يقولون إن الحرب على الأبواب.. مشهد الوعيد الأمريكي لإيران مكرر... الاستثناء في ضربة مقفي لترامب.. فهل يفعلها؟

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/24 الساعة 16:54

مدار الساعة - لقمان إسكندر - هل تفعلها واشنطن هذه المرة؟ لا يعتبر المشهد الحالي في الصراع الأمريكي الإيراني استثنائياً. فهو معاد بحذافيره: واشنطن تغتال شخصية إيرانية كبيرة، فترد ايران بقصف صاروخي حنون على السفارة الامريكية في بغداد، فتحمرّ عين أمريكا، تستدعي بعضا من أسلحتها الى المنطقة، ثم فجأة يعود الجميع الى منازلهم.

الاستثناء الوحيد المتوافر اليوم هو ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بيده "ضربة مقفي"، ويحلم لو انه يفعله كبطل امريكي قادم من الغرب الأمريكي.

على أية حال ليست المرة الأولى التي تدخل فيها ماكينة الحرب الهوليودية الأمريكية نقطة الحبكة المعقدة في فيلم الصراع الأمريكي الإيراني.

في كل مرة تكون الضربة الامريكية الموجعة قاب قوسين أو أدنى، ثم فجأة يعود الرشد للجميع، ويا دار ما دخلك شر، على أن هناك حالياً نقطة فارقة يمكن أن يبني عليها المرء توقعه بإمكانية تحويل التهديد الأمريكي الى فعل على الأرض، وهو أن الرئيس الأمريكي الذي يوشك أن يطرد من البيت الابيض طردا يرغب في "آكشن" يحرق فيه الأخضر واليابس. فعل يفعله؟

يبدو أن العصا الأمريكية ضد ايران لا تستهدف الضربة بقدر ما تستهدف تخويف العمائم السوداء. 

اليوم يشعر العالم بأنه على أعتاب ضربة أمريكية قاسية لإيران.. ينام الناس وفي ظنهم أن الافاقة على ضربة أمريكية قاسية للسان الإيراني الذي لا يكف عن التهديد والوعيد لواشنطن.

لا تنقصنا العناوين الصحافية الساخنة التي تشي أن الرئيس الذي صبغت الانتخابات الرئاسية حتى شعره بالرماد، بعد أن كان أشقرَ، يمكن أن يتهور ويفعله.

عموما لا ينقص ترامب التهور، ولا تنقصه المناسبة. فما الذي تنتظره المنطقة هذه الأيام؟ فعل كفعل باراك أوباما الذي قدّر وفكر، ثم حرّك البارجات وتوعد، ثم عاد الوعيد بردا وسلاما على طهران؟ أم ان نسخة ترامب هذه المرة ستكون مختلفة؟

"الهجوم على السفارة الأمريكية ببغداد يُغضب ترامب.. نشر صورة للصواريخ متوعداً فيها إيران".. "غواصة أمريكية تطفو على سطح الخليج، استعراض للقوة أم استعداد لضرب إيران؟".. "عاجل: بيان للقيادة المركزية الأمريكية عن أكبر هجوم على سفارة واشنطن في العراق. ومسؤول يكشف لCNN مدى احتمالية الرد بضربات عسكرية".

سوى ان كل هذا الوعيد سبق واختبرته المنطقة مرة بعد مرة، حتى ما صار المحللون يخجلون من النظر بجدية إليه، في بناء منظومة سيناريوهاتهم.

وبرغم تملص طهران اليوم من مسؤوليتها عن ضرب السفارة الامريكية في بغداد ردا على اغتيال واشنطن للعالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، الا ان القيادة المركزية الأمريكية، امس الأربعاء، قالت إن الهجوم الصاروخي الأخير على المنطقة الخضراء بالقرب من السفارة الأمريكية "تم تنفيذه بشكل شبه مؤكد من قبل مجموعة الميليشيا المارقة المدعومة من إيران". 

21 صاروخاً في هجوم وصف بأنه أكبر هجوم صاروخي على المنطقة الخضراء منذ 2010م. فهل سيجد ترامب بين دخان الهجوم الصاروخي الذي لم يصب أي أمريكيا كما اكدت القيادة المركزية الامريكية طاقة نجاة لفعل ما يشتهي ان يفعله، وفي هذا الوقت تحديداً؟

 

 

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/24 الساعة 16:54