متحديةً كورونا.. قطر تودع 2020 بإنجازات وبطولات وملاعب مونديالية

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/22 الساعة 15:24
مدار الساعة - يوشك عام 2020 على طي آخر صفحاته التي كان عنوانها الرئيس أزمة فيروس كورونا المستجد وتداعياتها التي أجبرت العالم على التعايش مع الوباء وفق نمط وإجراءات جديدة؛ وهو ما أثر على مختلف مناحي الحياة. وعلى الرغم من تقلص الفعاليات والأحداث إلى حدها الأدنى؛ فإن دولة قطر حافظت على رصيدها الزاخر المليء بالإنجازات الرياضية في 2020، لتؤكد أنها أصبحت قِبلة وعاصمة حقيقية للرياضة في مختلف الألعاب والرياضات. وتعددت إنجازات الدولة الخليجية؛ إذ قطعت شوطاً كبيراً نحو إتمام مشاريع مونديالها، المقررة إقامته شتاء عام 2022، علاوة على تصدُّرها للمشهد الآسيوي باحتضانها كبرى مسابقات الاتحاد القاري لكرة القدم عندما اعتذر الجميع وفضَّل الانطواء على نفسه؛ خشية الفيروس التاجي، لتردَّ القارة الصفراء الجميل للدوحة وتمنحها حق تنظيم أكبر حدث رياضي فيها بعد 10 أعوام، بفارق واضح من الأصوات. مشاريع المونديال البداية مع مونديال قطر، حيث كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم، منتصف يونيو 2020، عن جدول مباريات النسخة المونديالية المقبلة، والذي تضمن إقامة 4 مباريات في اليوم الواحد، لأول مرة بتاريخ نهائيات كأس العالم. وحمل الجدول مفاجأة من العيار الثقيل بإسناد المباراة الافتتاحية إلى استاد البيت بمدينة الخور، فيما يحتضن استاد "خليفة الدولي" المباراة الترتيبية لتحديد صاحبي المركزين الثالث والرابع، على أن يقام النهائي في استاد لوسيل الأكبر بـ80 ألف متفرج. بدورها رفعت اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية، وهي الجهة المسؤولة عن توفير البنية التحتية والخطط التشغيلية اللازمة لاستضافة مونديال 2022، شعار التحدي بوجه الفيروس التاجي؛ بعدما قررت المضي قدماً في إكمال مشاريعها مع اتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير الوقائية، للحفاظ على صحة عمال المنشآت وعدم المجازفة بالمرضى منهم. وفي 20 نوفمبر 2020، قالت "المشاريع والإرث"، في بيان رسمي بمناسبة تبقّي عامين فقط على انطلاق صفارة البداية المونديالية: إن "البنية التحتية للبطولة اكتملت بنسبة 90%". وكانت الدولة الخليجية قد أوفت بوعودها التي قطعتها للأسرة الكروية الدولية عندما افتتحت استاد "المدينة التعليمية" افتراضياً وعبر حملة رقمية متزامنة، منتصف يونيو الماضي، وذلك تكريماً وعرفاناً للكوادر الصحية والطبية التي تولت مهمة مجابهة الفيروس التاجي. وتبلغ سعة الاستاد، الذي يقع في قلب مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، 40 ألف متفرج، ومن المقرر أن يحتضن 8 مباريات مونديالية؛ 6 منها بالدور الأول، إضافة إلى مواجهة في دور الـ16 ومثلها في دور الثمانية. واحتفالاً بيومها الوطني، الذي يصادف الـ18 من ديسمبر، دشنت قطر بحضور أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورؤساء الفيفا والاتحادين الأوروبي والآسيوي، استاد "أحمد بن علي"، كرابع ملاعب المونديال، على هامش نهائي كأس أمير قطر، بحضور جماهيري غفير. وتبلغ السعة الجماهيرية للاستاد، الذي يستوحى تصميمه من الكثبان الرملية، 40 ألف متفرج، ومن المقرر أن يحتضن 7 مباريات مونديالية، 6 بالدور الأول إضافة لمواجهة في الدور ثمن النهائي. كما فرغت الدولة الخليجية من استاد البيت، ثاني أكبر ملاعب مونديالها بـ60 ألفاً، حيث يتبقى فقط الإعلان عن جاهزيته رسمياً، وسط توقعات بإمكانية افتتاحه في بطولة كأس العالم للأندية التي تحتضنها قطر في الفترة ما بين الأول والـ11 من فبراير 2021. ومع إكمال العمل نهائياً في 5 ملاعب مونديالية، تؤكد الدوحة أنها ستنتهي من الملاعب الثلاثة المبتقية وهي: "لوسيل، والثمامة، وراس أبو عبود"، قبل عام من بداية "العرس الكروي الكبير". أزمة كورونا مع ازدياد انتشار فيروس كورونا، ارتأت الدوحة تعليق نشاطها الرياضي بقرار من لجنتها الأولمبية، في منتصف مارس الماضي؛ لكنها كانت السباقة خليجياً في استئنافه بعد التوقف الإجباري الذي طال معظم مسابقات العالم رياضياً، ولكن أمام مدرجات فارغة. وبالفعل استأنفت الدولة الخليجية نشاطها الرياضي بعودة الدوري المحلي لكرة القدم للدوران من جديد، خلال الفترة ما بين 24 يوليو و26 أغسطس الماضيين، حيث تُوّج الدحيل باللقب للمرة السابعة في تاريخه، فيما لا يزال السد الأكثر تتويجاً بـ14 لقباً. وأنقذ السد بقيادة مدربه الإسباني الشاب تشافي هيرنانديز، موسمه بالتتويج بكأس أمير البلاد، التي تُعرف بـ"أغلى الكؤوس"، بعد فوزه على "العربي" في المباراة النهائية التي احتضنها استاد "أحمد بن علي"، قبل أيام. واللافت أن المباراة الختامية أقيمت بوجود أكثر من 20 ألف متفرج في أكبر حضور جماهيري بالمنطقة منذ بدء جائحة كورونا، ولكن بعد تطبيق سلسلة من التدابير كفحوصات وتباعد، في مؤشر على عودة المشجعين تدريجياً إلى الملاعب، بعدما أخذت قطر الأسبقية وقدمت "درساً قد يدفع دولاً أخرى إلى السير على خطاها". وفي حالة هي الأولى من نوعها، وجه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، في 9 ديسمبر 2020، دعوة إلى نظيره القطري من أجل مشاركة منتخب بلاده في التصفيات القارية المؤهلة لكأس العالم 2022. وقال الاتحاد القطري للعبة، إن "العنابي" سيشارك ضمن المجموعة الأولى التي تضم منتخبات البرتغال وصربيا وأيرلندا ولوكسمبورغ وأذربيجان، ولكن نتائج مبارياته "لن تُحتسب"، بحكم أنه سيشارك في البطولة بغض النظر عن المركز الذي يحتله.
آسياد 2030 أما على صعيد البطولات الجديدة التي أضافتها قطر إلى خزائن تنظيمها، فقد ظفرت الدوحة بشرف تنظيم دورة الألعاب الآسيوية، نسخة 2030؛ إثر فوزها بتصويت الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي، على حساب العاصمة السعودية الرياض. ونالت العاصمة القطرية 27 صوتاً مقابل 10 أصوات لمنافِستها، في حين امتنع ثمانية أعضاء عن التصويت الذي جرى بالعاصمة العُمانية مسقط، في الـ16 من ديسمبر 2020، في تأكيد لقوة الملف القطري، الذي استند إلى البنية التحتية المتطورة، التي تضم منشآت ومرافق رياضية على أعلى مستوى. وهذه هي المرة الثانية في تاريخ الدوحة التي تحتضن فيها أكبر حدث بالقارة الصفراء بعد نسخة 2006، فيما ذهبت نسخة 2034 إلى الرياض كإجراءٍ توافَق عليه أعضاء الأولمبي الآسيوي بمنح الدولة الخاسرة في تصويت نسخة 2030، حق تنظيم النسخة الموالية. وعلى هامش نهائي كأس أمير قطر، كشف الاتحاد القطري لكرة القدم عن شعار ملفه لتنظيم كأس أمم آسيا 2027، بعد أيام من تقديمه الملف رسمياً في العاصمة الماليزية كوالالمبور. ويتجدد التنافس القطري السعودي وهذه المرة لتنظيم أكبر بطولة كروية على مستوى منتخبات كرة القدم في آسيا، ولكن بوجود دول أخرى تُمني النفس باستضافة المسابقة، وهنا يدور الحديث حول إيران والهند وأوزبكستان.
بطولات أخرى وإلى جانب ذلك، أقيم نهائي كأس السوبر الأفريقي بين ناديَي الترجي التونسي والزمالك المصري على ملعب "ثاني بن جاسم" بالعاصمة الدوحة، منتصف فبراير الماضي، حيث تُوّج الأخير بالفوز (3-1)؛ لينتزع بطل كأس الاتحاد اللقب القاري من بطل دوري الأبطال. كما أنقذت قطر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عندما قبلت استضافة مباريات دوري أبطال آسيا للقسمين الغربي والشرقي على مدار 3 أشهر، وفق إجراءات احترازية ووقائية تكللت بإقامة النهائي القاري على استاد "الجنوب" المونديالي في 19 ديسمبر 2020. وتُوّج "أولسان هيونداي" الكوري الجنوبي بلقب البطولة الآسيوية للمرة الثانية في تاريخه، بعدما تغلب على بيرسبوليس الإيراني؛ ليضمن الأول مشاركته في مونديال الأندية، الذي تحتضنه قطر أيضاً. وفي 25 يونيو 2020، أعلنت قطر والفيفا تنظيم بطولة دولية للمنتخبات العربية في الدوحة أطلق عليها "كأس العرب" المونديالية، ومن المقرر إقامتها بين الأول والـ18 من ديسمبر من العام المقبل؛ أي في الفترة نفسها تقريباً التي سيقام فيها مونديال قطر بعدها بعام. وقال رئيس الاتحاد الدولي للعبة جياني إنفانتينو، إن البطولة تعرف مشاركة 22 منتخباً عربياً منهم 12 يتبعون للقارة الآسيوية و10 منتخبات للقارة الأفريقية، مشيراً إلى أن 32 مباراة ستقام في غالبية استادات المونديال على مدى 18 يوماً.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/22 الساعة 15:24