الحياة في ظلال تيك توك: كيف يؤثر التطبيق الصيني على سلوكيات وأخلاق الأطفال؟
مدار الساعة - في شهر أبريل/نيسان من عام 2014 كان هناك تطبيق إلكتروني لإنشاء ونشر فيديوهات قصيرة على الهواتف المحمولة، بدأت الفكرة الأساسية للتطبيق تحت اسم Musicly وهو تطبيق صيني المنشأ عالمي التصدير، ولكن بعد ذلك تحول اسمه إلى تيك توك TikTok ابتداء من شهر سبتمبر/أيلول 2016 حيث من المفروض أن يقوم المستخدم بتمثيل حركات أغنية معينة وإعادة نشرها على التطبيق نفسه أو تقديم محتوى كوميدي أو تعليمي وغيرها.
تطبيق تيك توك
تطور التطبيق كثيراً من تلك الفترة إلى وقتنا الحالي، إذ أصبح يُعرض عليه محتوى جديد ومتنوع في ظل الانتشار الواسع للتطبيق في مجتمعاتنا العربية، وبات منصة لكل مستخدم يريد نشر رسالته أو فكرته أو فنه بأي طريقة كانت.
هل التطبيق بحاجة إلى اشتراك؟
لست بحاجة للاشتراك في حال أردت مشاهدة ومتابعة الفيديوهات في البرنامج، وليس حتى التسجيل في التطبيق، فما أن تقوم بتحميل التطبيق ليبدأ في عرض فيديوهات بوقت أقصاه دقيقة واحدة، ويمكن البدء بتقليب الفيديوهات واحداً تلو الآخر، وحالياً ما يمكنك مشاهدته الكثير، أقل ما يمكنك مشاهدته هو إعادة تمثيل الأغاني وهي الفكرة الأساسية للتطبيق.
هل هناك تحديد للعمر في التطبيق؟
نعم يوجد فالتطبيق كما كتب عليه صانعوه أنه لعمر فوق 12 سنة، ولكن هل نحن نلتزم بهكذا ضوابط؟ كما هي عادة مواقع السوشيال ميديا فهناك ضابط للعمر، ولكن نتغافل عنه نحن أحياناً لجهلنا المطلق بمضارها فتجد الأم والأب يمنحان ابنهما قُبلة الحياة -الهاتف المحمول- ليتسلى بوقته ويتنقل بين الألعاب والتطبيقات والفيديوهات مع العلم أن صانعي الهواتف المحمولة ومبرمجي تطبيقات السوشيال ميديا قد حددوا العمر بالأقل 12 عاماً كتطبيق تيك توك أو 13 عاماً كما حدده فيسبوك. ولكن نحن نتجاوز جميع التحذيرات ونعطي ابننا قبلة الحياة والتي ستتحول لاحقاً إلى قُبلة مسمومة تجعلنا نبتعد كثيراً عن أبنائنا وندخل في صراع مع المجهول.
الحياة في ظلال التطبيق.. للأطفال خصوصاً
في تطبيق تيك توك سيتعلم الطفل كل الشتائم الرائجة في المجتمع بشكل سريع جداً ودون الحاجة لأن يسمعها مباشرة بنفسه في الشارع أو المدرسة أو البيئة المحيطة، وستصله مع تمثيل كامل وصوت واضح عبر تطبيق تيك توك.
سيبدأ بتعلم الكلام البذيء السيئ وخصوصاً من أولئك المرضى الذي يعبرون دون حياء أو ضوابط مجتمعية عن مشاعرهم وضيقهم باللغة العامية بمرادفات خادشة للحياء، ويسمع الطفل كلمات جديدة بمحتويات قذرة وتشكيلة وتنويعة كبيرة تفيده في مشاكله القادمة.
سيشاهد الطفل تفاصيل جسم المرأة كما لم يشاهده سابقاً، حيث إن بعض الناشرات يقمن بعملية تجميل كاملة وارتداء ثياب فاضحة قبل تصوير الفيديو ليحصلن على مشاهدات أكبر وأكبر، وتساعد المرأة على تسليع نفسها بكل الطرق.
التعرف على طبقة مهمَّشة من المجتمع من المتحولين والراقصين والراقصات والفنانين والفنانات الذين لم يسبق لهم الظهور على شاشة التلفاز، حيث سيعيش الطفل هموم مجتمع المتحولين مثلاً وما ينشرونه من قصصهم ونكاتهم ورقصاتهم وحركاتهم، وكأنه نداء خفي للبعض ليكون مثلهم.
هل هناك سياسات للنشر في التطبيق؟
نعم توجد سياسة تمنع الإباحية، ولكن مفهوم الإباحية لصناع تطبيق تيك توك تعني فقط ظهور الأعضاء التناسلية بشكل واضح وصريح، أي يمكن نشر فيديو مع إخفاء أو عمل ضباب على المنطقة المعنية وهذا مسموح، مما يعني أن طفلك يمكنه أن يشاهد فتاة تستعرض جسدها وهي ترتدي البكيني بشكل كامل وكل الحركات والإيماءات دون أي مانع من التطبيق نفسه.
هل التطبيق خطير على الأطفال؟
نعم وبشكل كبير جداً، إذ إن الأطفال المستخدمين للتطبيق هذه الأيام متميزون بمعلومات وثقافة شوارع هم بحاجة إلى 10 سنوات على الأقل لتعلمها، للأسف حاورت أطفالاً بعمر 12 سنة يستخدمون كلمات إباحية مثل "سحاقيات، لوطيون، وشتائم وكلمات بذيئة" لم نكن نعلم معناها إلا حين وصلنا لمرحلة الجامعة وربما بعد ذلك.
هل هناك فائدة من التطبيق؟
نعم ويحاول بعض من الغيورين على دينهم وثقافتهم والمثقفين والمعلمين وغيرهم نشر محتوى مفيد ومميز من دروس تعليمية وخصوصاً للغات، ومعلومات مفيدة وقيمة.
هل يمكن ضبط إعدادات التطبيق بحيث يعرض فقط المحتوى الجيد ولا يعرض غير الجيد؟
حتى الآن لا يمكنك ذلك، وبالتالي فإن أكثر فيديو مشاهدة في المنطقة المحيطة بك سيظهر تلقائياً بين الفيديوهات التي تتصفحها، وللأسف أكثر من يتميز من الفيديوهات هي ما تحتوي على السلعة الرائجة أكثر وهي الأنثى.
هل التطبيق آمِن لمن هم أكبر من 12 عاماً؟
طبعاً لا، هو آمِن فقط لمن وصل إلى مرحلة التمييز بين الخطأ والصواب، ومن هو قادر على التعامل بشكل مختلف مع كل فيديو يظهر أمامه، فهل تستطيع؟ أو يستطيع ابنك او ابنتك؟
أدعو كل الآباء والأمهات وكل المسؤولين التربويين بتحميل التطبيق على هواتفهم لمدة 10 أيام، ودون التسجيل فيه ليشاهدوا ما يعرضه على مدار 10 أيام ومن ثم قرروا وأخبروني بالنتيجة.
عربي بوست - محمد خلوف