في اليوم العالمي للغة العربية.. كيف أسهم لسان الضاد في تشكيل الهوية العربية؟
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/18 الساعة 14:31
مدار الساعة - شهدت ستينيات القرن الماضي دراسات عديدة عن الهوية واللغة، وهو ما يبلور الوعي الأممي التي شهده العالم في تلك المرحلة، وقد انفتحت العلوم الإنسانية ابتداءً من علم الإنسان وعلم الاجتماع وعلم النفس بدراسة مفهوم الهوية تحديداً، ويشهد عالمنا تحديات تواجه الهوية واللغة في ظل عولة عابرة للقارات توحد كل الهويات واللغات، وهو ما يستلزم الحديث عن مفهوم الهوية واللغة وتعدد تعريفاته.
جميعنا نفتقد معرفة ما تعنيه هذه الكلمة ونستمر بالثقة بها حتى عندما تبدأ هي بقول العكس بمكر"، ويؤكد أندرسن موضحا أنها عصية على التعريف والتحليل، كما أن الاهتمام الكبير بمفهوم الهوية أدى إلى تشكل مفاهيم عديدة مما نتج عنه أن الهوية غامضة وليس لها شكل محدد، ومما تقدم يتضح لنا أن مفهوم الهوية متغير وصعب الإمساك، ولذا نقدم مقاربة بتعريفه، فالهوية مشتقة من الضمير "هو" الذي يتحول إلى اسم بحيث يشير إلى الآخر وهو ما يقابله في اللاتينية ID والتي اشتق منها لفظ Identity.
أما التعريف النظري للهوية فهي جملة علامات وخصائص من أجناس مختلفة تستقل بها الذات عن الآخر، وبغياب هذه العلامات تغيب الذات وتذوب في الآخر، ويعرفها الدكتور أشرف عبدالحي "مفاهيم وتصورات الأفراد والجماعات عن اللغة ووظائفها وهيكلها، في نظامٍ اجتماعي محدد بخلال السلوك والتفاعل"، بينما تعريفها في المعجم الوسيط هو "حقيقة الشيء أو الشخص التي تميزه عن غيره"، كما تعرف أيضاً بأنها "الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب(..)" وكذلك تعرف بأنها إدراك الفرد والجماعة لذاته/ ذاتها في حالة السبات والصراع وما بينهما من حالات اليقظة الهوياتية.
ونستنتج أن الهوية عبارة عن نسيج تكون من عدة خيوط متراكمة وقد يكون كل خيط عبارة عن نسيج أيضاً وقد يكون كل خيط هوية منفردة وقد لا تكون، ويقول معلوف بهذا الشأن: "الهوية لا تتجزأ أبداً. ولا تتوزع أنصافاً أو أثلاثاً أو مناطق منفصلة، أنا لا أمتلك هويات عدة، بل هوية واحدة مكونة من كل العناصر التي شكلتها وفق معايرة خاصة تختلف تماماً بين رجل وآخر".
وارتبط مفهوم الهوية باللغة التي تعتبر أبرز معالم الهوية وتعتبر أهم العناصر المشكلة للهوية.
اشتق لفظ اللغة من فعل لغا ومنها اللغو كثرة الكلام، وأصبح سائداً بمعنى اللسان،، واللغة هي تواصل وتجسيد لثقافة مجموعة لسانية ولفكرها، وهي وعاء للفكر والعلم وأساس بنية المجتمع،يرى نعوم تشومسكي أن اللغة نسق رمزي للتواصل، فهي وسيلة اتصال وتعبير، كما أن اللغة مثل الهوية امتلكت العديد من التعريفات، ويعود ذلك لاقتران اللغة بعدة مجالات معرفية، وهو ما يجعلها مكوناً أساسياً في الهوية، وبالنسبة للغة العربية فإن المفكر القومي ساطع الحصري يرى أن اللغة العربية هي روح الأمة ومحور قوميتها وعمودها الفقري وإن تاريخ الأمة مرتبط بلغتها.
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/18 الساعة 14:31