط بالمسمى العامي، لكن لن يكترث بل سيزيده ذلك اصرارا لاكمال مشوار تفوقه حتى يتخرج ويشتغل ويشتري سيارته الخاصة. يبدأ محاضراته المحاضرة تلو الاخرى حتى يتعلم في كل محاضرة المعرفة والعلم ويتعلم من دكتور كل محاضرة درسا في الحياة. خلال يومه الدراسي يجلس مع زملاءه الذين يتعلم منهم أيضاً كما يتعلم من اساتذته ويمزح معهم ويقضي بعض من وقت التسلية معهم، وما اجمل ان يكون الطالب محبوب لدى مدرسيه وزملاءه وحتى عامل النظافة والحارس يكنون له الحب والاحترام والاجمل ان يكون صاحب ابتسامة وخلق وثقافة. ومن الجميل ان يخصص وقت للدخول الى المكتبة او المكان الذي اسميه مطار المعرفة، يسافر بين الكتب ليقع اختياره على احدها يجلس ويقرأه بكل هدوء مع سماع بعض الموسيقى الهادئة. ينتهي يومه الدراسي يذهب الى منزله يتناول وجبة الغداء مع العائلة، ثم يبدأ بحل واجباته وزيادة معرفته عن البحث عن المعلومات واجراء التقارير والابحاث المكلف بها والدراسة على الإمتحانات اول بأول حتى وان بدأت فترة الاختبارات يكون على اهبة الاستعداد لاي ظرف طارئ يمكن ان يواجهه. ثم عند المساء وهو الوقت المخصص للعائلة يجلس الى جانب والده ويتعلم منه بعض الحكم وهو يقص عليه بعض القصص القديمة التي كلها معرفة وتسلية، ثم يتحدث الى امه ويتبارك بها، يمازح اخوته ويحدثهم عن يومه ويحدثونه عن مواقف حدثت معهم، يخرج الى البلكونة او الى الشارع ليتمشى قليلاً لوحده يسرح في حياته ويفكر في مستقبله كوقت خاص به، والافضل ان يكون مسجل في نادي رياضي لما للرياضة من فوائد او يمارس هواياته الخاصة او يفعل شيء يحبه. يرجع الى منزله ويجلس على سريره يتلو بعضاً من الآيات واذكار المساء لتحصنه اثناء نومه، لينتهي يومه وهو قد عمل لدينه ودنياه، بعد ذلك يغمض عينيه وضميره مرتاح على امل ان يستيقظ في الصباح الباكر ليزيد على قاموس معرفته معلومات جديدة، ويضيف الى تقويم حياته تاريخ جديد من الانجاز يفخر به امام نفسه اولا ثم امام ابناءه او طلابه في المستقبل.
  • لب
  • تقبل
  • مجادل
  • اخبار
  • مال
  • ثقافة
  • معلومات
  • رياضة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/25 الساعة 22:27