مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ

مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/16 الساعة 09:02
كثيرٌ من الناس يعتقدون بأن ما لديهم من أموال وممتلكات منقولة وغير منقولة هي بشطارتهم أو بذكائهم أو بما قاموا به من أعمال لا يستطيع أن يقوم بها آخرون ممن حولهم. نقول لهم جميعاً دون استثناء أحد منهم بأن إعتقادهم هذا خاطئ تماماً لأن كل ما نملك من أموال وغيرها من الموجودات المنقولة وغير المنقوله كلها من رزق الله ولكن على الإنسان أن يسعى لرزقه والله ييسره له. وذلك لأننا نعلم من كلام الله لنا في القرآن الكريم بأن الله سبحانه وتعالى عندما يُكْمِل الجنين في رحم أمه اليوم المائة والعشرين يرسل الله مَلَكاً ينفخ فيه الروح ويكتب له رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد (عن ابن مسعود عن النبي ﷺ: إنه يكون أولا في الأربعين يوماً الأولى نطفة، ثم الأربعين الثانية علقة -وهي قطعة الدم-، ثم في الأربعين يوماً الثالثة يكون مضغفة -قطعة اللحم-، وبعد كمال مائة وعشرين يوماً ينفخ فيه الروح، ويكتب عمله وأجله ورزقه وشقاوته وسعادته. وكما قال الله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (الذاريات: 22 و 23)). فدليل قطعي أن رزق كل إنسان مكتوب له ومقدر له في السماءِ من ربِّ العالمين ونحمد الله أن رزق البشر في السماء وليس في الأرض ولو كان الرزق في الأرض لربما ما سقى عبد عبداً آخر شربة ماء. وقد طلب الله مِنَّا بل فرض علينا بصريح العبارة أن ننفق مما رزقنا الله على الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وإبن السبيل ((نَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (براءة: 60)). وبالخصوص الذين ذكرهم الله لنا في هذه الآية ( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (البقرة: 273))) وليس مما جمعناه بشطارتنا أو بفهلوتنا أو . . . أو إلخ كما يدَّعِي البعض. ويذكرنا الله أن نستفيد من أيام وسنوات عمرنا التي تمر بسرعة فائقة وخصوصاً هذه الأيام ومن قبل أن نفارق حياتنا الدنيا ويتوفانا الله وتنقطع أعمالنا من كل شيء. لأن الإنسان عندما يتوفاه الله يكون قد إستوفى رزقه وأعماله من كل شيء في هذه الحياة الدنيا، أي رُفِعَت أقلام الملكين العتيد والرقيب وجَفَّت صحف المتوفى، حيث لا ينفعه إلا ما قدم من اعمال خلال حياته. لأنه يوم الحساب لا يكون فيه بيع ولا شراء ولا صديق حميم يشفع له أو يحل مكانه في العذاب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (البقرة: 254)).
  • أعمال
  • مال
  • لب
  • الملك
مدار الساعة ـ نشر في 2020/12/16 الساعة 09:02