ما قصة معركة الوجبة في تأسيس دولة قطر؟ وماذا فعل الشيخ جاسم حينها؟
مدار الساعة - في اذار مارس من عام 1893م أعلن الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني (1826-1913) رفضه كل المحاولات الخارجية لزيادة الهيمنة الخارجية على بلاده؛ حتى وإن كان الخيار هو الحرب. فكان.
عندها خاض وشعبه معركة الوجبة، المعركة التي شكلت نقطة فاصلة في تاريخ قطر الحديث، والتي انتهت بانتصاره وفرض سيادة الشعب القطري على أرضه، بعد أن كانت مجتمعاً من القبائل المتناحرة يفتقد الأمن والنظام.
إذ ذاك كان الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني شارف السبعين من عمره.
وفي 18 كانون الأول ديسمبر عام 1878 أعلن الشيخ جاسم عن تأسيس دولة قطر، بعد نجاحه من جعل قطر كيانا موحدا ومستقلا، وأطلق على هذا اليوم، اليوم الوطني، وصار القطريون يحتفلون به كل عام، وحق لهم ذلك.
هو يوم دأبت الدوحة على التأكيد فيه على هوية الدولة وتاريخها؛ تكريما لرجال ونساء شاركوا في بناء الدولة، وعلى وجه الخصوص عائلة آل ثاني، الزعماء الحاليين لدولة قطر.
ويمثل اليوم الوطني لقطر فرصة للتعرف على أعمال مؤسسي دولة قطر الذين تحملوا الصعاب ودفعوا ثمنًا غاليًا لتحقيق وحدة أمتهم والاحتفاء بذكراهم.
ويهدف هذا الاحتفال إلى التعريف بتراث قطر وتقديره، وتعزيز الفخر بدولة قطر.
وأرسى الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني قبل نحو مئة وأربعين عاماً عند تسلمه مقاليد الحكم في البلاد (يوم 18 كانون الأول 1878) دعائم دولة قطر الحديثة، محافظا على سيادتها، وصائنا كرامة شعبها، فأسس لها القيم والمبادئ التي قامت عليها، ومضت بفضلها في دروب المجد والعز، تحقق الإنجازات وتصنع الأمجاد، وترعى الحقوق وتصون العهود وتغيث المحتاج وتنصر المظلوم وتنتصر للحق والعدل وتتمسك بالقيم والأخلاق، وتقدم للعالم نموذجا مشرقا للدولة الآمنة والمستقرة القادرة على تحقيق أعلى معدلات التنمية، وتوفير أرقى سبل الحياة الكريمة لشعبها والمقيمين على أرضها.
استمرار البناء
وبعد وفاة الشيخ جاسم بن محمد تولى حكم قطر ابنه الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني الذي وقع بعد ثلاث سنوات من حكمه مع بريطانيا معاهدة لإدخال قطر تحت نظامها المعروف باسم "إدارة الإمارات المتصالحة".
في 30 يونيو/حزيران 1948 عين الشيخ عبد الله ابنه الشيخ علي بن عبد الله نائبا له وذلك عقب وفاة أخيه ولي العهد الشيخ حمد بن عبد الله في 27 مايو/أيار 1948، وبعد تنازل الشيخ عبد الله عن الحكم في 20 أغسطس/آب 1948 أصبح الشيخ علي حاكما لقطر.
وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 1960 أصبح الشيخ أحمد بن علي حاكما لقطر بعد تنازل والده الشيخ علي عن الحكم، وفي التاريخ نفسه تم تعيين الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وليا للعهد ونائبا للحاكم.
ومن أبرز ما قام به الشيخ أحمد بن علي تشكيله في عام 1964 مجلسا استشاريا للمساعدة في شؤون الحكم، كما صدر الدستور المؤقت في 2 أبريل/نيسان 1970م وتم تشكيل أول مجلس للوزراء في البلاد في 28 مايو/أيار 1970، وفي عهده أيضا انضمت قطر إلى عضوية الأوبك.
وفي 3 سبتمبر/أيلول 1971 أعلن الشيخ خليفة بن حمد استقلال قطر لتنتهي بذلك المعاهدة البريطانية القطرية التي أبرمت عام 1916.
وفي 22 فبراير/شباط 1972 تقلد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني حكم البلاد، وكان أول عمل قام به هو تعيين وزير للخارجية ومستشار للأمير، ليدشن بذلك مرحلة جديدة من التنظيم الحكومي والإداري.
وفي يونيو/حزيران 1995 تولى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من تاريخ قطر المعاصر.
وحققت دولة قطر منذ تولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم إنجازات مشرقة في مسيرة التنمية والبناء الشامل في كافة مناحي الحياة ضمن إطار منظومة التحديث التي قادها برؤية تستشرف آفاق مستقبل واعد وعهد جديد من الرخاء والرفاهية للوطن والمواطن.
وفي 25 يونيو/حزيران 2013 تولى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد بعد تنازل الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في خطوة اعتبرها كثيرون سابقة في المنطقة العربية وفي العالم كله أن يكون أحد الحكام في أوج أدائه وعظمة نجاحه وإنجازاته ويتنازل عن السلطة بهذه الكيفية، وأن مبادرة الأمير الوالد في نقل السلطة إلى الشيخ تميم بهذا الأسلوب المشرف كانت "علامة فاصلة" في تاريخ كيفية إدارة الحكم في العالم العربي بأسلوب حضاري على عكس الأسلوب التقليدي الذي لا يحترم إرادة الشعوب.