الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/19 الساعة 16:16
أغلبية نفوس البشر أمارة بالسوء إلا ما رحم الله (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (يوسف: 53)). وشياطين الإنس قبل الجن يلعبون دوراً كبيراً في إغواء الناس (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام: 112)). فبعض الميسورين إمتنعوا عن إلحاق المن والأذى بالمحتاجين بعد نزول الآية 262 من سورة البقرة إلا إنهم أخذوا ينفقون أموالهم بالنهار حتى يرى الناس (شوفوني يا ناس انا بتصدق وبنفق على المحتاجين) وبالعلن دون أن يذكروا أسماء حتى يعلمون الناس بذلك. إلا أن الله سبحانه وتعالى خلق عباده وهو ادرى بنواياهم وما تخفي صدورهم وبإفعالهم فأنزل الله لهؤلاء المنفقين آية توضح لهم أفضلية الإنفاق وهو بالليل قبل النهار لأن الليل أستر للمحتاجين ولكن لم ينه الله عن الإنفاق بالنهار حتى لا يمنع الإنفاق عن المحتاجين. وأوضح الله لهم أيضا أن الإنفاق بالسر أفضل من العلن حفاظا على أحاسيس وشعور المحتاجين. ولم ينه الله عن الإنفاق بالعلن حتى لا يمنع المحتاجين من الإنفاق في نفس الآية (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 274)). وكإن الله يقول للناس مراقبتي لكم دائمة وأعلم ما تسرون وما تعلنون (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد: 4)).
    مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/19 الساعة 16:16