صبري ربيحات يكتب: بين تلال الدجنية
على مقاعد مكتبة المدرسة الثانوية وحول طاولة اجتماعات الهيئة التدريسية التقينا مساء الاربعاء بثلة كريمة من شباب وحكماء بلدة الدجنية لمناقشة موضوع التنوع الثقافي في محافظة المفرق.الاخوة رئيس منتدى البلدة الثقافي وقدامى رجالات التعليم ومجموعة من الاساتذة والناشطين في البلدة التي تتقابل تلالها الخضراء وبيوتها الجميلة المتناثرة على جانبي الشارع الذي يخترقها شرقا وغربا كانوا على مقاعد طاولتنا المجللة بالاحمر.
اكملت استعدادي لرحلة بعد ظهر اليوم عند الساعة الثالثة والنصف وتوقفت في الجبيهة لاصطحاب المهندس غازي ربيحات الذي رافقني الرحلة التي كان مسارها عبر اراضي قبيلة بني حسن الواقعة ضمن حدود اربع محافظات ( عمان, الزرقاء, جرش, والمفرق) فقد احترقنا شفا بدران مرورا بام رمانة وبيرين الى الطريق المار بالخلة والواصل بين الزرقاء وجرش مرورا بطواحين العدوان مستديرين يمينا نحو القنية ومنها الى الشمال الشرقي نحو خطلة والمدور وبقية منازل اكبر قبائل بلاد الشام قبل ان نصل الى موعد لقائنا في الدجنية.
في اللقاء الودي تحدثنا عن المكان والانسان والتكنولوجيا والتنظيمات الجديدة التي ظهرت الى جانب البنى التقليدية وعرجنا على التنوع الذي طالما ميز المفرق وكان احد اهم خصائصها وميزاتها.
تاريخ الدجنية الاجتماعي والثقافي والتعليمي والعمراني كان حاضرا في النقاش الذي دار اثناء وبعد اللقاء...شرح لنا ابا بلال الخزاعلة كيف جاء شرطي الفرسان عام 1959 ليبلغ الخطيب الذي كان يدير برنامج الكتاتيب خبر انشاء المدرسة لينتقل الطلبة من سجادة المسجد الى البنوك الخشبية لمدرستهم التي ابتهجوا وتدافعوا ليجلسوا على مقاعدها .
سيرة الاساتذة والطلبة النجباء والكثير من التفاصيل حول الاساطير والكهوف والعادات والاحترام والتعاون ومستويات الطاعة والانضباط التي كانت سائدة قبل انتشار التكنولوجيا والتوسع في استخدام وسائل الاتصال وظهور التنوع الثقافي الذي يصعب ملاحقته واستيعاب مفرداته.
الجمهور الذي ابدى حماسا كبيرا لمشروع ذاكرة المكان وتدوين التراث واشراك الشباب وكبار السن والمؤسسات المحلية في التعرف على مكونات تراثعم وذاكرتهم وثقافتهم اضاف للقاء الكثير من الالق الذي طغى على اجواء اللقاء. الشكر الوافر للمنتدى والحضور واهالي الدجنية الذين اتاحوا لنا قضاء امسية لطيفة في ديارهم وبينهم.