ذوقان عبيدات يكتب: مؤسسات جادة.. تعليم المرأة
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/19 الساعة 14:41
كتب الدكتور ذوقان عبيدات
في ندوة بدأت أمس الجمعة، وتستمر على مدى ثلاثة أيام على تطبيق الزوم، قامت المؤسسة العربية للتعليم للجميع بفرعيها : الأردني المسمى الشبكة العربية للتربية المدنية، والفلسطيني المسمى مركز إبداع المعلم . تناولت الجلسة الافتتاحية كلمات متنوعة عن تعليم المرأة قدمها مختصون من منظمات عربية ودولية ، ثم جلسة علمية لخبراء من دول عربية مختلفة. ما يهمني غيرالتنظيم النسوي للندوة، والإخلاص للقضية الذي أبدته المسؤولات عنها، ما يهمني هو ما كشفت عنه الندوة منذ يومها الأول:
1. ما زال موضوع التربية يحتل أولوية لدى خبراء الدول العربية، وما زال موضوع المرأة بأبعاده : الجندرية والكمية والنوعية الشغل الشاغل لمؤسسات نسوية ومؤسسات تربوية.
2. اتضحت المشاركة العربية الواسعة حيث شاهدنا مداخلات لنساء ورجال من الصومال وتونس ومصر والعراق ولبنان والأردن وفلسطين مما يعكس أهمية موضوع المرأة في التعليم بشكل عام وفي المناهج المدرسية بشكل خاص.
هذا من حيث الشكل، أما المضمون فقد كشفت الندوة عن أبعاد مهمة جدا لعل في مقدمتها ما يأتي:
- إن أوضاع المرأة في جميع الدول العربية وأنظمتها التعلمية متشابهة، فهي تعاني تحيزات جندرية لصالح الذكور، من حيث الكم ووجود المرأة لا يعادل واحد على خمس من وجود الرجل . وصور المرأة في الكتب نادرة. وتقدم المرأة بلباس محجب حتى في منزلها . بينما يحتل الذكور مكان الصدارة من حيث الكم والدور وربما الأناقة.
- هناك رغبات جادة لإلغاء التحيز الجندري ، ولكن هذه الرغبات لم تتبلور بشكل حركات فاعلة في مجتمعها. فبعض الحركات النسوية لم تبذل أي جهد للتأثير على القرار التربوي، بل إنها لا تعرف ما الجهة التي تعد المناهج في مجتمعها.
- تطالب ندوة المرأة في مناهج التعليم بأن تكون أوضاع المرأة في المناهج على النحو الآتي:
- العدالة والمساواة والفرص المتكافئة .
- المرأة إنسان كامل مستقل فهي امرأة بذاتها وليست أخت الرجل وبنت الرجل وزوجة الرجل . فالمرأة مستقلة وليست مضافة إلى أحد!.
- تخليص المناهج من اللغة الجندرية المتحيزة التي تخاطب الذكور وتلغي أي وجود للإناث . وفي هذا المجال يمكن استخدام فعل المضارع لاستواء التذكير والتأنيث فيه. إن الفعل الماضي يميز بتاء التأنيث وفعل الأمر يميز بنون النسوة أو الياء ، بينما فعل المضارع يخاطب الجنسين بنفس الكلمة.
وتحدثت الندوة عن أسباب اللغة الجندرية المتحيزة ، بأنها عوامل ابتدعها الإسلام السياسي مدعوما بالسلطة التي تخضع له ، ولا ندري هل هذا الخضوع عشق أم خوف؟ مع أن النتيجة واحدة ، فالعوامل الاجتماعية والسياسية والدينية لا تحمل خيرا كثيرا للمرأة.
حذر الخبير الأردني المشارك في الندوة بأن هناك استراتيجيات حديثة اكتشفها الرجال لتهميش دور المرأة ، بينما فاته الإشادة بدور وحدة النوع الاجتماعي الرائد الذي تديره وحدة النوع الاجتماعي في وزارة التربية والتعليم الأردنية .
وسيكون وضع المرأة في نظام التعليم الأردني موضوعا لمقالة تالية.
أهنىء الدكتورة عبير التكروري التميمي منسقة بناء القدرات في الحملة العربية للتعليم والدكتورة رفعت الصباح رئيسة الحملة العالمية للتعليم على تنظيم هذه الندوة المهمة.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/19 الساعة 14:41