مهندسة أردنية أفضل سيدة ريادة أعمال للعام 2020
مدار الساعة - أيمن فضيلات - سخرت نفسها لتعليم وتدريب الأطفال والشباب على التكنولوجيا، همها صناعة جيل مبدع وريادي تكنولوجيا يسبق عمره بـ10 سنوات قادمة، فالتكنولوجيا -برأيها- باتت لغة العالم ومستقبل العمل والوظائف، حتى أنها تتحكم بسياسات واقتصاديات الدول والشركات العالمية، خاصة أمن المعلومات.
المهندسة الكهربائية الأردنية أفنان علي آمنت ومنذ 10 أعوام بأن التكنولوجيا وقطاعاتها المختلفة من برمجة وروبوت وذكاء اصطناعي، هي مستقبل العالم، ولذلك يتوجب على طلبتنا الاستعداد، خاصة أن هناك فجوة كبيرة ما بين أنظمتنا التعليمية في المدارس والجامعات، والمستقبل الذي ينتظر الأطفال والشباب في المراحل المدرسية المختلفة، فالنظام التعليمي في الدول العربية يفتقر للتدريب التكنولوجي، تقول أفنان للجزيرة نت.
إيمانها بهذه الفكرة دفعها لقيادة أكاديمية يوريكا لتعليم التكنولوجيا، بدأت من خلالها وبمساعدة فريق من الرياديين بتحقيق حلمها لمساعدة الأطفال من تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و16 سنة خطوة بخطوة، حتى يصبحوا رياديين في المجالات التكنولوجية قبل وصولهم للجامعات، وعلى مدى السنوات العشر الماضية تمكنت من تقديم التدريب التكنولوجي لـ5 آلاف طفل وشاب.
ونظير جهدها وتعبها، حصلت أفنان ومشروع يوريكا على جائزة أفضل سيدة ريادة أعمال للعام 2020، التي تنظمها منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، بعدما تنافست مع سيدات من ٣٩ دولة حول العالم.
العبقري الصغير
تكمن أهمية التعليم التكنولوجي -وفق حديث أفنان للجزيرة نت- في أن الوظائف العشر المطلوبة عالميا تتمحور حول التكنولوجيا، مثل الذكاء الصناعي وأمن المعلومات والبرمجة وغيرها، و"للأسف نعاني من فجوة ما بين أنظمتنا التعليمية، والمستقبل الذي ينتظر الشباب في المراحل القادمة، وذلك يوجب علينا إدخال التكنولوجيا لمناهجنا الدراسية بحيث تصبح جزءا منها، حتى تكون الوظائف متاحة لهم مستقبلا".
لكن لماذا التعليم التكنولوجي للأطفال في عمر صغير؟ تجيب أفنان قائلة "الدراسات تشير إلى أن الإنسان حتى يكون عبقريا بمجال معين يجب أن يعطى 10 سنوات أو 10 آلاف ساعة تدريبية في المجال التكنولوجي الذي يريد أن يبدع فيه، فالمبرمج العبقري لا يبدأ تعليمه في أول سنة جامعية، لذلك إذا بدأنا بالتدريب التكنولوجي بعمر 10 سنوات أو أقل، فسيصل الشاب للجامعة عبقري بالتخصص التكنولوجي الذي يحبه.
جيش من التكنولوجيين
أكاديمية يوريكا حظيت بزيارة تحفيزية من قبل الملكة رانيا العبد الله، وتتمحور رؤية الأكاديمية بأن يسبق الجيل عمره بـ10 سنوات، حتى يكون قادرا على إنتاج التكنولوجيا ومبدعا بعمر صغير، فنحن بحاجة لجيش من التكنولوجيين في المستقبل لتحقيق أمن المعلومات وحمايتها، خاصة أن أي خلل بأمن المعلومات سيؤثر على اقتصاديات الدول، وفقا لأفنان.
وترى أن التعليم التكنولوجي له آثار إيجابية على المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها، وأي حرب قادمة ستكون تكنولوجية ومعلوماتية، وليست حربا على الموارد مثل حروب النفط أو غيرها، فالتعليم التكنولوجي لم يعد رفاهية وترفا، بل هو ضرورة حتمية حتى يكون لدينا جيل قادر على مواكبة تطورات العصر الحالي.
منصة تكنولوجية بالعربي
تطمح الأكاديمية لتقديم التدريب التكنولوجي لمليون طفل عربي حتى يصبحوا مبدعين ومبتكرين في السنوات العشر القادمة، وهذه الرؤية ستتحقق إذا ما انضمت جامعات لمشروع يوريكا، وهذا ما تعمل عليه من خلال توقيع الاتفاقيات مع الجامعات والمدارس الخاصة والحكومية.
وتوفر منصة "يوريكا تيك" (Eurekatech) التدريب التكنولوجي في 6 مجالات، هي الروبوتيكس والإلكترونيات وبرمجة الألعاب الإلكترونية والبرمجة وريادة الأعمال التكنولوجية، إضافة لمواضيع متقدمة في أمن المعلومات والذكاء الاصطناعي والطاقة البديلة وغيرها من المجالات.
فأي طفل عمره بين 10 و12 عاما ويحب أن يتخصص في البرمجة مثلا أو "الروبوتيكس Robotics" (علم الروبوت) فسيجد على المنصة كورسات متتابعة وبعدة مستويات، بحيث يصبح محترفا ورياديا في المجال الذي تخصص به، وهي أول منصة تعلم التكنولوجيا باللغة العربية تستهدف الطفل والشاب العربي.
مركز تطوير الأعمال
أفنان هي إحدى خريجات برامج ريادة الأعمال في مركز تطوير الأعمال الأردني (BDC)، الذي يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية لدعم الشباب وريادة الأعمال، مع التركيز على دعم السيدات، حيث تشكل نسبة السيدات 50% من المستفيدات من تلك البرامج.
المدير التنفيذي للمركز نايف استيتية قال للجزيرة نت إن المركز حقق مئات فرص التشغيل والتشغيل الذاتي للشباب والسيدات العاطلين عن العمل، ويعمل على تحفيز السيدات بإدماجهن في فرص عمل غير تقليدية مثل اللحام والصيانة المنزلية وغيرها، وخلال جائحة كورونا أسهم المركز بمساعدة 100 سيدة للبدء بمشاريع ريادية.
المصدر : الجزيرة